تسبّبت جائحة كورونا بخسائر فادحة في قطاع السفر والسياحة، الخسائر التي تقدّرها مراجع دوليّة مختلفة بنحو 7 ترليون دولار؛ فهل سيتغيّر الأمر مع بدء دول عدة حملات تلقيح مواطنيها ضد كورونا؟ وهل من أماكن سياحية بعينها ستزدهر؟
بعد جائحة كورونا
تتوقّع خبيرة السفر الأمريكيّة سارة دندشي أنّه بحلول أبريل (نيسان) ومايو (أيّار)، سيزيد عدد الناس، الذين سيتلقّون اللقاح المضاد لكورونا، ما سينعكس إيجاباً على حجوزات السفر لفصلي الصيف والخريف.
تتحدّث دندشي إلى "سيدتي" من "لوس أنجلس"، قائلةً إن "اللقاح لا يمثّل علاجاً لكلّ الأمراض، ولكن في ما يتعلّق في ثقة المسافر، فإنّه سيساعد بالتأكيد!".
السؤال عن تفضيلات السائحين بعد اللقاح، تجيب دندشي عنه، قائلةً: "يتوقّع أن يشهد خبراء السفراء على تحوّل في ما يبحث المسافرون عنه؛ إذ من الملاحظ ازدياد الاهتمام بالسفر إلى الأماكن السياحيّة المفتوحة، وقليلة الحشود". وتضيف أن "أماكن السياحة الطبيعيّة، كالمتنزّهات الوطنيّة والشواطئ ستشهد على إقبال السائحين إليها، وبصورة تتجاوز سياحة المعالم". لكن، تستدرك الخبيرة، قائلةً: "لا أتوقّع أن يعمّر هذا الاتجاه طويلاً، إذ سيعود الناس، مع مرور الوقت، وتلقّي المزيد منهم جرعات اللقاحات، إلى أهوائهم السابقة في شأن السفر أي هم سيختارون الرحلات إلى الأماكن المألوفة والمفضّلة، مثل: المدن والمواقع السياحيّة الشهيرة (بخاصّة إذا لم تتحقّق زيارتها بعد)، مع الالتزام بكمامات الوجوه وتدابير التباعد الاجتماعي...".
أماكن سياحية بعد الجائحة
تفصّل الخبيرة دندشي فكرتها عن الوجهات التي ستستقطب المسافرين قريباً، فترجّح أن الدول التي سبق أن أحسنت السيطرة على الوباء، مثل: اليابان وأُستراليا وتايلاند وسنغافورة والـ"بولينيزيا الفرنسية" ستكون الخيار الأوّل للمسافرين. إلى ذلك، ستبقى مدن شهيرة، مثل: لندن وباريس ودبي ونيويورك ولوس أنجلس، على "لائحة أمنيات" سائحين كثيرين، من دون الإغفال عن الوجهات السياحية الناشئة التي بدأت في اكتساب شعبيّة قبيل الإعلان عن الجائحة، ومنها: البرتغال وكوستاريكا وأيسلندا ونيوزيلندا، الوجهات التي ستستمرّ في النموّ.
سفر مرتفع التكلفة
سيكلّف السفر أكثر حسب الخبيرة دندشي، إذ يجب أخذ بعض الأمور في الاعتبار، ومنها مشكلة العرض والطلب. تقول دندشي، في هذا الإطار: "كان عدد الرحلات الجوّية أقلّ، لذلك سيتعيّن على شركات الطيران البدء في إضافة الرحلات مرة أخرى". وتضيف: "يتوقّع أيضاً أن تستكشف شركات الطيران المزيد من خيارات الرحلات المباشرة إذ سيرغب المسافرون في تقصير وقت السفر قدر الإمكان."
السياحة الداخلية إلى الواجهة؟
قد يختار بعض المسافرين الوجهات القريبة من منازلهم، في مقابل آخرين يبحثون عن الرحلات البعيدة. وتتوقّع الخبيرة دندشي أنه بحلول أبريل (نيسان) ومايو (أيّار)، سيُعرف ما إذا ستكون السياحة الداخليّة المحور الرئيس للعام الجاري، وستظلّ تحظى بالشعبيّة، بخاصّة مع وجود العديد من قيود السفر، حتّى مع بدء حملات التلقيح. إلى ذلك، تشمل الاتجاهات التي يمكن توقّع استمرارها العام الجاري: التركيز على السفر المستدام، والرحلات الطويلة والسفر الى أماكن تعدّ آمنة، بالإضافة إلى الرحلات التي تركز على الشفاء والعافية.
[email protected]
أضف تعليق