كشفت دراسة طبية حديثة أجراها مركز "شيبا" الطبي أن القيم الطبيعية لضغط الدم لدى النساء قد تكون مضللة، حيث تبين أنها تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية مقارنة بالرجال. وأكد الباحثون أن القيم الحالية، التي تستند في الغالب إلى دراسات أجريت على الرجال، تحتاج إلى مراجعة وتحديث.
الدراسة، التي قادها البروفيسور جلعاد تويج من معهد جارتنر ود. بوريس فيشمان من مركز القلب في مستشفى شيبا، شملت تعاونًا مع باحثين من جامعات محلية ودولية. تم عرض نتائجها في المؤتمر الأمريكي لأمراض القلب في شيكاغو ونشرت في مجلة NEJM Evidence.
نتائج تدق ناقوس الخطر
وأظهرت الدراسة، التي استندت إلى بيانات تم جمعها على مدى 28 عامًا، أن النساء اللاتي لديهن قيم ضغط دم تُعتبر طبيعية نسبيًا، مثل الضغط الانبساطي فوق 70 ملم زئبق، يكنّ أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية مقارنة بالرجال. وبالمقابل، الرجال الذين لديهم ضغط انبساطي يزيد عن 80 ملم زئبق يواجهون خطرًا أكبر للسكتة الدماغية في أعمار صغيرة.
كما أظهرت النتائج أن قياس الضغط الانبساطي لدى الشباب يُعد مؤشرًا مهمًا للتنبؤ بمخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية، خصوصًا عند النساء. وأشار الباحثون إلى أهمية متابعة ضغط الدم منذ سن مبكرة مع الأخذ في الاعتبار الفروق بين الجنسين.
تحديث الإرشادات
البروفيسور تويج صرح أن هناك زيادة ملحوظة في حالات السكتة الدماغية بين الأشخاص تحت سن الخمسين حول العالم، وخصوصًا لدى النساء الشابات. وأكد على ضرورة تحديث تعريف القيم الطبيعية لضغط الدم بما يتناسب مع البيانات الحديثة التي تكشف الفروق بين الجنسين.
وأضاف: "قياس ضغط الدم يظل أداة بالغة الأهمية لرصد الصحة العامة، حتى مع التطورات التكنولوجية الحديثة. يجب أن تتم مراقبة القيم غير الطبيعية بشكل دوري لتجنب المخاطر على المدى الطويل، حيث قد تتحول إلى قنبلة موقوتة تهدد الحياة".
[email protected]
أضف تعليق