إجازة صيفية في 3 جزر كرواتية

تتبع كرواتيا دول البلقان وتمثّل واحدة من أفضل الوجهات السياحيّة في أوروبا منذ حرب الاستقلال، في أواخر تسعينيّات القرن الماضي، وتشتهر بمياهها الدافئة والملوّنة بلون الفيروز، كما بضمّ المتنزهات والكهوف والخلجان والعمارات ذات التاريخ العائد إلى القرون الوسطى. لذا، لا تقتصر نشاطات الإجازة الصيفيّة في كرواتيا على الاسترخاء على الشاطئ والتنعّم بمياهه، بل هناك مجموعة مذهلة من الجزر الغنيّة بمناطق الجذب السياحي. في هذا الإطار، تجول "سيدتي" على ثلاث جزر منها.

نقاط سياحية في جزيرة "كرك"

"كرك"، الجزيرة الأكبر مساحةً في البحر الأدرياتيكي والأقرب مسافةً إلى أوروبا الغربيّة، متصلة بالبرّ الرئيسي بوساطة الجسر، وهي كثيرة الازدحام، إذ يقصدها السائحون لاستكشاف قراها العريقة، والتي يبلغ عمرها ألف عام، وللتنزه، كما السباحة في الخلجان المنعزلة والاسترخاء على الشواطئ الشهيرة.
الطرف الشمالي من الجزيرة قاحل تقريباً، فيما الطرف الجنوبي يضمّ خلجاناً لطيفةً. أمّا في المنطقة الداخلية، فتكثر التلال الصخرية والحقول الخصبة الشهيرة بزراعة العنب.
تُعرف مدينة "كرك" المركزيّة في الجزيرة، بجدرانها المعمّرة لألفي عام ومبانيها التاريخيّة، بما في ذلك قلعة "فرانكوبان" التي ترجع إلى القرن الثالث عشر، ومتحف دير "كوسلجون" وقاعة المدينة من القرن السادس عشر. عند الزيارة، تدعو النصيحة السياحيّة إلى المرور بالمرفأ للإطلالة على جسر "كرك" ومدينة "باسكا" حيث تقبع كنيسة القديس يوحنا المعمدان من القرن الحادي عشر، وكنيسة سانت لوسي، حيث كان عثر على لوح يحتوي على أقدم مثال عن اللغة الكرواتية المكتوبة.
تشتمل عوامل الجذب الأخرى في جزيرة "كرك" على: كهف "بيسيروجكا" ببلدة "أومسلاج" الواقعة على قمّة الجرف، و"المدينة القديمة" حيث تتعدّد المحلات والمعارض الفنّية المستقلة. الجدير بالذكر أنّه في مدينة الكرك القديمة تبدو مبان محفوظة من التراث الإيليري والروماني والبيزنطي والفينيسي...

"براك" ثالث أكبر جزيرة في البحر الأدرياتيكي

تشتهر "براك"، ثالث أكبر جزيرة في البحر الأدرياتيكي والأكبر في دالماسيا، بضمّ قرى الصيد الهادئة، وتقدّم للسائحين مسارات المشي لمسافات طويلة والمأكولات البحريّة الطازجة وشاطئ "زلاتني رات" الشهير. الأخير مرصوف بالحصى بيضاء اللون في منطقة "بول" ومصنّف على لائحة أجمل الشواطئ في كرواتيا خصوصاً، وحتّى في أوروبا. الجدير بالذكر أن هذه البقعة المائيّة عبارة عن شبه جزيرة تتغير باستمرار بفعل المدّ والجزر. تستقطب شبه الجزيرة هواة رياضة ركوب الأمواج الشراعيّة وركوب قوارب الموز، وهي مثاليّة للمغامرين.
في "براك" أيضاً، "فيدوفا جورا" القمّة الأكثر ارتفاعاً في البحر الأدرياتيكي، والمطلّة على الشاطئ الشهير والساحل وحتى جزء من إيطاليا في يوم صافٍ.
تشتمل المعالم البارزة الأخرى، في "براك"، على: "كهف التنين" الواقع في "بول". يستغرق الوصول إلى "الكهف" كلّ ساعات الصباح، ويسمح بمعاينة نقوش لتنانين عائدة إلى القرن الخامس عشر حسب بعض التخمينات. هناك أيضاً المرسى الجدير بالزيارة، كما المقبرة في سوبيتار، وقرية الصيد الملوّنة المدعوة "سومارتين" وقرية "سكريب" التاريخيّة حيث متحف "براك". هذا الأخير مفتتح في عام 2014، وذلك في مبنى مرمّم يضم معصرة للزيت.

"كوركولا" بقعة طبيعيّة غارقة في التاريخ

"كوركولا"، مسقط رأس الرحّالة والتاجر الشهير ماركو بولو، عبارة عن جزيرة يبلغ طولها 30 ميلاً، واقعة قبالة الساحل الأدرياتيكي، بكرواتيا. يسهل الوصول إلى "كوركولا"، بوساطة أي عبّارة منطلقة من المدن الكرواتية الكبرى، كـ"سبليت" و"دوبروفنيك"، وذلك لمعاينة بقعة طبيعيّة خلّابة غارقة في التاريخ.
تتألف "كوركولا" من غابات وكروم عنب وبساتين زيتون وقرى جذّابة، مثل: "بلاتو" المعروفة بكنائسها من طراز "الباروك"... في "كوركولا"، تنتشر المتاجر والمطاعم والفنادق، كما الشواطئ الرمليّة (تحديداً في "لمباردا" Lambarda) والآثار الباقية من المستوطنات اليونانيّة والرومانيّة.
مدينة "كوروكلا" الرئيسية في الجزيرة، تاريخيّة الطابع، ومحاطة بالأسوار وحاضنة لعمارات مشيّدة في عصر النهضة الفينيسية ولأسواق ملوّنة والكثير من المرافق السياحية.
تنفرد "كوركولا" بتقاليدها وطقوسها، لا سيّما الرقصة الشعبية Kumpanija وهي رقصة السيف المصحوبة بالطبل. من الأحداث الثقافيّة الشهيرة، والمنظّمة في الجزيرة، "مهرجان ماركو بولو"، الذي يحتفي بموسيقى "البوب".
من ناحية ثانية، أطباق مطبخ "كوركولا" لذيذة، لا سيّما تلك المعدّة من لحم الضأن أو المأكولات البحريّة الطازجة المشوية بزيت الزيتون والمطهوّة مع البقدونس. أضف إلى ذلك، هناك مجموعة منوّعة من المطاعم العالمية المنتشرة في أنحاء الجزيرة.