لمَرجِ "أمِّ الزيناتِ" النسرُ العائدُ
(مقدمة مع حفظ الألقاب والمناصب إلى الراحلين والأحياء:
عايدة فحماوي / صبحي فحماوي / سليم فحماوي /
محمد الأسعد / واصف منصور
أم الزينات هي قرية فلسطينيّة مُهجّرة، كانت تقع على السـفح الجنوبي لجبل الكرمل، على بعد حوالي 20 كم جنوب شرق مدينة حيفا.
(القصيدة من ديوان (الجسر) الصادر عام 2016 - لوحة الغلاف بريشة المبدعة: صبحية حسن)
لمَرجِ "أمِّ الزيناتِ" النسرُ عائدٌ
حَطَّ النسرُ فوقَ جُرنِ الزهرِ
بَسَطَ جَناحَ الريحِ قَصيدةً
تَذكر المكانَ..
كانَ النسرُ طِفلًا يَلعَبُ
حَولَ الجُرنِ وسَاحَةِ الحَجَرِ
تَذكّرَ الرَّصاصَ المَصبُوبَ
والقَنابِلَ..
تَقلعُ الأشجارَ وتُعَمِّقُ في الأرضِ
الحُفرَ..
تَذكّر الطائِراتِ والقَتلَ
صَاحَ مُبتَلًا بِالدَّمعِ
و.. و.. تَركَ المكانَ وهَجَرَ..
كانت حَدائِقُ اللهِ المَزروعَةُ
بِالنُّجومِ
تَبكي دَمًا..
فَوقَ قُرىً عَربيةٍ مُهجّرَةٍ..
شَجرَةٌ حانِيَةٌ عَارِيةٌ كالخَريفِ،
بَقيَتْ صَامِدةً فَوقَ رُكامِ مَسجِدٍ
تَعلوهُ مِئذنَةٌ..
تُسبِّحُ الرَحمَنَ في خُشوعِ المكانِ
و.. ويسقُطُ كلامُ النسرِ جَارِحًا..
كَحدِّ السَّيفِ..
بلا مَعرَكةٍ فوقَ الرَّقبَةِ
كانَ الكَلامُ فِضَّةً،
والرِّيحُ خَيمَةَ لاجىءٍ
والسُّكونُ ذهَبًا..
كانَ النسرُ يَأخُذُ شَكلَ الوَطنِ
العَائِدِ..
الوَطَنُ العَائِدُ في وَعدِ الرَّعدِ
وَعُودِ النَّدِ..
كان غِناءُ الماءِ كَمِثلِ إيقاعِ
الوَترِ..
بينَ النسرِ والحَجرِ
كانَ غِناءُ الريحِ..
وعدُ الرَّعدِ في نَشيدِ النسرِ
العَائِدِ..
أم الزينات هي قريةٌ فلسطينيّةٌ مٌهجّرة، كانت تقع على السـفح الجنوبي لجبل الكرمل، على بعد حوالي 20 كم جنوب شرق مدينة حيفا.
(هذه القصيدة)
حملتني هذه القصيدةُ عاليًا، بشموخ النسر وهيبة الريح ووقار الكرمل..
يا أم الزينات، طوبى لأبنائك الذين لا ينسون، ويتغنّون..
يقبضون على النجوم لتنير درب العودة، في حنين لا يكفّ عن تحريك نبضات القلوب..
يا أم الزينات، هذا شاعرك يفرش لك درب العودة ورودًا وأزهارًا وآمالا..
ولن تحني مئذنتك هامتها، ولن يسقط تكبيرها، بل يحرّك النفوس صعودًا نحو السماء.
إنها قصيدة رائعة.. إنه (لمَرجِ "أمِّ الزيناتِ" النسرُ عائدٌ) وسيعود..
نايف خوري
[email protected]
أضف تعليق