3 زيارات افتراضيّة إلى 3 مدن سياحيّة تعرف في الخريف جوًّا أخّاذًا وألوانًا رائعة تجعل من الصور الفوتوغرافيّة في معالمها الرئيسة لوحات فنيّة.
ميونيخ
النزهات الطويلة في الحدائق، والبحث عن الكنوز في المعارض، هما جزء من نشاطات الخريف في ميونيخ؛ تشمل النزهات "الحديقة الإنجليزيّة" التي تتحوّل ألوان أوراق الأشجار فيها إلى القرمزي والذهبي، وحدائق قصر "نيمفنبورغ" ذات الطراز "الباروك"، مع خلفيّة جبال الألب البافارية المغطّاة بالثلوج.
لناحية المعارض أو المتاحف، فإنّ عشّاق الفنّ يتدفّقون إلى منطقة "كونستريل" الشهيرة في المدينة، حيث معرض الدولة للفن المعاصر (بيناكوثيك دير موديرن) وتعرض فيه أعمال بيكاسو المصوّرة وفنّ البوب مع آندي وارهول... أمّا في معرض "نيو بيناكوثيك" فتغطّي الأعمال فنّ الروكوكو وصولًا إلى الفن الحديث، مع أعمال لديغا ومونيه. وفي "ألت بيناكوثيك"، مجموعات من الصور واللوحات الهولنديّة والفلمنكيّة والإيطاليّة والفرنسيّة والألمانيّة والإسبانيّة، مع أعمال لرامبرانت ودورر.
الخريف هو وقت مثالي للتسوّق في ميونيخ، وتحديدًا في شارع "ماكسيميليان" Maximilianstrasse، وفي مركز التسوّق Fünf Höfe. هناك، تجذب أكشاك السوق المليئة بالألعاب الطريفة وعروض الدمى وأكشاك الطعام.
زيارة القصور الفخمة لا تفوّت أيضًا، كقصر "ريزيدينز" الكبير الذي يُسمّى أيضًا بـ"متحف الإقامة"، وكان يتبع سلالة "فيتلسباخ" الملكيّة من بافاريا، وافتُتح في سنة 1920. ويضمّ مقتنيات ملكيّة، بما فيها لوحات جدارية فخمة ومسرح "كوفيليي" حيث عرضت "إدومينيو"، المسرحيّة الأوبراليّة المكوّنة من ثلاثة فصول، والمقتبسة من الميثولوجيا الإغريقية "إدومينيوس"، من تلحين الموسيقار فولفغانغ أماديوس موزارت للمرّة الأولى، في سنة 1781.
قصر "نيمفنبورغ"" بدوره، يسترعي الانتباه، فهو من طراز الروكوكو، ولا تزال اللوحات، وهي بورتريهات لنساء، في غرف الملك ماكس إيمانويل تلفت الأنظار حتّى اليوم.
من جهة ثانية، عندما تنخفض درجات الحرارة، تبدو زيارة أحد المنتجعات الصحيّة في ميونيخ مثاليّة!
إدنبرة
تحضن إدنبرة عمارات يرجع تاريخها إلى العصور الوسطى، وشوارع تغري بالسير فيها على القدمين، بخاصّة في الخريف؛ ففي "برينسز ستريت جاردنز"، يتغيّر لون الأوراق، ويحلو الشعور بالنسيم المنعش، وتتعدّد الأنشطة الداخليّة والخارجيّة بالاتساق مع الطقس الإسكتلندي وذوق السائح. وفي هذا الوقت من العام، تمثّل هاتان الحديقتان العامّتان والمتجاورتان (برينسز ستريت جاردنز)، في إدنبرة، موقعًا مقصودًا، لكن عندما تمطر فإنّ المتاحف العديدة غير العادية في إدنبرة هي الوجهة، بدون الإغفال عن أسواق إدنبرة (أسواق المزارعين المحليين) لاكتشاف المنتجات الموسمية الجديدة، الأسواق التي تنظّم في نقاط عدةّ من المدينة، في نهاية كل أسبوع. علمًا أنّ مشروب الخريف الأوّل في أدنبرة هو الشوكولاتة الساخنة، تليه صنوف الحساء اللذيذة.
• للزيارة الافتراضيّة، اضغط هنا
كيوتو
تمتاز المدينة اليابانيّة القديمة كيوتو، بألوان طبيعتها الخلّابة، في الخريف، الذي يستضيف عادةً أحداثًا سنويّة شهيرة أثّر في برمجتها بالطبع الوباء. وتشمل الأماكن الرائعة لمعاينة خريف كيوتو:
• صرح "كوداي- جي" البوذي المبني في سنة 1606 من قبل زوجة تويوتومي هيديوشي، حيث مجموعة متنوّعة من الأشجار التي تشمل القيقب والجنكة والكرز، وغيرها من الأشجار اليابانيّة الأصلية، في الحديقة المصمّمة على طراز "الزِن" التي تعكس ثقافة عيش مبنية على الحكمة والشظف، والحديقة الصخريّة حيث تجذب شجرة الجنكة الجميلة، والحديقة على طراز "تسوكياما" أو حديقة التلال التي تُحاول أن تحاكي الفردوس، كما تصوره العقيدة البوذية. فالرحلة إلى هذا المعبد تتكشّف عن ثلاثة أنواع من الحدائق اليابانيّة الرائعة. وفي الخريف، تضاء أشجار القيقب بشكل رائع في المساء، كما لا تفوّت الرحلة إلى بستان الخيزران.
• "أراشيياما"، بدورها، منطقة سياحيّة معروفة في كيوتو؛ توفّر الطبيعة هناك فرصة مشاهدة أزهار الكرز في الربيع، والصيد (موميجي) في الخريف، فهذا الفصل المعروف أنّه وقت الصيد في العديد من الأماكن في العالم، هو في اليابان عمومًا، و"أراشيياما" خصوصًا، وقت خاصّ يتم فيه تنفيذ نوع مختلف تمامًا من الصيد، يُعرف باسم موميجي"، الذي يعني "صيد الألوان" التي تسمح بها طبيعة الخريف المتألّقة. يحتوي هذا المعلم المثير للاهتمام في كيوتو على جسر "توجيتسوكي" ومعبد "توجي" ونهر "كاتسورا" ومعبد "جوجاكوجي" ومعبد "نيسون_إن" ومعبد "تينريوجي" وبستان الخيزران الأخضر الجذاب. وفي هذا الإطار، تحقّق الجولة في القارب في نهر "كاتسورا" مشاهدة معالم المدينة، وكذا الأمر عند ركوب القطار الذي يعمل عادة على طول نهر "هوزوجاوا" بين "أراشيياما" و"كاميوكا".
• "تاكاو"، من ناحيته، هو واد يتضمّن غابات ومعابد تاريخيّة مثل: "كوزانجي" (أحد مواقع اليونيسكو للتراث العالمي) و"جينوجي" و"سيموجي". ألوان الخريف حول هذه المعابد جذّابة.
إشارة إلى أنّ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) هو الوقت المُفضّل لرؤية أوراق الخريف في "تاكاو"، التي يسهل الوصول إليها بالحافلة من محطة كيوتو، في غضون ساعة.
[email protected]
أضف تعليق