يعد قصر هشام الذي يقع على الضفة الشمالية لوادي نويعمة، ويبعد حوالي 2 كم إلى الشمال من مركز مدينة أريحا، ويعرف الموقع بأطلال خربة المفجر، ونسب القصر إلى الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك (724-743م) بناءً على بعض الدلائل الكتابية المكتشفة فيه، واستكملت زخرفته لاحقا من قبل وريثه الوليد الثاني (743-744م). ولم يكن هذا القصر هو المقر الرسمي للخليفة، وإنما قصراً شتوياً للراحة والاستجمام. وقد دمرت قاعة الاستقبال والحمام، بواسطة زلزال عنيف ضرب المنطقة حوالي 749م، واستمر السكن في بعض المناطق الأخرى من الموقع، بما في ذلك القصر حتى القرن العاشر الميلادي. استخدمت المنطقة الشمالية من القصر كضيعة زراعية خلال الفترة الأموية والعباسية حوالي 730-950 ميلادي.
احتوى الموقع خلال الفترة الأموية على القصر، والحمام الكبير، والمسجد، والنافورة، وسور خارجي (الحير)، وبوابتين، وربما سكن للنخبة الحاكمة. وجاء ترتيب المباني الرئيسية الثلاثة الأولى على الجانب الغربي من فناء مشترك، مع بركة ونافورة في مركزها.
يقع الحمام الكبير إلى الشمال من القصر
يقع الحمام الكبير إلى الشمال من القصر، ويتكون من قاعة الاستقبال الكبيرة والمعروفة باسم الغرفة الباردة، وأجمل ما يميزها الأرضية المرصوفة بالفسيفساء، وتبلغ مساحتها حوالي 30 × 30 م، وبها 38 لوحة من الفسيفساء الملونة. وكان الحمام مسقوفاً بسلسلة من العقود والقباب، وتشكل نظام الأقواس على استخدام الآجر (الطين المجفف المشوي)، والتي ارتكزت على ستة عشر قاعدة حجرية ضخمة، تقع في أربعة صفوف. زين هذا المبنى بالجص، والحجارة المنحوتة، والتماثيل. وزخرفت الأجزاء العلوية برسومات جدارية، وأضيفت بركة ماء في الجهة الجنوبية من الحمام. ووضع تمثال الخليفة فوق المدخل الرئيسي، وربما أن الخليفة كان يجلس في نهاية الحنية المقابلة لهذا المدخل.
أضيفت الغرف الساخنة إلى الشمال من قاعة الحمام (القاعة الباردة)، وتكون الحمام من غرفتين فاترتين وغرفتين حارتين؛ تسخن بالبخار، وموقدين، ومرحاض.
أقيم الديوان في الزاوية الشمالية الغربية لقاعة الحمام، وهو عبارة عن مقصورة صغيرة للضيافة، ذات منصة نصف دائرية في نهاية الغرفة الشمالية. والغرفة مزودة بدكة على جانبي الجدارين الرئيسيين الشرقي والغربي، وكسيت جدرانها بالجص المحفور، ورصفت أرضيتها بالفسيفساء الفائقة الجمال، بأشكال هندسية مختلفة، بما فيها اللوحة الشهيرة بمشهد الأسود والغزلان تحت شجرة النارنج أو شجرة الحياة.
[email protected]
أضف تعليق