يتساءل عدد لا بأس به من المواطنين عن الحلول التي بالإمكان تطبيقها للحد من سرطان تعنيف وقتل النساء.
وتأتي هذه التساؤلات خاصة بعد عد المزيد من الضحايا النساء، اذ ودع المجتمع العربي في إسرائيل، اليوم، زهرة من زهراته وهي وفاء جوهر من الطيبة التي قتلت بدم بارد طعنا حتى الموت.
المرحومة جوهر وهي ام لحلا وأمنة، كأي امرأة يافعة تقطفها يد الاجرام باكرا لترسلها الى دار البقاء دون عودة.
ومنذ أن سمع نبأ مصرعها، بدأت تتعالى أصوات تطالب بتقديم الجاني للعدالة وإنزال اقصى العقوبات عليه ليكون عبرة لمن يعتبر.
الاحساس العام بالإحباط والعجز
وقالت مديرة جمعيّة نعم - نساء عربيات في المركز - سماح سلايمة لـبكرا: مقتل الضحية السابعة من نساء مجتمعنا جاء اليوم بعد اسبوع دامي وظالم جدا بحق ضحايا العنف.ام لطفلتين بالأربعين من عمرها تقتل طعنا بالسكين في الطيبة، وشابه من حيفا تصارع الموت بعد طعنها سبع مرات بيد ابيها ، والمتهمين بقتل روان الكتناني من رهط اطلق سراحهم ، واكتشفنا تفاصيل مقتل فادية قديس المروعة من يافا.
وتابعت: ان الاحساس العام بالإحباط والعجز امام قتلة النساء من الرجال المسلحين بكراهية المرأة وذكورية قاسية وباطشة اودت بحياة تلك النساء ويتمت اطفالهن ، فأصبحت قايمة الموت اطول ويد العلاج والمساعدة اقصر.
واوضحت: اعتقد اننا مهما طورنا الاسوار الالكترونية ، وضغطنا على الشرطة للقيام بواجبها تجاه النساء المعنفات ولو احكمنا دوائر العقاب حول المجرمين، كل هذا لا يكفي لردع القتلة.
وزادت: املنا الوحيد هو بالتعويل على المجتمعات المحليّة ودوائر الدعم في بيئة المرأة المعنفة. وأضافت: ليست هناك امرأة معنفة تقتل من اول "علقه" كلنا نعرف هذا وكلنا نعرف ان اهل الضحية وجيرانها واقاربها ومعارفها يعلمون ويلتزمون الصمت. وما دام السكوت هو سيد الموقف سوف يستوحش القتلى ويتمادون وسيزداد العنف بين تقاعس الشرطة وصمت المجتمع واستهتاره واستخفافه بقضايا العنف ضد النساء. لذلك علينا التركيز على التربية والتنشئة ونبذ كل اشكال العنف ضد النساء منذ الصغر. وعلينا ايضا، ايجاد قنوات تبليغ ومساعدة آمنة لرجال ونساء يعرفون ما يحدث ويخافون النطق بالحقيقة.
وأنهت كلامها: اتمنى أن تكون وفاء جوهر اخر امرأة تقتل هذا العام رغم اني على يقين اننا سنشهد العديد من الجرائم في ظل استمرار ازمة الكورونا، الحجر الصحي والازمة الاقتصادية.
ماساه مضاعفه تضاف للماسي
وبدوره، قال مدير مركز امان لمجتمع امن – الشيخ كامل ريان لبكرا: مقتل السيدة وفاء جوهر من مدينة الطيبة وهي المرأة التاسعة التي تقتل والضحية السابعة والاربعين منذ بداية هذا العام هو ماساه مضاعفه تضاف للماسي التي يمر بها مجتمعنا الذي فقد وبكل اسف وحسرة السيطرة على نفسه وتخلى عن اقدس مقدسات هذا الكون وهو الحفاظ على قدسية الحياة لأبنائه وبناته الماجدات.
