أظهر تقرير جديد صادر عن منظمة "ألفنار" أن نسبة البطالة بين الشباب العرب شهدت ارتفاعاً حاداً منذ اندلاع الحرب الأخيرة، مما يفاقم أزمة اجتماعية واقتصادية خطيرة تهدد المجتمع العربي في إسرائيل. التقرير، الذي يعد الأول من نوعه، أشار إلى أن نسبة الشباب العرب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً، ولا يعملون أو يدرسون أو يشاركون في برامج تدريبية، قفزت من 22.3% قبل الحرب إلى 34.5% بنهاية عام 2023. كما كشف التقرير عن علاقة مباشرة بين هذه الظاهرة وتفاقم الجريمة والعنف في المجتمع العربي.
حسام أبو بكر، المدير العام لمنظمة "ألفنار"، حذر من تداعيات هذا الوضع المتدهور قائلاً: "الشباب العرب يعانون من تهميش اقتصادي واجتماعي حاد، مما يعزز شعورهم باليأس ويضعف فرصهم في بناء مستقبل مستقر. هذا الوضع لا يهدد الأفراد فقط، بل يهدد النسيج الاجتماعي برمته". وأضاف: "كل زيادة في نسبة الشباب العرب المنخرطين في سوق العمل تسهم بمليارات الشواكل في الاقتصاد الإسرائيلي، لكنها أيضاً تقوي الروابط الاجتماعية وتحسن العلاقات بين العرب واليهود".
الفجوات في سوق العمل
التقرير سلط الضوء على الفجوات الكبيرة في سوق العمل بين العرب واليهود، حيث لا تزال نسبة مشاركة النساء العربيات في سوق العمل منخفضة رغم التحسن الطفيف الذي شهدته في السنوات الأخيرة. فقد ارتفعت النسبة إلى 45.6% في عام 2023، لكنها تبقى بعيدة عن نسبة النساء اليهوديات التي تبلغ 84.6%. أما على صعيد المناصب الإدارية، فالوضع أكثر خطورة، حيث لا تشغل النساء العربيات سوى 1.4% من هذه المناصب، مقارنة بـ5.3% في المجتمع اليهودي.
كما أكد التقرير أن الشباب العرب الذين يعانون من البطالة يعتمدون بشكل كبير على عائلاتهم لتأمين معيشتهم، بينما أفاد 23% منهم بعدم وجود أي مصدر دخل ثابت، مما يجعلهم عرضة للوقوع في شباك الجريمة المنظمة. وبيّن التقرير أن غياب فرص العمل والتهميش الاقتصادي يعزز ارتباط الشباب العرب بالعنف والجريمة، وهو ما يضاعف من أعباء المجتمع.
حسام أبو بكر دعا إلى تحرك عاجل لمعالجة هذه الأزمة، مشدداً على أن الحلول يجب أن تكون جذرية وشاملة. وقال: "لا يمكننا أن نبقى مكتوفي الأيدي أمام هذه الأزمة المتفاقمة. الاستثمار في التعليم، وتطوير البنية التحتية للمواصلات، وإنشاء مناطق صناعية وتجارية في القرى والمدن العربية، هي خطوات أساسية للخروج من هذا الوضع". وأضاف: "دمج الشباب العرب في سوق العمل ليس مجرد ضرورة اقتصادية، بل واجب اجتماعي وأخلاقي لتحسين مستقبل المجتمع بأسره".
[email protected]
أضف تعليق