بعد النجاح والاقبال الكبير على "مسيرة الأموات" التي أقيمت في مدينة تل ابيب بمبادرة، موقع ومؤسسة بكرا الإعلامية، والمنتدى الجماهيريّ الشعبي والقطري، والتي شارك بها ما يقارب 20 الف مشارك، من كافة اطياف المجتمع العربي والإسرائيلي، من الشمال حتى النقب، والمشاركة الواسعة للسلطات المحلية العربية. تقرر اقامة "مسيرة الأموات من أجل الأحياء"، هذه المرة من مدينة حيفا، لنستمر باسماع صرخة المجتمع العربي الذي ما زال يعاني الأمرين بسبب آفة العنف والجريمة، آخرها جريمة اوقعت 4 ضحايا قبل قليل.
وحول موضوع العنف في المجتمع العربي والنشاطات لمكافحته، قال فؤاد زيادنه مدير المركز الجماهيريّ في رهط: "من يحمل غيتارا في صغره لن يحمل سلاحا أبدا كبيرا". لا يختلف أحدٌ على أنّ للعنف وتصاعد وتيرة الجرائم في المجتمع العربيّ تأثير بالغ الخطورة على نموّ، تطوّر وتصحيح الخلل الذي يعتريه. كما أنّ للعنف تأثيراتٍ أخرى بحيث إنه يحول دون تقدّم المجتمع العربيّ ونهوضه من كبوته. فأصبحنا اليوم نرى أنّ الكثير من طاقات هذا المجتمع مُسخرة بالأساس لكيفية إيجاد السبل للحدّ من تفاقم هذه الآفة. حيث أصبح شغل قيادات هذا المجتمع الشاغل يتمثّل في المطالبة بالتصدّي لهذه الظاهرة الفتّاكة التي تنخر في جسد المجتمع العربي. فمن المقرّر استثمار الكثير من الموارد في سبيل تقليص حجم العنف بدلًا من استثمارها في تحسين الحياة في البلدات العربيّة.
واضاف: هذه الآفة المرهقة نفسيا لمجتمعنا بحاجة الى اتحاد الجميع من أجل القضاء عليها، وذلك من خلال بناء برامج تربوية وثقافية تقودنا الى التأثير على أبناء الشبيبة والجيل القادم الذي يحلم بحياة أفضل. لعل من أسباب انتشار العنف هو نقص البرامج التربوية والأطر اللامنهجية الفعالة في مجتمعنا، فجل تركيز مجالسنا المحلية في الوسط العربي تتمحور حول النهوض بالبنى التحتية، متناسين بناء الانسان والنهوض به، إني أرى في التعليم اللامنهجي والاطر الشبابية العلاج الكامل لهذه الظاهرة التي تنهش بمجتمعنا، فمن خلال الأطر والبرامج التربوية اللامنهجية باستطاعتنا بناء جيل قيادي مؤثر بعيدا عن مظاهر العنف والعنصرية.
وأوضح: نعمل في المركز الجماهيري رهط على بناء مجموعات من كافة العائلات تلتقي أسبوعيا او شهريا من أجل تقوية النسيج الاجتماعي والقضاء على البغضاء فيما بينهم، اقترح من خلال موقعكم تنظيم لقاءات بين أبناء الشبيبة والشباب من كافة البلدات العربية لتبادل الآراء وطرح أفكار لنشر التسامح والمحبة والعمل على مبادرات خيرية تشغل الشباب بما هو خير ومفيد للمجتمع. أنا أؤمن بأن الانسان الذي يعزف بيديه على آلة العود، من المستحيل ان يمسك بيديه مسدسا او سلاحا في يوما من الأيام.
مسيرة هزت المشاعر
بدورها، قالت ابتهاج مجلي، مديرة قسم مكانة المرأة في بلدية الناصرة: فكرة المسيرة بحد ذاتها كانت فكرة لامعة وجريئة. التخطيط والترتيبات كانت مهنية من الدرجة الاولى. واضح انه كان هناك طاقم سهر وعمل ايام وليال وساعات طوال لاخراج هذا المشروع المسؤول الى النور.
