السؤال
لقد تعرفت إلى فتاة نصرانية، ولكن الفتاة دخلت الإسلام، ونوت أن تلبس الحجاب، وهي مقتنعة بالدين الإسلامي، وقد حصلت بيننا علاقة جنسية، وبعدها فقدت عذريتها، وقد كنت أعدها أني سوف أتزوجها، وعندما نويت الزواج بها من أجل الستر عليها، رفض أهلي كونها نصرانية، لكن الفتاة تريد الدخول في دِين الإسلام، ولبس الحجاب، وإقامة الصلاة.
عندما أريد تركها تبكي، وتقول لي: إنك ظلمتني، والله موجود، ويرى كل شيء، وكما زرعت فسوف تحصد، وعندما أسمع هذا الكلام يفزع قلبي، ولا أعرف ماذا أفعل، فقد وقعت بين نارين: أهلي، والفتاة، وأنا نادم، وأريد التكفير عن ذنبي.
وقد وعدتني الفتاة أن تبقى بجانبي، وأن تتبع دِين الإسلام، وتتحجب، وقالت: حتى لو لم أكن من نصيبها؛ فإنها سوف تتبع دين الإسلام، لكني أغير رأيي عندما ينصحني أهلي، ويعاتبونني، فماذا أعمل؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فينبغي المسلم أن يكون قدوة للآخرين في الخير، وخاصة إذا كانوا كفارًا، فتكون سيرته هاديًا وحاديًا لهم للدخول في الإسلام، ولا يظهر بمظهر المخادع، كما قد يبدو من حالك مع هذه الفتاة، حيث وعدتها بالزواج منها، وربما يكون ذلك أغراها بالوقوع معك في الفاحشة، وقد تتسبب بذلك في ردّتها، إن كانت قد أسلمت، أو رغّبتها عن الدخول في الإسلام بعد أن كانت راغبة في الدخول فيه.
ولم يتبين لنا من السؤال إن كانت قد دخلت في الإسلام حقيقة، أم لم تدخل فيه بعد: فإن كانت قد أسلمت؛ فالإسلام يهدم ما كان قبله، وهذا مما قد يعينك في إقناع أهلك بالموافقة على زواجك منها، فإن تيسر إقناعهم، فالحمد لله، وإلا؛ فإن كان الرفض من قبل والديك؛ فالأصل وجوب طاعتك لهما، وعدم الزواج منها، إلا إذا خشيت على نفسك الوقوع معها في المعصية؛ بسبب تعلّق قلبك بها، وانظر لمزيد الفائدة الفتوى: 93194.
ولو لم تدخل في الإسلام، ولكن ندمت على ما وقعت فيه من الفاحشة، وحسنت سيرتها؛ جاز لك الزواج منها، ولكن ينبغي إقناع الأهل أولًا -كما تقدم-.
وفي حال رفض الأهل زواجك منها، فاعتذر لها بلطف، ولعل الله سبحانه ييسر لها الزواج من غيرك.
والواجب عليك قطع أي علاقة معها؛ حتى لا تقع في حبائل الشيطان، فيغريك بالوقوع معها في الفاحشة مرة أخرى.
والله أعلم.
[email protected]
أضف تعليق