باتت العقبة المدينة الشاطئية الوحيدة للأردن ملاذاً لكثير من العاطلين عن العمل، خصوصاً بعد ارتفاع أعداد المنشآت السياحية والفندقية في السنوات الأخيرة وازدياد أعداد الزوار المحليين والسياح العرب والأجانب، ما شجع على الإقبال على الأعمال اليومية في الشاطئ.
ووفق آخر بيانات حكومية بلغت نسبة البطالة في الأردن 22.8 في المائة للربع الأول من العام الحالي، فيما يقدرها خبراء بأكثر من ذلك.
وحسب الخبير الاقتصادي والمقيم في مدينة العقبة منذ سنوات طويلة إبراهيم القراية، فإنّ المدينة توفر فرص ومجالات عمل مختلفة إما بشكل دائم أو موسمي في الفنادق والمطاعم والمنشآت السياحية والتجارية والخدمية المختلفة وأعدادهم بالآلاف.
وقال لـ"العربي الجديد" إنّ مئات الأشخاص يعملون في مجالات حرة على الشاطئ، وتتركز أعمالهم في بيع العصائر ومياه الشرب ومستلزمات البحر والسباحة، وغير ذلك ومنهم من يعمل على القوارب السياحية العائدة لشركات سياحية ويكون الإقبال زخما في نهاية الأسبوع.
وتشهد شواطئ المدينة إقبالاً كبيراً في عطلة نهاية الأسبوع ومواسم الأعياد، ذلك أنّ الأوضاع المعيشية تدفع غالبية المواطنين سواء من أهل المدينة أو زوارها من المدن الأخرى للاستجمام على الشاطئ المجاني، فيما هناك عدة فنادق تمتد لمساحات من الشاطئ ذات كلف وأجور مرتفعة.
وتراجعت الحركة السياحية خلال العامين الماضيين في العقبة وسائر مناطق الأردن بسبب جائحة كورونا وتداعياتها، ما أفقد أصحاب الأعمال الحرة على الشاطئ والعاملين في المرافق الأخرى موردهم المالي، وعانوا كثيرا إلى أن بدأت الحياة بالعودة تدريجيا بعد إلغاء إجراءات احتواء الوباء.
وما ساهم في إنعاش السياحة في العقبة وتنشيط الأعمال اليومية لعدد كبير من المتعطلين عن العمل هو السياحة العائلية، حيث تتجه غالبية العائلات الأردنية إلى العقبة للسياحة والإقامة في شقق فندقية بأجور منخفضة والاستجمام على الشواطئ المجانية لساعات متأخرة من الليل، وبالتالي تحفيز الباعة المتجولين للعمل لفترة طويلة.
وقال مفوض السياحة والبيئة في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نضال المجالي إنّ نسبة الحجوزات في فنادق العقبة وصلت إلى 54 بالمائة. وأضاف في تصريحات صحافية أنّ ارتفاع نسبة الحجوزات جاء بسبب عودة المغتربين الأردنيين، وأنّ 400 ألف ليلة حجز سجلت في فنادق العقبة خلال النصف الأول من العام الجاري بارتفاع 18.3 بالمائة عن نفس الفترة من العام الماضي.
وشهد مطار الملك حسين الدولي في العقبة بحسب المجالي استقبال أكثر من 1400 حركة جوية بين هبوط ومغادرة خلال النصف الأول من العام الجاري.
وتوقع أن تسجل العقبة أرقاماً إضافية من الزوار خلال الأشهر القادمة حيث تستضيف مدينة العقبة معرض سوفكس الدولي بمشاركة عالمية واسعة وحجوزات كبيرة في الفنادق تمتد إلى 3 أسابيع.
تراجعت الحركة السياحية خلال العامين الماضيين في العقبة وسائر مناطق الأردن بسبب جائحة كورونا وتداعياتها، ما أفقد أصحاب الأعمال الحرة على الشاطئ والعاملين في المرافق الأخرى موردهم المالي
وأكد أنّ سلطة العقبة واستعداداً للموسم السياحي الحالي حرصت على تمكين البنية التحتية والمرافق والفنادق في المدينة السياحية الساحلية، حيث تم مؤخرا توقيع اتفاقية مع صندوق تشجيع الطاقة في وزارة الطاقة لدعم 10 فنادق بالعقبة لترشيد استهلاك الطاقة بنسبة 60 بالمائة لينعكس ذلك على تخفيض سعر الغرف الفندقية كما حرصت السلطة على إيجاد منتج سياحي جديد تمثل في إقرار مسار لسيارات الدفع الرباعي كمسار متخصص في سياحة المغامرات.
وأشار إلى أنّ أعداد زوار مدينة العقبة في زيادة متسارعة والانتعاش السياحي باتجاهه الصحيح، وهذا الأمر ينسحب على كافة مشغلي القطاع ويرتبط بكافة القطاع بشكل مباشر او غير مباشر. وتمثل السياحة العائلية 12.5% من سوق السياحة العالمي، حسب تقارير دولية.
وقال رئيس المرصد العمالي أحمد عوض لـ"العربي الجديد" إنّ العقبة ساهمت في توفير فرص عمل بأعداد كبيرة خلال السنوات العشر الماضية، بما في ذلك الفرص الموسمية والدائمة على الشاطئ، والتي توفر ولو الحد الأدنى من المردود المالي لكثير من العائلات. وأضاف أنّ كثرة مرتادي الشاطئ وخاصة من الأردنيين بشكل دائم تحفز عاطلين عن العمل على مزاولة أعمال التجارة البسيطة التي تلزم الزوار الذين ينفقون مبالغ وإن كانت قليلة لشراء بعض الاحتياجات. وقال إنّ العقبة ساهمت بالحد من مشكلة البطالة من خلال فرص العمل التي وفرتها من خلال الأعمال الحرة البسيطة بخاصة على الشاطئ.
المصدر: العربي الجديد
[email protected]
أضف تعليق