إلى دور الجسور في الربط بين المناطق، وتسهيل المرور، يلعب البعض منها دورًا سياحيًّا، إذ يُمثّل معلمًا من معالم المعمار في الوجهة، ورمزًا لها. في الآتي، لمحة عن ثلاثة جسور شهيرة في العالم.
"بونتي فيكيو"
ينتمي "بونتي فيكيو" أو "الجسر القديم" الحجري إلى العصور الوسطى، وهو يقع فوق نهر "أرنو" في فلورنسا، بإيطاليا، ويبعد عن "مطار فلورنسا" حوالي 11 كيلومترًا، بالسيّارة. وهو الجسر الفلورنسي الوحيد الذي نجا من الحرب العالميّة الثانية. يشتهر المكان بحضن المتاجر على طوله، كما كان شائعًا في أيّام حكم عائلة ميديتشي، إحدى عائلات فلورنسا الأكثر شهرةً. شغل الجزّارون المتاجر بدايةً؛ أمّا المستأجرون الحاليون فهم تجّار المجوهرات وتجار الفنّ وبائعو الهدايا التذكاريّة.
يبدو "بونتي فيكيو" مقوسًا ومقفلًا، وهناك جسران مجاوران له، هما: "بونتي ألي غرازي" و"بونتي أنتا ترينيتا". يحتوي الجسر على ثلاثة أقواس مقطعيّة. يبلغ طول كل من القوسين الجانبيين 27 مترًا، بينما يبلغ امتداد القوس الرئيس حوالي 30 مترًا. يتراوح ارتفاع هذه الأقواس بين 3.5 و 4.5 مترًا ونسبة الامتداد إلى الارتفاع 1 إلى 5. من أجل تكريم صائغ الذهب الكبير والنحّات الفلورنسي العظيم بيفينيتو تشيليني، كلّف صاغة الذهب المشهورون في هذا الجسر النحّات الفلورنسي الشهير رافايلو رومانيلي بتصميم تمثال نصفي من البرونز لتـشيليني، والذي يقف في الجزء العلوي من النافورة، في مركز الجانب الشرقي للجسر. عزّز هذا التطور من جاذبيّة الجسر.
يمكن زيارة الجسر، خلال أي وقت من اليوم، عند الرغبة في الاستمتاع بالمشي أو التسوّق والتجول في الممرّات المزدحمة. ويقرب العديد من مناطق الجذب من "بونتي فيكيو"، كمعرض "أوفيزي" عالميّ الشهرة ومعرض "لوجيا دي لانزي" في الهواء الطلق وسوق "ميركاتو نوفو" التي تبيع السلع الفاخرة، مثل: الحرير والذهب، بالإضافة إلى القمصان والهدايا التذكاريّة، وساحة "ديلا سيجنوريا" حيث تكثر مقاهي الرصيف، و"بالازو فيكيو" أو مجلس مدينة فلورنسا، المبنى الشبيه بالقلعة بجدرانه المُدبّبة.
جسر البوّابة الذهبيّة
يعبر جسر البوّابة الذهبيّة المُعلّق مضيق "غولدن غيت" بكاليفورنيا، المضيق الذي يُمثّل نقطة التقاء بين خليج "سان فرانسيسكو" والمحيط الهادئ. يربط الجسر بين مدينة "سان فرانسيسكو" الواقعة في الطرف الجنوبي من شبه جزيرة "سان فرانسيسكو" وصولًا إلى مدينة "سوساليتو" الواقعة في الطرف الشمالي من شبه الجزيرة بمقاطعة "مارين". استغرق بناء "تحفة" المهندس المعماري جوزيف بيرمان شتراوس (1870- 1938)، سبع سنوات، وهي اكتملت في سنة 1937. ويبدو تمثال مخلّد لشتراوس خلف الجسر. كان جسر البوّابة الذهبيّة أطول جسر معلّق في العالم عند اكتماله، وسرعان ما أصبح من مناطق الجذب السياحي في "سان فرانسيسكو" و"كاليفورنيا". منذ اكتماله، تم تجاوز طول الامتداد بثمانية جسور أخرى. وقد اختير اللون الأحمر المائل إلى البرتقالي للجسر على وجه التحديد لجعله مرئيَّا خلال الضباب الكثيف الذي يلفّ الجسر في كثير من الأحيان.
