بقلم : سري القدوة
لم تعد القضية الفلسطينية في محل يقبل الانتظار او المراوغة ولا يمكن استمرار المرحلة الحالية دون حسم الموقف وضمان انهاء الاحتلال الاسرائيلي ووضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني واليوم عادت القضية الفلسطينية تحتل المرتبة الاولي على مستوي الاهتمام العربي والدولي وهي قضية سياسية وليس قضية انسانية كما يحاول الاحتلال تسويقها ولا بد من المجتمع الدولي التدخل من اجل إنهاء الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي باعتباره الخيار الأمثل لمنع تجدد التصعيد والتوتر في المنطقة والعالم .
حل القضية الفلسطينية هو مفتاح الاستقرار والأمن للمنطقة والعالم وهنا تكمن اهمية مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على حكومة الاحتلال لوقف اعتداءاتها المتواصلة ووقف سياسة الاستفزازات التي تمارسها يوميا في تحدي للجهود العربية والدولية الرامية لتحقيق التهدئة وان استمرار حكومة الاحتلال بانتهاج سياستها الحالية ستعيد المنطقة إلى دوامة التصعيد والتوتر مما يستدعي ترجمة المواقف الامريكية الرافضة لسياسة الاستيطان إلى أفعال حقيقية من خلال الضغط على حكومة الاحتلال لوقف عدوانها وسياساتها بحق الشعب الفلسطيني وإعادة العمل لفتح القنصلية الأميركية بمدينة القدس الشرقية واستئناف المساعدات المقدمة للشعب الفلسطيني ودعم الحل السياسي القائم على حل الدولتين واتخاذ خطوات مشجعة باتجاه إعادة العلاقات الفلسطينية الأميركية لوضعها الطبيعي بما في ذلك رفع مستوي التمثيل الدبلوماسي وافتتاح مقر للسفارة الفلسطينية في واشنطن .
الشعب الفلسطيني اثبت على الدوام انه الرقم الصعب في أية معادلة تفرض عليه ولا يمكن ان يساوم او يركع او يستسلم وسيبقى متمسكا بحقوقه وثوابته وسيبقي بمثابة الصخرة الصلبة التي تتحطم عليها كل مؤامرات التصفية والتبعية والاحتواء ولا يمكن ان تمر تلك المؤامرات او تنال من صموده وإصراره على تحقيق اهدافه الوطنيه المتكاملة واليوم يثبت للجميع بدون أدنى شك فشل كل سياسات القمع والتهويد والتفرقة التي حاول الاحتلال القيام بها لشق وحدة الصف الوطني، وما من شك ان المشهد الوحدوي شمل الكل الفلسطيني في كل مكان وتثبت أن القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية هي مركز الأمن والاستقرار ومفتاح السلام العادل والشامل القائم على قرارات الشرعية الدولية .
بعد ارتكاب جرائم الحرب الاسرائيلية وتلك المشاهد المروعة التي خلفها الدمار الشامل للعدوان المتواصل بحق الشعب الفلسطيني لا بد من الكل الوطني ومختلف الفصائل الفلسطينية متابعة الموقف السياسي علي المستوي العربي والدولي والوضع الداخلي الفلسطيني وأهمية العمل على مواصلة الجهود والمتابعة مع الاطراف العربية والدولية لوقف كل اشكال التصعيد الاسرائيلي الاراضي الفلسطينية المحتلة .
لقد اثبتت تلك الجهود الكبيرة التي تقوم بها الأردن قدرتها الفاعلة على مواجهة التحديات الراهنة للحيلولة دون استمرار الاعتداء على المسجد الاقصى واحترام الوصايا الاردنية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسحية في القدس ووقف طرد ابناء الشعب الفلسطيني من المقدسيين من منازلهم بالإضافة إلى وقف جرائم المستوطنين المتطرفين ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية التي تتم بحماية قوات الاحتلال الاسرائيلي .
لا بد من استثمار الجهود القائمة حاليا وخاصة تلك الجهود التي يقوم بها الاردن برعاية وإشراف جلالة الملك عبد الله الثاني وسعيه من اجل ايجاد اعادة احياء عملية السلام بما يضمن انهاء الاحتلال ووقف العدوان على الشعب والأرض الفلسطينية والانتقال إلى الحل السياسي القائم على قرارات الشرعية الدولية تحت إشراف اللجنة الرباعية الدولية لينتهي الاحتلال الاسرائيلي الى الابد وضمان إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية .
[email protected]
أضف تعليق