ما هو سرطان الأمعاء الغليظة؟ ما هي الشريحة الأكثر عرضة للإصابة بالمرض؟ هل يمكن منع المرض ؟ ما هي طرق الوقاية وفحوصات الكشف المبكر وهل الاشخاص المتواجدين في دائرة الخطر هم فقط الذين يحملون العامل الوراثي؟
حول هذا الموضوع تحدث مراسلنا مع بروفيسور اسامة ابو حاطوم- مدير وحدة جراحة الأمعاء والمستقيم في مستشفى هعيمك، والذي قال: يُقسّم الجهاز الهضمي لدى الإنسان لعدة أقسام، حيث يبدأ من الفم، فالمريء فالمعدة ثم الأمعاء وينتهي بفتحة الشرج. بالاضافة للكبد وكيس المرارة والبنكرياس كأغلب أنواع الأورام السرطانية، فإن سرطان القولون تزيد احتمالات الإصابة به كلّما امتد العمر بالإنسان، وخصوصاً بعد العقد الخامس. إذ نجد أنّ نسبة المُصابين به في سم الخمسين لا تتعدى الأربعة من كل عشرة آلاف إنسان (0.0004) ولكن هذه النسبة تصل لعشرة أضعافها في جيل الثمانين، ليكون عدد المصابين أربعة من كل ألف (0.004).
عدة عوامل قد تؤدي لزيادة احتمال الإصابة بمرض سرطان
وتابع: بالنسبة للعوامل الوراثية، فكلما زاد عدد الأقارب المصابين بهذا المرض، زاد الإحتمال لأن يصاب الشخص القريب بالمرض نفسه. وقد يزيد إحتمال الإصابة بالمرض تسعة أضعاف المعدل. بالإضافة إلى نوعية التغذية المتبعة، فقد وُجد أن بعض أنواع الطعام تؤدي لزيادة احتمال الإصابة بالسرطان، وخاصة الدهنيات التي يكون مصدرها من الحيوانات، كالشحوم. وكذٰلك الأمر بالنسبة للمشروبات الكحولية، فيما نجد أن بعض الأغذية تؤدي إلى حمايتنا من هذا السرطان ، كالألياف التي تتواجد بكثرة في الخضروات وقشور الفواكه. وهذا ما يفسر انتشار سرطان القولون في العصر الحديث وخصوصاً في المدن.
يمكننا الكشف عن السرطان في مراحله المبكرة
وأضاف: كما ذكرنا فإن السرطان ينمو ببطء، مما يجعله قليل الأعراض في بداياته، ولذٰلك فمن المهم جداً القيام بالفحوصات الوقائية الموصى بها، وبشكل دوري.الفحص الوقائي المتوفر في البلاد ضمن ميزانية الصحة هو فحص البراز السنوي للكشف عن الدم المستور "בדיקת צואה לדם סמוי"، ابتداءً من جيل الخمسين وحتى جيل الخامسة والسبعين. ويهدف هذا الفحص لكشف الدم المخفي في البراز، والذي لا نراه بالعين المجردة لِقِلَتِه. ومن الجدير ذكره، بأن التشخيص في المراحل المبكرة للمرض يوفر الكثير من العلاجات على المريض، وتكون نسبة نجاح العلاج أكبر، وفي كثير من الأحيان يمكن التخلص من السرطان نهائياً وللأبد. يطلب من المريض وضع كمية صغيرة من البراز في كل واحدة من الخانات الثلاث, ويشترط أن تكون عينات البراز من عمليات تبرز مختلفة.
أعراض سرطان
وقال البروفيسور أبو حاطوم: غالبًا ما يكون هذا المرض بلا أعراض تُذكر، وخاصة في مراحله الأولى، ففي الغالب ينمو هذا النوع من السرطان ببطء ولذٰلك تقل الأعراض المرضية في البداية، والمقصود هنا بالبداية، السنوات العشر الأولى من تكون السرطان ونموّه.
ولذٰلك فإنّه من المهم جداً أن يقوم كل شخص فوق الخمسين بفحوصات وقائية بشكل دوري للكشف عن السرطان في مراحله الأولى بحسب توصيات الهيئات العلمية المختصة.ولكن هناك بعض الأعراض التي قد تدل الأطباء على وجود المرض كالإمساك المُزمن أو الإسهال المُزمن. وقد يسبب المرض شعوراً بعدم الراحة في البطن ولكنه نادراً ما يسبب أوجاعاً وآلاماً في البطن من الأعراض التي تستلزم انتباهاً خاصاً، النزيف من فتحة الشرج أو وجود آثار للدم في البراز. ولا بد من التنويه إلى أن هذه الأعراض لا تدل بالضرورة على وجود المرض، فإن كنت عزيزي القارئ تُعاني من أحد هذه الأعراض فإننا ننصحك بعرض نفسك على طبيب العائلة للمُعاينة، وغالباً ما تكون أسباب الأعراض غير متعلقة بمرض السرطان، ولكن الاحتياط واجب.
[email protected]
أضف تعليق