بيّن بحث طبي أجري في مستشفى "سوروكا" في بئر السبع،ان احتمال الولادة المبكرة لدى النساء الحوامل الصائمات، هو ضعف الاحتمال لدى غيرهن من النساء الحوامل.

وفي اطار هذا البحث، قام معدّوه بفحص عدد الولادات المبكرة، أي تلك التي تمت قبل الاسبوع السابع والثلاثين للحمل لدى اليهوديات في"يوم الغفران" الذي يصوم فيه اليهود المتدينون طيلة يوم كامل (24 ساعة- من الغروب الى الغروب)، مقارنة بالنساء العربيات البدويات (من النقب)، وقارن الباحثون المعطيات مع عدد الولادات التي تمت قبل "الغفران"باسبوع.

وجاءت النتائج واضحة لا لبس فيها، ومفادها ان احتمال الولادة المبكرة لدى اليهوديات يساوي ضعف الاحتمال لدى العربيات،حتى اذا ما استثنينا عوامل الخطر والمخاطرة مثل ضغط الدم العالي والتدخين والمضاعفات الناجمة عن الحمل السابق والولادة المبكرة سابقاً أيضاً.

52،1% يهوديات، والباقي عربيات

وتولى رئاسة طاقم الباحثين البروفيسور ايال شاينر، مدير قسم الولادة في "سوروكا"، الذي يعمل محاضراً في كلية الطب بالمستشفى، وشمل البحث (745) حالة ولادة على مدى (23) عاماً، من 1988 حتى 2011. ونسبة اليهوديات من هذه الحالات 52،1%، والعربيات البدويات 47،9%. وبلغت نسبة الولادات المبكرة من هذه الحالات 6،3%. وتبين للباحثين انه بينما لم يكن أي فرق في الاسبوع الذي سبق صوم"الغفران" بين الولادات المبكرة لليهوديات والعربيات – ففي "الغفران" نفسه كان احتمال الولادة المبكرة لدى اليهوديات ضعف الاحتمال لدى العربيات، ولم يتم فحص عدد الصائمات من الوالدات اليهوديات، لكن بما ان النتائج اظهرت فارقاً كبيراً واضحاً في الولادات المبكرة خلال"الغفران" مقارنة بالاسبوع الذي سبق- فمن المؤكد ان هنالك علاقة وثيقة بين الصوم والولادة المبكرة.

"بلاش مخاطرة"!

وعن ذلك يشرح البروفيسور"شاينر" قائلاً ان العلاقة بين الصوم والولادات ليس واضحاً تماماً، لكن هنالك نظريتين او رأيين محتملين: الأول ان مادة "الغلوكوز" (السكر المعقّد) تهبط وتتراجع خلال الصوم، وعند ذلك تفرز مادة اسمها"بروستغلندين" تؤدي الى تسريع وتعجيل الولادة. والرأي الثاني يتمثل في ارتفاع كثافة الدم، ما يؤدي الى زيادة في افراز الهورمون المسمى (ADH) الذي قد يؤدي الى انقباض في الرحم والى آلام المخاض.

ومن المعروف في الأوساط الطبية ان الولادة المبكرة تشكل بالعادة نسبة تترواح ما بين 7%-11% من مجمل الولادات، وهي السبب في اكثرية المضاعفات المتعلقة بالمواليد الخدج، مثل نزيف الدماغ، وحتى الموت.

وبالنظر الى نتائج البحث فان معدّيه ينصحون النساء الحوامل بعدم المخاطرة بالصوم في يوم الغفران لأنه يستمر (24) ساعة او يزيد، على عكس صوم رمضان الذي يستمر نصف هذه المدة عادة. ويوضح الباحثون انه اذا ما أصرت الحوامل اليهوديات على الصوم في الغفران، فيتوجب عليها استشارة الطبيب. وفيما يتعلق بالحوامل اللاتي اجتزن الاسبوع السابع والثلاثين، فبامكانهن الصوم، لانه حتى لو تمت لديهن الولادة في هذه المرحلة، فان المخاطرة طفيفة.

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]