كشف بحث واسع النطاق أُجري في مركز شنايدر لطب الأطفال، وشمل أكثر من 368 ألف طفل في إسرائيل، عن فروقات مقلقة في نمو الأطفال بين الفئات المجتمعية المختلفة، حيث احتل الأطفال العرب المرتبة الأولى من حيث معدل الطول، بينما سجّل الأطفال في المجتمع الحريدي النسبة الأعلى من "قصر القامة المرضي".
وفقًا للدراسة التي نُشرت في مجلة Israel Journal of Health Policy Research، فإن نسبة الأطفال العرب الذين يعانون من قصر قامة حاد كانت الأدنى بين جميع المجموعات، إذ بلغت 0.8% بين الذكور و0.7% بين الإناث. في المقابل، وصلت النسبة بين الذكور الحريديم إلى 3.8%، أي أكثر بخمسة أضعاف من نظرائهم العرب.
الدكتورة نعماه فيش-شوولف، قائدة البحث، أوضحت أن الأطفال الحريديم يولدون بمؤشرات نمو طبيعية، بل وحتى جيدة، لكن ابتداءً من عمر شهرين يبدأ منحنى النمو لديهم بالهبوط بشكل حاد، وهو ما يستمر حتى عمر 6 سنوات على الأقل.
البحث أشار إلى أن السنة الأولى من حياة الطفل هي الأكثر حرجًا، حيث لوحظ لدى الأطفال الحريديم انخفاض بمعدل 0.566 انحراف معياري في الطول مقارنة بالمعدل الطبيعي، وهي إشارة محتملة لسوء تغذية أو ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة.
أما الفارق بين المجموعتين الأقصى والأدنى (العرب والحريديم) في عمر 6 سنوات، فبلغ 0.606 انحراف معياري – وهو فارق كبير قد ينعكس على الصحة الجسدية، التطور المعرفي، والتحصيل التعليمي لاحقًا.
لماذا لا يعاني الأطفال العرب من هذه الظاهرة؟
رغم أن الأطفال العرب، وخاصة في المجتمع البدوي، يعيشون في ظروف اقتصادية صعبة، فإنهم لم يسجلوا نسبًا مرتفعة في ظاهرة قصر القامة. الباحثون يشيرون إلى أن ذلك قد يرتبط بعادات غذائية مختلفة أو مستويات دعم اجتماعي داخل الأسرة والمجتمع.
[email protected]
أضف تعليق