تعدد الوجبات وقلة الكميات ونوعية الغذاء، مثلثٌ يمكن لمن يحافظ عليه أن يحقق أفضل نظام غذائي صحي في شهر رمضان، فتلك النصائح الثلاث تعد أهم الوسائل للقضاء على كافة المشكلات الصحية التي تترافق دائما مع تغير الطبيعة الغذائية للفرد مع قدوم شهر رمضان.
واتفق عدد من أخصائي التغذية على أن الإجراءات الجديدة التي تتخذها معظم دول العالم حاليا للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد 19، تحد من حركة ونشاط المجتمعات، مما يحتم على الفرد الحرص الشديد على اتباع نظام غذائي يجنبه أي مخاطر قد تحدث جراء قلة النشاط البدني.
أخصائية التغذية العلاجية في مؤسسة حمد الطبية داليا العيسوي اعتبرت أن تناول كمية معتدلة من الطعام والاعتماد على نظام غذائي صحي متكامل بالعناصر الغذائية هما المفتاح الرئيسي للصحة الجيدة.
ووجهت العيسوي، في حديث للجزيرة نت، العديد من النصائح الغذائية لتناول وجبة إفطار صحية كالتدرج في تناول وجبة الإفطار والبدء بالتمر واللبن، لتهيئة الجهاز الهضمي لاستقبال الطعام، مع بدء الإفطار بطبق من الشوربة يلين المعدة ويدفئها بعد نهار طويل من الصوم، ويحضر الجهاز الهضمي لاستيعاب كامل الوجبة.
وجبات غذائية متكاملة
وأكدت العيسوي على ضرورة الحرص على تقديم وجبات غذائية متكاملة تحتوي على جميع العناصر الغذائية، مع تقسيم الوجبات خلال فترة الإفطار على عدة وجبات صغيرة الحجم لتجنب الإصابة بالتخمة والشعور بالكسل، بالإضافة إلى التركيز على تناول الأغذية الغنية بالألياف كالخضار والفواكه والحبوب الكاملة، والابتعاد عن تناول الأطعمة الدسمة والمقلية، فضلا عن تناول قدر كاف من الماء والسوائل لتعويض الجسم عن السوائل المفقودة خلال فترة الصيام.
وعن وجبة السحور، اعتبرت العيسوي أن السحور يعد من أهم الوجبات التي تحافظ على مستويات الطاقة الخاصة بالجسم أثناء الصيام، لذلك يجب أن تكون معتدلة وتوفر للجسم ما يحتاجه من طاقة لعدة ساعات.
ولخصت العيسوي النصائح الغذائية لتحضير وجبة سحور صحية في نقاط عدة:
• يفضل تأخير وجبة السحور إلى ما قبل الفجر، وينصح بعدم العودة إلى النوم مباشرة بعد تناول السحور.
• يفضل أن تحتوي وجبة السحور على الألياف والكربوهيدرات المعقدة مثل الحبوب والبقوليات، بحيث تعطي الإحساس بالشبع لفترة أطول وتساعد في المحافظة على مستوى السكر بالدم خلال فترة الصيام.
• لا بد أن يحتوي السحور على الأغذية الغنية بالبروتين، مثل الحليب والألبان والأجبان قليلة الدسم والبيض.
• شرب كمية كافية من الماء والسوائل.
• تجنب المخللات وتقليل كميات الملح المضاف للطعام لتجنب الشعور بالعطش خلال نهار رمضان.
• الابتعاد عن المشروبات الغنية بالكافيين والمشروبات الغازية.
• عدم تناول وجبات دسمة أو مقالي على السحور، لأنها قد تسبب عسر الهضم والحرقة والانتفاخ.
• ينصح بتناول الفواكه مثل البطيخ والموز والتمر على السحور للتغلب على العطش خلال النهار، وأيضا لتجنب مشاكل الإمساك.
أما أخصائي التغذية شادي صلاح فأكد أن شهر رمضان المبارك يعد فرصة كبيرة لكل من يحاول التعود على التغذية الصحية، كما أن الشهر الفضيل فرصة للتخلص من الوزن الزائد.
ويضيف صلاح، للجزيرة نت، أن الحصول على تغذية سليمة يساعد على تقليل تعرض الجسم للإصابة بالأمراض كخطر الإصابة بالسمنة، ومرض السكري، والإعياء، خاصة إذا كان ذلك إلى جانب أداء بعض التمارين الرياضية.
من جانبه، أكد أخصائي التغذية محمد جابر على ضرورة ممارسة الرياضة المنزلية خلال شهر رمضان في ظل إجراءات الحد من انتشار فيروس كورونا وبقاء عدد كبير من الناس في منازلهم، مشددا على ضرورة أن يستبدل المرء الرياضة خارج المنزل بأن ينفذها داخل المنزل وبشكل يومي.
ولفت جابر، في حديث للجزيرة نت، إلى أن الرياضة مفتاح الصحة السليمة، فإذا حرص الفرد على ممارسة الرياضة بشكل يومي منتظم، فإنها ستكون كفيلة -مع بعض الإجراءات البسيطة الأخرى- بحرق الدهون والوصول إلى الحياة الصحية المتكاملة.
وحذر جابر من إصرار الفرد على الصيام إذا كان يعاني من بعض الأمراض المزمنة، مشددا على أن الطبيب المعالج هو من يحدد قدرة الشخص على الصيام من عدمها.
[email protected]
أضف تعليق