تغري المدن الغارقة في ماضيها سائحين كثيرين يرغبون في معاينة معنى توقّف الساعة عن الدوران، وتمثّل العاصمة الكوبيّة هافانا نموذجاً مماثلاً لا يمرّ فيه المرء مرور الكرام، بل تكثر الصورة التي تسكن ذاكرته منها. الأماكن السياحية في هافانا عديدة، وقابلة للاكتشاف خلال ثلاثة أيّام، وتشتمل على الآتي.
أماكن سياحيّة في كوبا
بناء "نيوكلاسيكي" ملوّن بالأزرق الشاحب، في "ساحة هافانا القديمة"
"أولد هافانا" المُدرجة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي منذ عام 1982؛ هناك ساحات عدة في هذا الجزء من المدينة، تتميّز بينها "بلازا فيجا"، التي تُسمّى أيضاً بـ"ساحة هافانا القديمة"، وتُعرف بعراقتها إذ يرجع تاريخ تأسيسها إلى القرن السادس عشر، ويرتبط بالأثرياء الذين كانوا يأتونها لمشاهدة مصارعات الثيران. "بلازا سان فرانسيسكو دي أسيس"، بدورها، كانت شيّدت في القرن السابع عشر، وتطلّ على "ميناء هافانا". تجذب الإطلالات على هافانا من أعلى البرج، علماً أنّه تصطف أبنية ملوّنة أخرى في الساحة، ومجموعة من المقاهي.
"سنترال هافانا" سهلة البلوغ، انطلاقاً من "أولد هافانا"، وهي تعرّف السائحين إلى الحياة اليوميّة في العاصمة، لأنّ طابعها سكني. هناك، يبرز زقاق باسم Callejón de Hamel، يعرّف السائحين إلى فنّ الغرافيتي المحلّي، وإلى منحوتات معدة من الفنّان الكوبي سلفادور غونزاليس إسكالونا (1948-2021) من بقايا الأشياء.
ساحات ومتاحف...
البناء الخارجي "للكابيتوليو الوطني"، المبنى "المنسوخ" عن الكابيتول في العاصمة الأميركيّة واشنطن
ساحة خوسيه مارتي حيث تمثال رخامي للفيلسوف المذكور، وكاتب المقالات والسياسي (1853- 1895) الذي يمتلك مكانة في وجدان الشعب. خلف التمثال، برج يرتفع لأكثر من مئة متر، مشيّد بين عامي 1953 و1958، ويضمّ متحفاً صغيراً يتضمّن اقتباسات من كتابات مارتي الذي ألهم الشعب الثورة ضد الاستعمار الإسباني، في القرن التاسع عشر، مع صور وآثار من حياة الفيلسوف. يتجمّع المحليون والسائحون في الساحة، التي تتوقف في محيطها السيارات الأميركيّة القديمة التي يستقلها الراغبون بالجولة في شوارع المدينة. إشارة إلى أن "المسرح الكبير" يقرب خطوات من الساحة، وهو مسمّى باسم أليشا ألونسو (1920-2019)، أول راقصة باليه في كوبا.
"الكابيتوليو الوطني"، مبنى "منسوخ" عن الكابيتول في واشنطن، لكن الأوّل يعلو متراً عن الثاني، وهو أكثر عرضاً منه بحجم متر، بالإضافة إلى تفاصيل أكثر ثراءً. كان شيّده جيراردو ماتشادو في عشرينيات القرن الماضي، واستغرق في عمله المنفّذ بالحجر الجيري الأبيض والجرانيت، مع قبّة برونزيّة، نحو 3 سنوات. كان مقرّ الكونجرس الكوبي، ولكنه منذ عام 1959 يستضيف "الأكاديميّة الكوبية للعلوم" و"المكتبة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا".
"متحف الثورة": لا يفوّت هواة التاريخ من السائحين المرور بالمتحف المذكور، الذي يشغل القصر الرئاسي القديم في هافانا. كان شُيّد القصر بين عامي 1913 و1920، وأقام فيه الرئيس فولونغنسيو باتيستا (1901-1973)، الذي خلعته الثورة الكوبيّة. يعرض المتحف الصور والأعلام والوثائق والأسلحة والمتعلّقات الخاصّة بالقتال الثوري ضد باتيستا، بترتيب زمني، كما يغطي الحقبة السابقة كولومبوس في كوبا، وصولاً إلى التاريخ الحديث، مع آثار من حياة الثائر الأممي تشي جيفارا، في الغرف السفلية.
في محيط "ميناء هافانا"
سيّارات قديمة من طراز 'شيفروليه كابريوليه' على الرصيف البحري
"الرصيف" El Malecon ممرّ مرمّم في الواجهة البحريّة، يقع على طول الساحل الشمالي للمدينة، ويوفر مناظر جميلة للعمارة والساحل الشهير في هافانا. تتعدّد أماكن الطعام على طول الرصيف، الذي يجذب المرور فيه عند غروب الشمس.
قلعة "سان سلفادور دي لا بونتا"، تطلّ على "ميناء هافانا"، وتمثّل جزءاً من النظام الدفاعي المكوّن من 4 قلاع كانت تدافع عن ميناء هافانا من الغزوات الإسبانيّة والقراصنة. صمّمها المهندس العسكري الإيطالي جيوفاني باوتيستا أنطونيلي بين عامي 1589 و1600.
قلعة "لا كابانا" العائدة إلى القرن الثامن عشر
• قلعة "لا كابانا" العائدة إلى القرن الثامن عشر، كانت لعبت دوراً خلال الحقبة الاستعماريّة الإسبانية ثمّ البريطانيّة، ثمّ في التاريخ الحديث عندما استخدمها تشي جيفارا قاعدة عسكرية وسجناً. هي جزء من حديقة تاريخية، مع قلعة "مورو" القريبة التي تسكنها المنارة. هناك، تطلق المدافع طلقاتها، في كل ليلة عند التاسعة مساءً، في تقليد من الحقبة الاستعمارية يشير إلى إغلاق البوابات في سور المدينة.
[email protected]
أضف تعليق