في لقاء مع موقع بكرا، تحدث المحلل السياسي إسماعيل الريماوي عن مسألة محاربة وكالة الأونروا وتأثيراتها على الشعب الفلسطيني، حيث قال:
"في ظل حرب الإبادة على غزة، والسعي الإسرائيلي لتهجير سكان القطاع، تعمل إسرائيل منذ فترة طويلة على محاربة وجود الأونروا، وهي التي تسعى بلا توقف لتصفية الوكالة منذ تأسيسها. فمحاربة الأونروا هي مسألة قديمة ومتجددة، والمستفيد الوحيد من إنهاء عملها ووجودها هو دولة الاحتلال الإسرائيلي."
وأضاف الريماوي: "المخاطر المستقبلية لهذا الأمر هي أن القضية الفلسطينية وقضية اللاجئين أصبحت على المحك، ومن الواجب على العالم الحر أن ينحاز للعدالة والمبادئ الدولية لدعم القضية الفلسطينية."
وأشار إلى مفارقة واضحة في مواقف الدول التي تدعي الدفاع عن القيم الإنسانية وحقوق الإنسان، حيث تقوم هذه الدول بخرق هذه المبادئ من خلال التساوق مع المزاعم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ووكالة الأونروا. وأضاف أن "الأونروا" تعد الشاهد الحي والدولي الوحيد على نكبة فلسطين، وبالتالي فإن جميع اللاجئين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم المختلفة يدافعون عن وجودها.
الخطوة العقابية وتأثيراتها
كما تحدث الريماوي عن الخطوة العقابية التي تستهدف المجتمع الفلسطيني في مخيمات اللجوء، الذي يضم أكثر من 7 ملايين لاجئ في الوطن والشتات، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال: "في ظل الحرب على غزة ومخيمات الضفة الغربية، أصبح الجميع في أمس الحاجة لزيادة خدمات الوكالة، لا تقليصها."
وأكد أن الدول التي تدعي التحضر تسارع إلى التغطية على جرائم الاحتلال، بدلاً من إدانتها ودعمه بحقوق الشعب الفلسطيني، عبر تقليص المساعدات.
دور الأونروا ومواجهة محاولات إلغائها
وأوضح الريماوي أن "مجتمع اللاجئين الفلسطينيين اليوم في حاجة ماسة إلى يد العون في كل مكان، ووكالة الأونروا تلعب دورًا كبيرًا في ذلك." ولفت إلى أن هناك استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى تهجير الفلسطينيين وتجاوز قضية اللاجئين، ومن ثم شطب حق العودة، وهو ما يستدعي جهودًا كبيرة للحفاظ على وجود الوكالة.
وأكد أن "الأونروا" هي الشاهد الحي على النكبة الفلسطينية، وأي تقليص في خدماتها يعد تهديدًا حقيقيًا للقضية الفلسطينية. وأشار إلى أن "لا يمكن استبدال دور الأونروا بأي منظمة أخرى، خاصة في غزة، حيث لا توجد منظمة إنسانية يمكنها تقديم نفس الخدمات التي تقدمها الأونروا."
الظروف في المخيمات الفلسطينية
وأشار الريماوي إلى أن اللاجئين الفلسطينيين يعتبرون الأونروا جزءًا من ذاكرة المخيمات ورمزًا لحق العودة، حيث قدمت لهم المساعدات الطبية والغذائية والتعليمية والنقدية على مدار عقود من اللجوء.
واختتم حديثه بالإشارة إلى الأوضاع الصعبة في المخيمات الفلسطينية، سواء في غزة أو الضفة الغربية أو في البلدان المجاورة، مثل لبنان، حيث يعاني اللاجئون من الفقر المدقع، مما يجعل اعتمادهم على خدمات الأونروا في تزايد مستمر.
تأسست الأونروا في عام 1949 بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتم تفويضها لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في خمس مناطق عملياتها: الأردن، سوريا، لبنان، الضفة الغربية، وقطاع غزة، حتى التوصل إلى حل عادل لقضيتهم.
[email protected]
أضف تعليق