حول صورة الوضع العام في المنطقة، تحدث موقع بكرا مع الكاتب والمحلل السياسي د.جمال زحالقة، والذي قال خلال حديثه:
"مرّت المنطقة بأسبوع مضطرب وعاصف بالأحداث الدراماتيكية، التي سيكون لها أثر بعيد المدى، من الصعب التنبّؤ بمكوّناته وبسماته في معمعان «ضباب الحرب»، الذي يخيم على الإقليم. واستمرارا للحرب القذرة على غزة، والاعتداءات المتكررة على لبنان، قام الطيران الإسرائيلي بإسقاط أكثر من 80 طنّا من المتفجرات على منطقة سكنية في وسط الضاحية الجنوبية لبيروت، ما أدى إلى استشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، واستشهد معه جنرال إيراني وعدد كبير من المدنيين والعسكريين اللبنانيين".
يضيف: "أجّج هذا الاغتيال مشاعر الغضب والسخط عند الغالبية الساحقة من العرب والمسلمين، خاصة وأنّه جاء في سياق المحاولات الإسرائيلية لإخماد جبهة إسناد غزة. وبعد أيام معدودة من الاغتيال بدأ الجيش الإسرائيلي عملية الاجتياح البري للجنوب اللبناني، مدعيا أنها ستكون محدودة، مع أنّه لا دليل بالمرة على أنها ستكون كذلك. وفي يوم الثلاثاء الماضي، شنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية هجوما صاروخيا على الدولة الصهيونية، أدّى إلى دخول كل الإسرائيليين إلى الملاجئ والغرف الآمنة".
حكم النوايا
يتابع: "على الرغم من أنّ الأضرار لم تكن كبيرة نسبيا، إلّا أن القيادة الإسرائيلية قررت التعامل مع الهجوم بحكم النوايا، وليس بحكم النتائج، ولوّحت برد فعل قوي وصاعق، قد يشمل مواقع إطلاق الصواريخ، وقد يستهدف مرافق نووية في العمق الإيراني (بالادعاء أن الصواريخ وجّهت أيضا إلى المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونا)، وقد يكون قصفا جويا على محطّات توليد الطاقة. وتلعب الولايات المتحدة دورا مركزيا فاعلا على محور التوتر الإيراني الإسرائيلي، فقد وضعت كل مقدرات المنطقة الوسطى للجيش الأمريكي في خدمة الدفاع عن إسرائيل، وكان لها ضلع كبير في التصدي للصواريخ. أما في إسرائيل، فتتراوح التوجهات بين التعامل مع الهجوم الإيراني على أنّه «إعلان حرب»، والدعوة للاكتفاء برد فعل محدود والتفرغ للجبهة اللبنانية".
يلفت كذلك: "إسرائيل منفلتة ولا تجد من يوقفها، ولكنّها بدأت ترتكب أخطاء استراتيجية، قد تدفع ثمنها إن وُجد من يدفّعها الثمن، هي تتصرف وكأن لا حدود للقوة وللاتكاء على استعمال القوّة".
[email protected]
أضف تعليق