فنانون يعقبون على قرار المحكمة بحق بكري: حكم جائر وسياسة كم افواه

اثار قرار المحكمة المركزية في اللد القاضي بمنع فيلم "جنين جنين" للمخرج محمد بكري سلسلة من ردود الفعل المستاءة حيث وصفه كثيرون بانه ضمن سياسة كم الافواه التي تنتهجها الحكومة ضد المواطن الفلسطيني.

وعقب الفنان محمد بكري على قرار المحكمة قائلا: هذه هي سياسَة كَم الأفواه التي تَعلو على القانون والعَدْل وتَصدَح في ارجاء المَحاكم الزائفة بصَدى صَوت اشباه من القُضاة الكَشف عَن جرائم الاحتلال واجِب ولَيس جَريمَة

حكم جائر وغير عادل

الفنان سعيد سلامة قال ل "بكرا": هذا حكم جائر وغير عادل او منصف بحق الفنان الكبير محمد بكري، اذ انه احد الفنانين الذي يملك بصمة خاصة على مستوى مسرحي سينمائي وتلفزيوني وهو احد الفنانين الذين نعتز بهم، على ما يبدو ان هناك حرب ثقافية ما بين الفنان الفلسطيني في البلاد والمؤسسة الحاكمة، يريدون ان نرقص فقط على ايقاعاتهم وموسيقاهم.

وتابع: محمد لم يعرض اي شيء غريب او جديد في فلمه "جنين جنين" بل وضع امام المشاهد والمتلقي الحقيقة التي حدثت في مخيم جنين آنذاك، وكان ممكن ان تطلب المحكمة ان يتم اقتطاع هذا المقطع من الفلم، ولكن ما حدث هو الحد من اعمال محمد بكري واي فنان اخر يتجاوز حدود سياستهم، الامر الثاني والاهم هو ان ما حدث في المحكمة هو قطع لسان لأي شخص يملك آلة تصوير، ممكن ان يقوم غدا اي شخص بتصوير مستوطن يقوم بقطع شجرة زيتون ويتم محاكمته، حتى تصوير جرافات تهدم البيوت ممكن ان تسبب محاكمة ايضا، الجندي محتل، والمحكمة تعطيه وتعطي نفسها الشرعية.

وقال: عملية مخيم جنين ليست سرية بل مئات من افلام الفيديو نشرت في العالم حول المخيم وهناك مجزرة ولم يتم اخفاؤها فلماذا المحاكمة، هي استمرت لسنوات ايضا بهدف الحد من عمل الفنان محمد بكري، محكمة غير عادلة وغير منصفة.

ونوه قائلا: الان الفنان سيفكر الف مرة قبل ان يختار العمل الذي سيقوم به، المسرح والفن هو اخلاق ورسالة من الدرجة الاولى، الفنان لا يحمل بارودة ولا مفرقعات ولا يقتل، الفنانين يتحدثون عن العنف والاحتلال وكل المواضيع الانسانية.

فيلم "جنين جنين" سيحظى الان بمشاهدات اوسع وأكثر على أثر منع عرضه في البلاد

الفنانة والمطربة امل مرقص بدورها عقب على الحكم بحق الفنان محمد بكري قائلة: اتوقع ان فيلم "جنين جنين" سيحظى الان بمشاهدات اوسع وأكثر على أثر منع عرضه في البلاد بعد مرور عشرين عام تقريباً على انتاجه، اتوقع ان القرار المجحف ضد الفيلم وضد الفنان محمد بكري سيثير اهتماماً اوسع بأعماله وبالفيلم هذا تحديداً. ففضاء الميديا واسع ولم تتم ازالة الفيلم من المنصات الرقمية.

كما ان هناك هدف أكبر في هذا القرار وهو تخويف الفنانين من التعبير فنياً عن قضايا المجتمع والشعب وتوثيقها والتحيز للضعفاء والقاء الضوء على معاناتهم. انه "إبداع" قمعي جديد، للمؤسسة الحاكمة، للمس ايضاً في الحقيقة وبذكرى الضحايا في مخيم جنين جنين، وابراز الجيش كضحية وليس كمعتدين. الفن والثقافة على امتداد التاريخ البشري كان لهما دوراً بارزاً في نضال وسيرورة الشعوب

وتابعت: يحارب الطغاة ويخشون من وحدة الشعب واحتجاجه من خلال روايته التاريخية يخشون الذكريات والهوية الجماعية، يخاف الحاكم من تأثير الأغان الوطنية الهادفة المطالبة بالعدالة، تحارب الحكومات الظلامية مسرحيات وكتب افلام واشعار ومبدعيها. يسجن ويقمع ويقتل مبدعين جسدياً ومعنوياً وتبقى اعمالهم منتشرة قوية محفزة ومشجعة فكرياً وروحياً فالفن يخاطب ايضاً المشاعر ويُبَسِط الافكار لتتحول لقول شعبي قوي يعيش مر السنين تمنيات دوام العطاء والابداع الفني للفنان محمد بكري.

هذه الملاحقة التي استمرت سنوات تنتهي بانتصار اليمين وفرض سياسة كم الافواه

المخرج والفنان هشام سليمان عقب ل "بكرا": مؤسف جدا ما وصلت اليه حرية الثقافة في البلاد. هذه الملاحقة التي استمرت سنوات تنتهي بانتصار اليمين وفرض سياسة كم الافواه. لكل فنان الحق بطرح قضياه الاجتماعية والسياسية من خلال إطار فني، وعندما يتم تحديد رؤية الفنان من خلال السلطة الحاكمة او انحياز لاي تيار سياسي، عندها تكون نهاية للإبداع والتطور. لا يمكن التشكيك بحق الشعب الفلسطيني مواجهة الاحتلال وانهاء معاناة شعب دامت عشرات السنين، بالإضافة لا يمكن فرض طريقة نضالنا امام المحتل. لكنني مؤمن بان التاريخ اثبت سابقا بان الفن بجميع أنواعه باق وصامد امام اي سياسة القمع والترهيب.