وأنهى حديثه: وما يؤلمني ويقلقني انه كان من الممكن انقاذ هذا الضحية لو توفر مجتمع حاضن لها او سلطه مؤتمنه وأمينه على حياة المرأة في مجتمعنا ولكن للأسف مجتمعنا ما زال يدفع ضريبة عجز ابنائه وضريبة تقصير وتجاهل السلطات المختصة.
ومن ناحيتها، قالت المحامية نورين ناشف من الطيبة لبكرا: لا توجد لي كلمات توصف حجم المأساة والحزن وهذه ليست الجريمة الأولى والعالم يحارب وباء الكورونا بينما نحن علينا محاربة وباء العنف عامة وقتل النساء خاصة وما يحدث في الوسط العربي مؤسف جدا، وما حدث اليوم هو أمر صعب وفاجعة أن العنف مستمر بكل أشكاله، حياتنا مهددة بالخطر وهناك شعور بعدم الأمن والأمان.
وتابعت: نحن في خطر مستمر على مدى السنين وفي تزايد، مجتمعنا في خطر وعلينا المبادرة ومحاربة العنف بكل الوسائل والطرق وأن نبحث عن أدوات واليات جديدة لصد العنف.
وزادت: يجب مناهضة العنف في جميع المؤسسات وبذل جهود عديدة والمسؤولية تقع على عدة جهات منها الشرطة والمدارس والمجتمع والاسرة ويجب بث قيم التعايش والتسامح والمحبة.
وأوضحت: على أكتافنا جميعا ملقاة مسؤولية كبيرة لمنع العنف والجريمة، علينا جميعا التجنيد لإيجاد حلول ووضع حد وهذا لا يعف المؤسسات، الحكومة ومؤسسات تطبيق القانون من مسؤولياتها ودورها ويجب علينا تبني منظمة اجتماعية، أخلاقية وتشريعية بحيث يجرم العنف
وأنهت كلامها: على أكتافنا جميعاً ملقاة مسؤولية كبيره لمنع العنف والجريمة، علينا جميعًا أن نتجنّد لإيجاد الحلول ولوضع حد. هذا لا يعفِ مؤسسات الحكومة ومؤسسات تطبيق القانون من مسؤولياتها ودورها. يجب علينا تبني منظومةً اجتماعية، أخلاقيّة وتشريعية بحيث يجرم العنف ويحاسب على جريمته وبأقصى عقوبة.
جريمة عار على المجتمع
ومن جانبها، قالت طالبة الحقوق - سجى أبو خيط لبكرا: ما حدث اليوم في مدينة الطيبة جريمة عار على المجتمع وكالعادة الضحية اطفال في كل جريمة يترك اطفال يتامى ومع جروح نفسية لا شفاء منها وعلى القانون أن يأخذ بعين الاعتبار الأطفال ومعاقبة الجاني على جريمة القتل والتسبب بتيتيم أطفال.
وأنهت حديثها: ويجب على القانون القضاء التعامل مع قضية العنف بحزم وجدية ومعاقبة الجناة بأشد العقوبات ورسالتي لكل امرأة ولكل فتاة بالمجتمع عدم السكوت عن حقها بالعيش الكرامة.
وبدوره، قال المحامي رضا جابر من الطيبة لبكرا من التفاصيل التي نُشرت في الصحافة كان ممكناً انقاذ هذه الضحية والوقت قد حان ان تفحص المؤسسات المعنية كيف لم يتم ذلك. كل حادث كهذا يجب ان تقام لجنة تقصي الحقيقة لان الوقت قد حان لان نضع المسؤولية على المسؤولين. ان لجنة كهذه وظيفتها محاسبة المسؤول ولكن ايضا استخلاص العبر من كل حادثة لكي تكون كل مؤسسه بحالة تأهب دائم لكي تمنع حدوث حوادث كهذه. ولعل مشكلة المشاكل هي انعدام المحاسبة وأيضا ان غالبية مؤسساتنا هي مؤسسات متجمدة لا تتعلم ولا تلائم ادواتها بشكل دؤوب. حان الوقت لأخذ الأمور بالجدية المطلوبة.
[email protected]
أضف تعليق