أشار بحث أجري مؤخرًا حول ظاهرة الانتحار في المجتمع العربي، أن ثلث حالات الانتحار في المجتمع العربي في إسرائيل تحدث في الفئة العمرية 14-24 عامًا.
وحول اسباب ظاهرة الانتحار في المجتمع العربي، واكثر الشرائح تحدث موقع بكرا حول هذا الموضوع مع بروفيسور سامي حمدان، باحث في موضوع الانتحار، ورئيس برنامج الماجستير في علم النفس التربوي في الكلية الأكاديمية تل أبيب-يافا.
من هي أكثر الفئات العمرية في ظاهرة الانتحار في المجتمع العربي؟
حوالي ثلث حالات الانتحار في المجتمع العربي في إسرائيل تحدث في الفئة العمرية 14-24 عامًا، مما يشير إلى الضيق الذي يعاني منه المراهقون والشباب. وبما أن المجتمع العربي نادرا ما يتحدث عن هذه القضايا، فإن النضال أكثر صعوبة وتعقيدا، لكن هناك خطوات يمكن اتخاذها للحد من الظاهرة، على رأسها تحسين خدمات الصحة النفسية في المجتمعات العربية
ما هي الإحصائيات المتوفرة لديك بالنسبة لنسبة الانتحار في اسرائيل بشكلٍ عام، وفي المجتمع العربي خاصةً؟
وفقا لمعطيات وزارة الصحة الإسرائيلية، يموت حوالي 450 شخصًا بسبب الانتحار في إسرائيل كل عام، وحوالي 50 حالة منهم تحدث في المجتمع العربي، لكن هذه المعطيات لا تعكس الحجم الحقيقي للظاهرة، إذ أن هناك عدداً غير قليل من الوفيات التي لا يعرف سببها، ومن المحتمل أن تكون أيضاً نتيجة الانتحار.
ما هي اكثر الفئات العمرية من اجمالي المنتحرين في المجتمع العربي، وما هو السبب برأيك؟
حوالي ثلث حالات الانتحار في المجتمع العربي في إسرائيل تحدث في الفئة العمرية 14-24 عامًا، مما يشير إلى الضيق الذي يعاني منه المراهقون والشباب العرب.
هل النسبة الأكثر في المجتمع العربي هي لدى الذكور ام الإناث؟
في السنوات الماضية كانت هناك نسبة عالية من الفتيات العربيات اللاتي حاولن الانتحار مقارنة بالمجموعات الأخرى. وكشفت الدراسات التي أجريت في السنوات الأخيرة أن أكثر من 30% من المراهقين في المجتمع العربي، أفادوا بأنهم جرحوا أنفسهم عدة مرات، وفي كثير من الأحيان لا يعرفون سبب قيامهم بذلك. كما كشفت الدراسات عن وجود أفكار انتحارية لدى نحو ثلث الشباب والشابات العرب.
حدثنا عن أسباب هذه الظاهرة؟
- أحد عوامل الخطر السائدة للسلوك الانتحاري، هو معدل تعاطي الكحول والمخدرات المرتفع بين الشباب العرب في إسرائيل، مقارنة بالشباب اليهود.
- الأرقام تشير إلى ضائقة كبيرة يعيشها المجتمع العربي، وخاصة بين فئة الشباب.
- تنعكس هذه الضائقة أيضًا في أعمال العنف والعدوان التي نراها في شوارع المدن والقرى العربية.
- المجتمع العربي يعاني من نقص حاد في الأخصائيين النفسيين والأطباء النفسيين، الذين يستطيعون تشخيص الاضطرابات النفسية والوقاية منها وعلاجها، ومن الواضح أن زيادة أعداد المهنيين هي خطوة تتطلب قرارات حكومية ومؤسسية أفقية.
ما اسباب الضائقة النفسية التي يعاني منها الشباب العرب وكيف تؤدي الى الانتحار؟
- سبب آخر للضائقة النفسية وخطر الانتحار يتعلق بأزمة الهوية التي يعاني منها الشباب خلال المراهقة. يُشار إلى أن الهجرة إلى بلدان ذات ثقافة مختلفة عن الثقافة الأم تعرض المهاجرين لخطر الانتحار بسبب اختلاف اللغة والرموز الثقافية، وبسبب مواجهتهم للرفض والعنصرية والاغتراب. ويعيش الشباب العرب في إسرائيل حالة مماثلة: بعضهم يشعر بالغربة في المجتمع الذي يعيش فيه، والبعض الآخر يشعر بالرفض والعنصرية لمجرد أنهم مختلفون.
إن تجربة الغربة تقلل من القدرة على الاندماج في مجموعات قد تمكن من التعامل بشكل مناسب مع الاضطرابات والأزمات النفسية، وتزيد من تجربة الوحدة التي غالبا ما تشكل أرضا خصبة لتطور الاضطرابات النفسية والاكتئاب والأفكار الانتحارية
كيف يمكن علاج هذه الظاهرة؟
يمكن معالجة هذه الظاهرة او التقليل منها، من خلال إتاحة إمكانية الوصول إلى خدمات الصحة النفسية في المجتمع العربي من خلال زيادة عدد المهنيين في المجال، وفتح مراكز الصحة النفسية في البلدات العربية، وتطوير وتوفير الأدوات اللازمة للتعامل مع فجوات الهوية والأزمات والصعوبات والاضطرابات النفسية.
[email protected]
أضف تعليق