منذ اندلاع فيروس كورونا في إسرائيل ارتفعت نسبة التوجه الى عيادات الطب النفسي بنسبة 15%، اذ تظهر معطيات جديدة صادرة عن جمعية الطب النفسي التابعة لنقابة الأطباء أن الزيادة في عدد الإحالات الجديدة هي مقابل 10% انخفاض في التوجه للطب التخصصي في مجالات أخرى.
في عضون ذلك كتب رئيس جمعية الطب النفسي، الدكتور تسفي فيشل، رسالة إلى وزير الصحة يولي إدلشتاين، يحذر فيها من أن " يجب رفع ساعات العلاج الإضافية الى أكثر من 30% ساعة اضافية من استعدادا للعودة إلى الروتين وفحص" أضرار كورونا الشخصية والضيق النفسي. بالإضافة إلى ذلك، يجب دعم الإحالات الإضافية بواسطة "أسرة رعاية نهارية إضافية" بنسبة 10٪ و "أسرة مستشفى كاملة". يجب الاستعداد لعواقب الوباء والاستعداد لتفادي "يوم الغفران" للنظام الصحي بشكل عام والصحة النفسية بشكل خاص.
الخبير النفسي الدكتور محمد بكري رأى ان الصعوبات والمشاكل الصحية التي نمر بها بهذه الفترة وتسليط الضوء عليها من قبل الوزارات الرسمية بالدولة هو امر لا يقل أهمية من الصعوبات والمشاكل النفسية التي نمر بها بفترة جائحة الكورونا وقد نشرت مؤخرا معطيات حول ارتفاع حالات التوجه الى العلاج النفسي وقد سجلت ايضاً وزارة الصحة عدد كبير من التوجهات والاتصالات من الجمهور التي فيها مضامين وأفكار انتحاريه أكثر.
أزمة الكورونا هي أزمه عالمية والتي من شأنها ان تخلق مركبات انفعالية ونفسية كبيره.
أضف الى ذلك تأثير الوضع الاقتصادي الصعب على الجمهور الذي بدورة أيضاً عامل ضغط نفسي أساسي على العائلات وقد يكون ضغط نفسي مستمر لوقت طويل بدون علاج وخصوصاً في فترة إغلاق تتغيب فيها ممارسة فعاليات تخلق حصانة نفسية مثل فعاليات رياضية، لقاءات مع الاصحاب والعائلة. من هنا فإن أزمة الكورونا هي أرض خصبة لرفع مستوى القلق والاكتئاب الجمهوري. وقد اثبتت الدراسات ان وجود القلق والاكتئاب ممكن ان تزيد من حالات الانتحار بين الجمهور. نحن أمام أزمة حقيقيه ومعطيات صعبة تتطلب بناء خطة عمل جدية ومهنية من قبل الوزارات المختصة للتخفيف من حدة وصعوبة هذه الفترة.
الحالات التي تشتكي من القلق والاكتئاب والمخاوف المرضية زادت بدرجة كبيرة جدا
الاخصائي النفسي د. بديع القشاعلة قال ل "بكرا" معقبا: مما لا شك فيه ان عدد الحالات التي تشتكي من القلق والاكتئاب والمخاوف المرضية زادت بدرجة كبيرة جدا وذلك وفقا ايضا لبعض الاحصائيات، في اعتقادي ان الكورونا والاغلاق خلق وثت فراغ كبير جدا وقت الفراغ غير المستغل بالشكل غير سليم مما يزيد من الهواجس النفسية. من المعروف ان حالات المرض النفسي تزداد سوءا وقت الفراغ غير المستغل بالصورة الصحيحة.
د. مصطفى قصقصي: الوباء عابر و الأزمة النفسيّة هي ما سيبقى
وفي حديث مع دكتور مصطفى قصقصي، اختصاصيّ نفسيّ عياديّ- قسم الصحّة النفسيّة و مركز "معنى" - مستشفى "الناصرة" الإنچليزيّ، قال: " الموجة الثانية للوباء تعزّز التوقّع بموجة طويلة لوباء آخر بدأنا نلحظ تجلياته في العيادة النفسيّة و في الأقسام السايكاتريّة: الوباء النفسيّ.
أي الأثر النفسي متوسّط و طويل المدى لأزمة الوباء وتشعباتها الاجتماعية و الاقتصاديّة و السياسيّة. أي ان المشترك للموجة الأولى والثانية هي موجة معاناة نفسيّة مختلفة الصور تشتدّ باستمرار، و تتجلّى خاصّةً من خلال القلق و الاكتئاب و العنف.
في نهاية المطاف الوباء عابر و الأزمة النفسيّة هي ما سيبقى و يستشري.خطورة ازمة كورونا كأزمة صحّة نفسيّة لا تقلّ و قد تزيد عن خطورتها كأزمة صحة جسديّة.
[email protected]
أضف تعليق