واوضحت: موقع بكرا بادارة السيدة الفذة غادة زعبي يستحق كل التقدير والاحترام، الى جانب الطواقم المهنية في مكتبها وفي مجموعة "مسيرة الاموات"، التي نرغب جميعًا ان تتحول الى مسيرة احياء، فرح وتقدم وتطور وتمتع بالحياة، لاننا نستحق ذلك.
وقالت: شعوري كان مختلط اثناء المسيرة، ان كان ذلك برفع توابيت رمزية لضحايا الجريمة، او بالشعارات التي رفعت. ويبقى اكثر ما هزني وابكاني ومثلي كثيرون يهودا وعربا، هو العائلات الثكلى، التي ما زالت تحملها جرحها الذي لن يلتئم وجاؤوا جميعًا للدعم واخذ دورهم. وقد انعكس بذلك بالكلمة القوية والمؤثرة والشجاعة للسيدة بديعة خنيفس التي حاولت نقل الم الفقدان، عندما تحدثت باسم العائلات الثكلى.
واضافت: ويبقى ان اشير الى اهمية المشاركة العربية اليهودية التي تجلت بصورتها الحقيقية من خلال الحضور والدعم والمناصرة لهذا الموضوع الشائك بسبب غياب سلطة القانون والعقاب. نحن كشعب فلسطيني مواطني هذه الدولة لا نشعر بالامن ولا بالامان. كلي امل ان يستيقظ المسؤولين قبل فوات الاوان وقبل ان يتم حرق الاخضر واليابس من الشعبين. الف تحية لكم ولنا بقية حتى نصل الى هدفنا الطبيعي في دولة غير طبيعية.
مقترحات عينية
اما عروبة شواهنة، مستشارة النّهوض بمكانة المرأة في جلجولية، فقالت: بالبداية علينا ان نُحيي كل من شارك بهذه المسيرة ، تحية اكبار واجلال،جاءت هذه المسيرة لتعبّر عن صرخة كل من يريد ان يختار العيش بآمن وسلام ، صرخة قد تعزّز فينا قيمة الحياة واهمية العيش بكرامة، مجتمعنا غارق بالدّماء ولم يسعفه احد إن لم نتحرك ونصرخ في وجه الحكومة وللرأي العام في الدولة، لذلك يجب ان تتكرر مثل هذه المسيرة والنّشاطات التي قد تُوَصِّل رسالتنا وصرختنا للجهات المسؤولة في الدولة.
امّا عن المقترحات ، يجب ان تكون بعيدة عن الاطر السياسية والحزبية ، لضمان مشاركة واسعة من مجتمعنا العربي، فقالت شواهنة .
اقتراحاتي كالآتي:
1. التّوجه إلى المؤسسات البنكية لسد حاجات المجتمع العربي من ناحية التّمويل وخاصة القروض لبناء البيوت ، فالمعطيات تقول انه فقط 1.5% من مجمل القروض الاسكانية في الدولة تُعطى للمجتمع العربي .
2. التّخطيط ليوم اضراب لكل المستخدمين العرب ، اعلم انه ليس سهلًا ، لكنها خطوة ضرورية وهامة .
3. استخدام واستغلال الإعلام العبري لخلق رأي عام على نطاق واسع في الدولة .
4. تنظيم وقفة مشتركة من طلاب المدارس من جميع البلدات العربية امام مبنى الحكومة في القدس .
5. حضور امهات ثواكل وابناء ايتام بمبنى الكنيست خلال مناقشة موضوع العنف بقاعة الكنيست .
6. تأسيس جمعيات حقوقية واعلامية اولا من اجل متابعة ملفات حوادث العنف ، وايضا من اجل خلق رأي عام بشكل يومي بجميع الدولة .
[email protected]
أضف تعليق