عند الحديث عن السياحة في رومانيا، شتاءً، غالبًا ما تتصدّر بوخارست بمعالمها التفاصيل، لتبقى ترانسيلفانيا غامضة، على الرغم من ضمّ الأخيرة كلّ ما يجعل منها وجهة مناسبة لرحلة شتويّة، حتى لو افتراضيّة، في الظروف الراهنة. فترانسيلفانيا تُعرف بمنتجعات التزلّج، وبمحطّات مثيرة، كمدينة الملاهي تحت الأرض، و"قلعة دراكولا" و"فندق الثلج" الذي يمكن المبيت فيه...
يبلغ متوسّط درجة الحرارة المنخفضة في مناطق كـ"براسوف" و"سيبيو" و"كلوج" ومدن ترانسيلفانيا الأخرى نحو 4.5 درجة مئويّة، الحرارة التي يمكن أن تنخفض بسهولة إلى -20 درجة مئويّة في بعض الليالي، بخاصّة في المرتفعات. إذن، بعيدًا من البرد، وبدون مبارحة الأريكة، إليك النشاطات السياحية، التي يمكن القيام بها في ترانسيلفانيا، خلال الشتاء.
"دراكولا" في قلعة "بران"!
لا تستقيم زيارة ترانسيلفانيا، بدون المرور بـ"قلعة بران"، مهما كان الجوّ باردًا، والثلوج تكسيها برداء أبيض. تقع القلعة على الجانب الترانسيلفاني من الحدود التاريخيّة مع والاشيا (فالاشيا)، على طريق DN73، وهي تكنّى بـ"قلعة دراكولا"، بعد ورودها في رواية المؤلّف برام ستوكر (1847-1912)، بعنوان "دراكولا". يرمز دراكولا إلى حاكم (أي ڤويڤود) والاشيا ڤلاد الثالث الذي يعتبر محرّر الأراضي الرومانية، وكان متعطّشًا للدماء وأقدم على قتل عشرات الآلاف من المدنيين. شُيّدت القلعة من قبل ساكسون (هم مجموعة سكّانية من أصل جرماني سكنوا في ترانسيلفانيا، ابتداءً من القرن الثاني عشر)، بين 1377 و1382 لغرض الدفاع الاستراتيجي أي حماية ما كان يُعرف بالطريق السريع "التجاري" خلال الحقبة المذكورة. تستضيف القلعة راهنًا معرضًا للفنّ والأثاث؛ تتوافر الجولات الإرشاديّة في المكان. في الجزء السفلي من التلّ، ثمّة متحف صغير في الهواء الطلق يعرض أكواخ الفلاحين والحظائر والآلات التي كانت تعمل بوساطة الماء...
• للزيارة الافتراضيّة، اضغط هنا
"بويانا براسوف" لعشّاق التزلّج
لعشّاق التزلج، تمثّل "بويانا براسوف" عنوان المرح في ترانسيلفانيا، شتاءً، إذ تكثر النشاطات في المكان المذكور، الذي يضمّ منتجعات صحيّة يحلو الانغماس فيها، خلال الطقس البارد. تقع المدينة خارج "براسوف"، وإلى المرح الموعود هي تسمح باستكشاف التراث الثقافي لترانسيلفانيا. جبال الألب الترانسيلفانية، المعروفة أيضًا باسم جبال "كاربات" الجنوبيّة، تقلّ ارتفاعاتها عادةً عن ألفي متر، بيد أن الاستثناء هو جبل "مولدوفينو"، على ارتفاع 2544 مترًا ، وهو أعلى نقطة في رومانيا. تسمح الجبال الوعرة، التي تنتشر فيها المروج حيث ترعى الأغنام، بالقيام بنشاطات، كالمشي لمسافات طويلة صيفًا، والتزلّج شتاءً.
للزيارة الافتراضيّة، اضغط هنا
شتاء "سيبيو"
"سيبيو"، وجهة أخرى لا تفوّت خلال الشتاء في ترانسيلفانيا، وهي كانت مدرجة من قبل صحيفة "الغارديان" البريطانيّة، في أعلى لائحة الوجهات الشتويّة الأوروبية لسنة 2016، إلى جانب مدن أخرى في كرواتيا أو النرويج أو بولندا، بحسب صحافيين بريطانيين. يكلّل الثلج "سيبيو" ذات الشوارع المرصوفة بالحصى، والمباني التي ترجع تواريخها إلى العصور الوسطى، مع تقليد قديم محبّب يلاحظه الزائر، ويقضي بتزيين المدينة بأضواء احتفاليّة. إنّها مدينة مثالية للمشي واكتشاف مبان من القرون الوسطى، بدون الإغفال عن تذوّق بعض الأطباق التقليدية اللذيذة. ومن المحطّات في "سيبيو": الساحة الكبيرة والجسر والصرح الديني.
المحطّات حتّى الوصول إلى العنوان، كثيرة، وتشمل فندق الجليد الواقع على ضفاف بحيرة "بيليا" الجميلة، وتحديدًا مع خلفيّة من إعداد جبال "فاغاراس". أنشأ فنّانون حرفيّون المكان عن طريق نحت كتل من الجليد، فأمسى مقصودًا للمبيت، وهو يتضمّن أسرّة من الجليد، مع ضمان التدفئة من خلال بطانيات من فرو الرنة والبطانيات الحرارية.
• للزيارة الافتراضيّة، اضغط هنا
منجم للملح أم مدينة ملاه؟
يرجع تاريخ منجم الملح في مقاطعة "كلوج"، إلى القرن السابع عشر، وهو شغل وظائف عدة، من مركز لتخزين الجبن لبرودته إلى ملجأ من القنابل في الحرب العالميّة الثانية، وذلك بعد توقّف أعمال التنقيب في سنة 1932. منذ سنة 1992، المكان هو عبارة عن متنزه؛ على 400 متر تحت الأرض هناك مدينة ملاه جذّابة، يمكن الوصول إليها، بوساطة السلالم أو المصعد الكهربائي. وفي المكان، مسرح مفتوح يتسع لـ180 فردًا وملعبان صغيرين للجولف وتنس الطاولة، إضافة إلى طاولات البلياردو ورصيف لقوارب الإبحار الصغيرة تحت الأرض وعجلة دوارة...
• للزيارة الافتراضيّة، اضغط هنا
محطّة في "كلوج نابوكا"
صخب "كلوج نابوكا" عاصمة مقاطعة "كلوج"، غالبًا ما يدفع بالسائحين إلى تخطّي زيارتها لصالح "براسوف" و"سيغيشوارا" و"سيبيو"، ولو أن جولةً سريعةً في العاصمة تستغرق ساعتين تسمح بالتعرّف إلى مواقع المدينة الرئيسة، بما في ذلك القلعة ومنجم "توردا"، كما تناول وجبة رومانية تقليديّة دسمة، فالطعام الروماني مثالي للشتاء، وقوامه هو اللحم وعصيدة دقيق الذرة بالجبن والشوربات السميكة. وعندما يكون الجو باردًا في الخارج، يمكن تزجية الوقت في التسوّق، مع الإشارة إلى أنّ هناك الكثير من الخيارات الرائعة للهدايا التذكارية والمخلّلات محليّة الصنع.
• للزيارة الافتراضيّة، اضغط هنا
[email protected]
أضف تعليق