بقلم: ابراهيم ابو صعلوك
كانت في جاهلية العرب قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، التي تصادف ذكرى مولده المبارك في هذه الايام، هذه الذكرى التي لا يسمع بها احد في قلبه ذرة من إيمان الا وشعر بالفرح والسرور، ومن شك في ذلك، فليسأل قلبه، تسود حالة مطابقة تماما لما يسود في مجتمعنا العربي في البلاد، من اعمال قتل، نهب وسلب، تخويف وترهيب حيث كانت القبائل العربية في الجزيرة العربية تقاتل بعضها البعض لأتفه الأسباب، وخير مثال على ذلك حرب داحس والغبراء، وتسلب اموال وممتلكات بعضها البعض طمعا واستعلاء وتكبرا وهذا ما يحدث في مجتمعنا العربي اليوم في البلاد على المستوى المحلي والقطري.
ولكن من عجيب وغريب المفارقات ان العرب الذين عاشوا في عهد الجاهلية التي سبقت مبعث الرسول عليه افضل الصلاة والسلام اقلعوا عن اعمال القتل والنهب والسلب والتخويف والترهيب لمجرد اتباعهم صاحب الذكرى العطرة، النبي الامين صلى الله عليه وسلم، لانهم احبوه بقلوبهم فعلا فانجب هذا الحب اتباعا وامتثالا حقيقيا لما نهى عنه قولا وفعلا، بينما من يقوم اليوم بأعمال القتل والنهب والسلب (الخاوة) والتخويف والترهيب من العرب في هذه البلاد، رغم ان تعاليم دين محمد عليه الصلاة والسلام موجودة في كل بيت وفي كل حي ومسجد يمعنون في هذه الاعمال المشينة لان دين الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم عندهم مجرد حبر على ورق ولم يقر حب محمد صلى الله عليه وسلم في قلوبهم لحظة واحدة اما جهلا واما استكبارا واستعلاء.
لم يبعث محمد صلى الله عليه وسلم ليصلح ظاهر الانسان فقط بل بعث ليصلح القلب والجنان أولا فهذا هو يقول صلى الله عليه وسلم "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب"
ففي هذه الذكرى العطرة التي لا ينبغي اقتصارها على يوم معين بل هي بواقع الحال قائمة وموجودة في كل لحظة تردد فيها الشهادتين وكلما رفع اذان واقيمت صلاة، على الرغم من كونها كذلك ينشغل المسلمون في مسألة حرمة الاحتفال بها من عدمه وفي الحديث عن مناقب وصفات وميزات ومحاسن وقيادة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام مع أنها معرفة ومعلومة ومجملة في هذا القول "وعزتي وجلالي لو أتوني من كل طريق أو استفتحوا من كل باب لما فتحت لهم حتى يدخلوا خلفك " والحري أن ننشغل بدلا عن ذلك، رغم اهميته، في الحث على ضرورة محبة النبي صلى الله عليه وسلم والتعلق به وبالأشارة إلى الخسران الذي نحن فيه بسبب اغفال محبته فاصابنا ما اصابنا لأننا امتنا محبة في قلوبنا على الرغم من أن محبته هي الفلاح في الدنيا والنجاة في الاخرة. من هذا المنطلق يجب ان نثق بأن محبته كانت ولا زالت مبعثا للأمن والامان لأن مولد الحبيب اذهب التخويف والترهيب.
[email protected]
أضف تعليق