تعدّ زيارة جسر البوّابة الذهبيّة الشهير عالميًّا تجربة فريدة، سواء للتنزّه أو لقيادة الدرّاجة أو للقيام بجولة بصحبة مرشد أو لمجرّد الجلوس وإطالة النظر إلى المارّة والسيّارات...
نشاطات مُقترحة
• الاسترخاء في "كافالو بوينت": قبل بناء الجسر، أنشأ الجيش ثكنة "بيكر"، في محاولة تحصين للخليج. اليوم، أمست المباني العسكريّة فندقًا فخمًا، يمكن للضيوف في داخله الاستمتاع باليوجا الصباحيّة، وبحفلات الاستقبال المسائيّة، وبدروس الطبخ...
• الرحلة في خليج "سان فرانسيسكو": يحلو القيام بجولة، حول الخليج. وفي هذا الإطار، تستضيف سفن Hornblower السياحيّة "بوفيهات" الغداء والعشاء والحفلات. خلال الربيع والصيف، يُنصح بركوب رحلة Hornblower's Alive After Five التي تقدم "الكوكتيلات" والأطباق الصغيرة، بينما تنزلق السفينة عبر الجسر وتمرّ بجزيرة "ألكتراز" (موقع سياحي كان سجنًا من قبل) وبالمعالم السياحيّة الأخرى في المدينة.
• اكتشاف منطقة "جولدن جيت" الترفيهيّة: هي تمتدّ على 82027 فدّانًا من الأراضي الممتدة من وادي السيليكون إلى خليج توماليس، وفيها يقع بعض من أجمل الأماكن حول البوّابة الذهبيّة مباشرةً. هناك، يحلو التنزّه على مسار وادي تينيسي الذي يبلغ طوله 1.7 ميلًا، أو مشاهدة أطلال حمّامات سوترو، أو التنزه عبر الأراضي الجبلية.
• ركوب الدرّاجة على جسر البوّابة الذهبيّة الذي يبلغ طوله ميلين، مع التوقف عند "فورت بوينت" لالتقاط أفضل صورة للجسر.
جسر ميناء سيدني
جسر ميناء سيدني، هو أحد أكثر المعالم شهرةً وتصويرًا في أُستراليا؛ إنّه أكبر جسر فولاذي مقوّس في العالم (ولكن ليس الأطول؛ طوله الإجمالي 1134 مترًا)، يبلغ ارتفاعه 134 مترًا فوق ميناء سيدني. استغرق بناء الجسر ثماني سنوات، وافتُتح في مارس (آذار) سنة 1932. ولأنّ الفولاذ يتوسّع أو يتقلّص اعتمادًا على ما إذا كان الجوّ حارًا أو باردًا ، فإن الجسر ليس ثابتًا تمامًا ويمكن أن يرتفع أو ينخفض حتّى 18 سنتيمترًا.
يحتوي جسر ميناء سيدني على زوجين من الأبراج، مكسوّين بالجرانيت في كل طرف، وهما موجودان لغرض جمالي في العمارة، إذ لا يدعمان القوس الكبير الذي يبلغ طوله 530 مترًا، والمتصل بمفصلات ضخمة مرتبطة بالأساس الصخري في كلا الطرفين.
الصرح الجنوبي الشرقي للجسر يشتمل على مرصد أقل ميلًا إلى المغامرة في العمارة. ويتضّمن معرضًا يشرح بناء وتاريخ الجسر، ويوفّر مناظر رائعة لميناء سيدني. المدخل من شارع "كمبرلاند" على حافة "ذا روكس".
نشاطات مقترحة
• المشي على الجانب الشرقي من الجسر؛ علمًا أن الإطلالة على الهياكل الشهيرة، مثل: دار الأوبرا تستوجب المشي من "ميلسونز بوينت"، الضاحية المزدهرة والجذّابة في سيدني، في اتجاه "ذا روكس".
• تسلّق قوس "هاربور بريدج"، الذي يرتفع 134 مترًا فوق ميناء سيدني، مما يمنح السائح المُغامر مشاهد خلّابة من هذه النقطة المُميّزة.
• المتعة بشروق الشمس من ممرّ المشاة، أو بالشفق، ففي ذلك الوقت من اليوم يتسلّل اللون الأزرق الداكن فوق السماء البرتقالية الناريّة، ويغطّيها بحركة بطيئة!
[email protected]
أضف تعليق