لا يستسيغ بعض ملّاك المنازل حضور اللون الأسود بوفرة، في أعمال الديكور، لاتصال اللون المذكور بمشاعر سلبيّة في الغالب، فالأسود هو رمز للحداد والحزن حسب ثقافات.. بالمقابل، الأسود مرادف للثروة والحكمة والقوّة حسب ثقافات أخرى. صحيح أن دلالات اللون تتبدّل عبر العصور، كما الميادين، ومعاني اللون تتضارب في بعض الأحيان، لكن المؤكّد أن الأسود لون كلاسيكي «صامد» في وجه تبدّلات الموضة. ومع حسن توظيف النسبة المناسبة من الأسود في الديكور الداخلي هو قادر على إشاعة أصداء إيجابيّة وتحقيق الإبهار وإبراز التفاصيل المعماريّة.
__
حسب مهندسة العمارة والتصميم الداخلي المصريّة إسراء عزّام، فإن «الأسود يعكس الفخامة في التصميم الداخلي، بخلاف الاعتقاد الشائع بين العامّة بأن اللون المذكور مملّ»، مضيفةً أنّه «يسهل دمج الأسود بعناصر مميّزة في أعمال الديكور وألوان بالجملة».
تدرجات من الأسود
لا يقتصر توظيف الأسود على مناطق المعيشة حسب المهندسة بل هو يمتدّ إلى الفراغات المعماريّة الأخرى، ومنها: غرف النوم ودورات المياه والمطابخ والمكاتب، ويحلّ على الجدران والأسقف والأرضيّات (الرخام والبورسلين الأسودان مرغوبان بشدّة أخيراً) وأنسجة الأثاث، ويصبغ الإكسسوارات.. فالأسود مفضّل في المساحات السكنيّة المتوسّطة والكبيرة، لكن لا تنصح المهندسة بتوظيف اللون في المنزل الضيّق لأنّه قد يزيد من الإحساس بصغر المساحات. في هذه الحالة، يُكتفى بلمسات بسيطة من الأسود متعلّقة بالأثاث والإكسسوارات.
أضف إلى الأسود الصريح، هناك تدرّجات من اللون تتمتّع بإضاءة خافتة، مع ملاحظة أن تشبع الأسود غير مكتمل فيها.
تشتمل التدرّجات على الرمادي (الأسود الخافت)، والزيتوني الغامق، ولون الفحم، ولون خشب الأبنوس، بالإضافة إلى الأزرق الغامق. تلفت المهندسة إلى أن «التدرّجات المذكورة تناسب الفراغات المعماريّة المختلفة، مع تطعيمها بألوان أخرى، حتّى لا تطغى على الصورة النهائيّة، علماً أن الرمادي الضارب إلى الأسود والأسود الصريح مناسبان في ديكورات المكاتب، للطابعين الجدي والرسمي اللذين يشيعانهما. بالمقابل، يصحّ استخدام الأسود الخافت أو الأزرق الغامق أو الزيتوني في أعمال الجدران، بغرف النوم، أو اختيار أحد التدرجات المذكورة للأثاث».
النمط «المودرن»
في إجابة المهندسة إسراء عن طرز الديكور التي تشجّع على استخدام اللون الأسود في الأعمال، تعدّد الآتي:
النمط «المودرن»، يدفع في اتجاه مزج الأسود بالرمادي على الجدران والأثاث، مع تطعيم الديكور بألوان فاتحة، مثل: الأبيض والأخضر الفاتح والأصفر، من باب تحقيق الإشراقة للفراغ.
النمط «النيو كلاسيكي»، بدوره، مرغوب في الفلل والشقق الفخمة، في دول الخليج، وهو كثير الاستخدام للون الأسود في الأعمال، جنباً إلى جنب الرمادي والأزرق الغامق، طمعاً بالفخامة، مع نشر إكسسوارات راقية باللونين الذهبي والبيج.
النمط الصناعي الذي يوظّف اللون الأسود، بشكل أساس، في الأثاث أو الإكسسوارات أو الجدران، وصولاً إلى طلاء السقف بطلاء أسود.
نمط الحدّ الأدنى (مينيماليست) و«الآرت ديكو»، تلائمهما لمسات مميّزة وخفيفة ومدروسة من الأسود.
توليفة من الأسود والأبيض في الحمّام
التوليفة اللونيّة من الأسود والذهبي هي صنو الفخامة والهيبة والثراء، وهي رائجة في عالم الديكور الداخلي المعاصر، لا سيّما في غرف النوم والصالات الرئيسة والاستقبال والمجالس والسفرة ودورات المياه.
الأسود المدمج بالبيج الفاتح، يجعل المساحات الداخليّة تبدو أكثر راحةً ونعومةً.
الأسود المخلوط بالأحمر يوحي بالجرأة والهيبة، لكن على مصمّم الديكور أن يكون دقيقاً، لناحية النسبة المستخدمة من كل لون، حسب المهندسة إسراء عزّام.
الأسود الممزوج بالأخضر الزيتوني رائع حسب المهندسة، فهو يستحضر الطبيعة في المساحات الداخليّة، كما يعبّر عن الإيجابيّة والرسمية في آن واحد.
الأسود والأبيض، لونان يحقّقان التناقض المرغوب في الديكور الداخلي، والأناقة الخالدة، وهما يُساعدان في الإيحاء باتساع الفراغ، مهما كانت مساحته، وفي جعل الأخيرة مشرقة. لكن، تفضّل المهندسة دمج الأسود والأبيض بلون ثالث، مثل: أزرق الفيروز أو الأصفر الخافت أو الأحمر، مع اختيار الأنسجة المنقوشة للأثاث.
[email protected]
أضف تعليق