"كيب تاون" ثالث أكبر مدينة في جنوب أفريقيا لناحية عدد السكّان، والعاصمة التشريعيّة لجنوب أفريقيا، كانت شهدت أحداثاً بالجملة على مرّ تاريخها الذي يرجع إلى عام 1652. فقد كانت مرفأ للسفن الهولنديّة المتجهة إلى شرق أفريقيا والهند وقارة آسيا، وأول استيطان أوروبي دائم في المنطقة الواقعة جنوبي الصحراء الكبرى، كما عرفت تجارة الرقيق في القرنين السادس عشر والسابع عشر.. وأرخى الماضي الاستعماري البريطاني بثقله عليها. راهناً، هي تحمل تأثيرات ثقافية من ماضيها الغابر ومن طبيعة أبنائها، وترتدي ثوب الحداثة، وتقدّم مشهداً فنيّاً مهمّاً، كما تستقطب السائحين الذين يأتونها من كل صوب، آملين في سبر أغوارها، والمتعة في النشاطات السياحية الثريّة.
"تيبل ماونتن" محطّة سياحيّة إلزاميّة
'كيب تاون' هي المكان الوحيد في العالم، الذي يسمح بالسباحة مع البطاريق
لا تستقيم الرحلة إلى "كيب تاون" من دون المرور بالجبل الشهير (تيبل ماونتن) الواقع في جنوبي وسط المدينة؛ تتعدّد الطرق المساعدة في التعرّف إلى "الجبل"، ومنها المشي إلى القمّة في مغامرة تتطلب حدّاً أدنى من اللياقة البدنيّة أو ركوب الـ"تيليفيريك". في "الجبل"، متنزّه وطني يضمّ نقاط جذب كثيرة، منها: "بولدرز بيتش" في "خليج فولس"؛ هذا الشاطئ المحمي المميّز بصخور الجرانيت يسمح بالاقتراب من البطاريق الأفريقيّة. تقول الحكاية إن زوجين من البطاريق مكثا على الرمال البيض الناعمة بين الصخور، وذلك في عام 1982، ليصبح مجموع هذه المخلوقات "اللطيفة" راهناً بالآلاف. علماً أن هذا النوع من البطاريق مُهدّد بالانقراض، لذا تكثر الجهود في المكان للحماية. البحر مناسب أيضاً للسباحة وتسلّق الصخور والتنزّه.
نقطة جذب أخرى في "المتنزّه" هي رأس الرجاء الصالح، في الطرف الجنوبي من شبه جزيرة "كيب"؛ كان المستكشف البرتغالي بارتولوميو دياس أطلق على المكان اسم "رأس العواصف" في ثمانينيّات القرن التاسع عشر، لتتغيّر التسمية بعد ذلك، وتصبح "الرجاء الصالح" Good Hope، وتجذب المزيد من الناس إلى طريق "كيب سي" الذي يمرّ بالساحل الجنوبي لأفريقيا. أصبح "كيب" في نهاية المطاف ميناء هامّاً ونقطة للبحّارة الذين يسافرون من أوروبا إلى آسيا، لكن قناة السويس المفتتحة في عام 1869 قدمت طريقا أقصر بكثير من البحر الأبيض المتوسط إلى المحيط الهندي، مما جعل الرحلة الطويلة حول أفريقيا غير فعّالة! في المياه القريبة من رأس الرجاء الصالح، يلتقي المحيطان الأطلسي والهندي، كما تقوى التيّارات البحريّة التي تسبّبت بحطام العديد من السفن. البقعة شهيرة عالميّاً بتنوعها البيولوجي في "كيب تاون" الحضرية، وبإيواء الحيوانات (البابون والظباء (بعضها نادر) والحمير الوحشيّة) و250 نوعاً من الطيور والحشرات والسلاحف والثعابين والسحالي والضفادع، من دون الإغفال عن النباتات الفريدة (الفيبنوس وشجر الفضّة والإريكا والقصب). يقال إن الوقوف على حافة "كيب بوينت" سيُشعر المرء كأنّه وصل إلى حافة العالم. وفي "دياس بيتش" بالمكان فرصة لركوب الأمواج...
تابعوا المزيد: صور: عناوين سياحية مذهلة في العالم
"كيب تاون" وجهة من الوجهات السياحيّة التي راقت للمسافرة السعودية آلاء قربان، لذا هي كرّرت الرحلة إليها، في مناسبة شهر العسل، كما في إطار رحلة عائليّة لقضاء الإجازة الصيفيّة، ولو أن المناخ الصيفي في السعودية يرادفه الشتاء في هذه المدينة الأفريقيّة الصاخبة.
اشتملت محطات المسافرة على "تيبل ماونتن" والواجهة البحرية والسوق الشعبيّة (غرين ماركت سكوير) وحيّ المسلمين أو "بوكاب"، الذي يتميّز ببيوته الملوّنة... عن تفضيلاتها، تذكر شاطئ Noordhoek حيث ركوب الخيل على الشاطئ في تجربة ممتعة، كما السباحة مع البطاريق في "بولدرز بيتش"، لافتة إلى أن المدينة نقطة معروفة بالأنشطة السياحيّة، التي اختبرت منها الرحلات بالـ"هليكوبتر" لمعاينة الوجهة من مكان مرتفع، وبالمنطاد، والرياضات المائيّة، كالقفز المظلّي الحرّ والإبحار بالمظلّة، بالإضافة إلى السفاري...
نصيحة المسافرة إلى زائري "كيب تاون" للمرّة الأولى: "أسبوع واحد لا يكفي للتعرّف إلى "كيب تاون" التي تتضمّن مزارع نعام جديرة بالاكتشاف، حيث يمكن التعرّف إلى المخلوقات المذكورة عن قرب، وركوب هذه الحيوانات، وتناول الـ"ستيك" المعدّ من لحمها"، لافتة إلى أن "الطعام في "كيب تاون" لذيذ وقليل التكلفة، وقوامه: الـ"ستيك" وثمار البحر.
[email protected]
أضف تعليق