تعاظمت خلال العقود الأخيرة المراكز العلاجية المبنية على ما يسمى علم الطاقة والتي يزعم القائمون عليها أن لديهم قدرات كامنة قادرة على علاج الأمراض النفسية والعضوية. فما حقيقة "علم الطاقة" وهل تشكل ممارساته وطقوسه خطرا على عقيدة المسلم؟
بحسب الأكاديمي والباحث في تكنولوجيا النانو، محمد ربيع العنزي، فإن ما يسمى علم الطاقة هي ممارسات وطقوس غير تقليدية يدعي أصحابها أنهم يسيطرون ويزعمون أن بإمكانهم شحن الأجسام الحية بالطاقة الروحانية أو الحيوية، ويعترضون على العلاجات الطبية التقليدية وعلاجات الطب الحديثة، كما أنهم يصطدمون مع العلم التجريبي بشكله الحالي لأنه لا يعترف بمنهجيتهم في الاستنتاجات.
ويتحفظ العنزي على مصطلح "علم الطاقة"، ويسميه بالمقابل العلم الزائف، لقناعته بأنه ليس بعلم ولا تنطبق عليه مواصفات العلم الحقيقي، مؤكدا أن خطورته تكمن في جذوره الاعتقادية الفلسفية، حيث تعود إلى المعتقد الهندوسي والبوذي وغيرهما من المعتقدات الموجودة في منطقة شرق آسيا.
ويرفض استشاري العلاج النفسي والتربوي، عبد الرحمن ذاكر الهاشمي -في حديثه لحلقة برنامج "موازين" تبث مساء اليوم (2023/6/28)- إطلاق تسمية علم الطاقة على تلك الممارسات ويسميها خرافة الطاقة، مشيرا إلى اختلافات جوهرية بين "علم الطاقة" وبين العلم التجريبي الذي يعتمد على منهج علمي واضح.
أما المستشارة الأسرية والنفسية، هالة سمير، فتشير في مداخلتها إلى وجود آلة إعلامية جبارة لتسويق ما يتعلق بما يسمى علم الطاقة، والذي وصل إلى المنطقة العربية عن طريق الترجمات دون مراجعة شرعية لترجمات الكتب التي تصل للقارئ العربي، متحدثة عن خزعبلات انتشرت في الغرب بسبب حالة الفراغ الروحي التي تعانيها الشعوب هناك.
في المقابل، ترى الخبيرة في علم الطاقة، نوال فليحان أن علم الطاقة هو علم حقيقي، وهناك حالات نفسية ومرضية استفادت من علاجات هذا العلم، بمن فيهم أشخاص يعانون من السرطان. وتقول إن الطاقة التي يتحدثون عنها هي طاقة كونية وطاقة محبة يتكلم عنها الدين والعلم، ولكي يشفى الشخص من مرضه لا بد أن يلجأ إلى الصلاة وإلى العلاج بالطب وبعلم الطاقة، كما تقول.
مخاطر على عقيدة المسلم
وحول الحد الفاصل بين التنمية البشرية التي انتشرت في السنوات الأخيرة وبين ما تسمى بعلوم الطاقة، يؤكد الداعية الإسلامي، طارق السويدان -في مداخلته ضمن برنامج "موازين"- أن ما يسمى علم الطاقة ليس بعلم، وبأنه دخل تحت التنمية البشرية التي توجد في المنطقة العربية، وكلاهما ليس له أساس في علم التنمية البشرية في الدول الغربية، والذي هو أحد أجزاء علم الإدارة، وهو علم مستقر ويدرّس في الجامعات.
وحول مخاطر الإيمان بعلوم الطاقة على عقيدة المسلم، يقول السويدان إن الدين الإسلامي هو دين علم وعقل، والمسلم لا يحتاج إلى هذه الأمور التي جاءت من أديان أخرى، ولا يوجد أساس علمي وشرعي لها.
وسمى ما يطلق عليها بعلوم الطاقة بأنها انحراف وشعوذة باسم العلم وباسم الدين، ومن يروج لها فهو منحرف في علمه وفي عقيدته، داعيا إلى التصدي لها بشدة.
[email protected]
أضف تعليق