كشف تقرير حديث صادر عن وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية لعام 2023 عن تراجع كبير في مستوى إتقان اللغة العبرية بين طلاب الصف السادس في المدارس العربية، مما يثير قلقًا بشأن قدرتهم على الاندماج في المجتمع الإسرائيلي مستقبلاً، سواء على المستوى الاجتماعي أو في سوق العمل.
التقرير، الذي أُعدّ بعد دراسة شملت 4,200 طالب من الصف السادس و300 معلم للغة العبرية في 180 مدرسة عربية، أظهر أن الطلاب يواجهون صعوبة متزايدة في فهم اللغة العبرية المنطوقة والمكتوبة. يشمل ذلك عدم القدرة على فهم المحادثات اليومية أو قراءة اللافتات والإعلانات. وأشار إلى انخفاض ملحوظ في متوسط الإنجازات مقارنة بالدراسات السابقة، حيث عاد المستوى الحالي إلى ما كان عليه في عام 2014، مع ارتفاع نسبة الطلاب الذين يفتقرون إلى أساسيات اللغة العبرية إلى 36%، وهي النسبة الأعلى منذ بدء القياسات.
حتى الطلاب الدروز
هذا التراجع لم يقتصر على الطلاب عمومًا، بل شمل بشكل خاص مجموعات كانت تحقق نتائج أفضل في الماضي، مثل الطالبات والطلاب الدروز. وأظهرت البيانات أن هناك انخفاضًا بنسبة 14% في قدرة الطلاب العرب على فهم النصوص المكتوبة مثل اللافتات والإعلانات، وتراجعًا بنسبة 13% في قدرتهم على فهم المحادثات اليومية والحوارات المنطوقة.
المعلمون المشاركون في الدراسة أشاروا إلى عدة أسباب لهذا التراجع. فقد أكد 85% منهم أن الطلاب لا يتعرضون للغة العبرية خارج المدرسة بشكل كافٍ، بينما أفاد 62% من المعلمين بأن الطلاب لا يبذلون الجهد اللازم لتعلم اللغة. وأوضح 41% منهم أن الطلاب يحملون مواقف سلبية تجاه تعلم اللغة العبرية، مما يزيد من تعقيد المشكلة.
تحديات
وزير التربية والتعليم يوآف كيش علق على هذه النتائج بقوله إن التقرير يعكس التحديات الكبيرة التي تواجه تعليم اللغة العبرية في المجتمع العربي، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل على تطوير خطط جديدة لتحسين مستوى التعليم. وأضاف أن إتقان اللغة العبرية يعد عاملًا أساسيًا في تحقيق الاندماج الناجح في المجتمع الإسرائيلي وسوق العمل.
التقرير لم يقتصر على تحليل المستويات اللغوية فقط، بل رصد أيضًا تراجعًا في مواقف الطلاب الإيجابية تجاه تعلم اللغة، حيث انخفضت نسبة الطلاب الذين يشعرون بمتعة أو أهمية في تعلم العبرية. هذا التراجع يُظهر أن المشكلة لا تتعلق فقط بمنهجية التدريس، بل تشمل أيضًا البيئة الثقافية والاجتماعية التي يتعلم فيها الطلاب.
في ظل هذه التحديات، أعلنت وزارة التربية والتعليم عن تأجيل الامتحانات الخارجية في اللغة الأم للصفوف الرابعة، التي كان من المقرر إجراؤها في ديسمبر 2024، إلى فبراير ومارس 2025 بسبب الأوضاع الأمنية. ومع ذلك، ستُجرى الامتحانات لطلاب الصفوف السادسة والتاسعة في موعدها مع إتاحة مرونة للمؤسسات المتضررة لاختيار المشاركة من عدمها.
هذا التراجع في مستوى إتقان اللغة العبرية يثير تساؤلات حاسمة حول مستقبل الطلاب العرب في إسرائيل وحول الخطوات التي يمكن اتخاذها لتعزيز تعلم اللغة، باعتبارها جسرًا مهمًا للتواصل والاندماج في المجتمع الأوسع.
[email protected]
أضف تعليق