تتوقف إسرائيل عن العمل بعد عام تقريبًا بدون نظام، وفشل عمليتان انتخابيتان تقريبًا وفي انتظار انتخابات ثالثة. اذ يؤثر الجمود السياسي في إسرائيل على الاقتصاد، لأن النظام الانتقالي الحالي محدود في قدرته على سن السياسات الاقتصادية. حيث ومن نافل القول ان الوضع أصبح سيئًا للغاية لدرجة أن هناك "أزمة زبد" حيث لا يمكن للمتسوقين العثور على الزبدة بسبب النقص الحاد في الزبدة الذي يُعزى إلى الجمود السياسي في إسرائيل.
ميزانية الدولة تشكل ركيزة أساسية للكثير من القطاعات الاقتصادية
القيادي محمد دراوشة ومدير مشارك في جفعات حفيفة قال في هذا السياق: للجمود السياسي في إسرائيل آثار كبيره على عدة أصعدة. أولها انعدام ثقة الجمهور بقياداته ومؤسساته التي دخلت في حالة فشل وظيفي، وفشل نظامي. فالكثير من المؤسسات في الدولة لا تؤدي واجبها الدستوري بإدارة شؤون الدولة، وكذلك نرى القيادات عاجزه على تقديم بديل يخرج البلاد من هذه الازمة. فلا نشهد مبادرات تخلق أي تحرك جدي في توزيع الصوتين ونقلهم من جهة سياسية لأخرى ولا مبادرات لتغيير النظام الانتخابي بحيث لا تراوح السياسة مكانها وتستمر باستنفاذ موارد الدولة وطاقاتها.
وتابع: الاقتصاد سيشهد تراجعا ملحوظا في حال استمر الجمود لأن المستثمرين يحبون الاستقرار السياسي، ويبحثون عن النمو الدائم. وهذا ما توفره الظروف الحالية. ميزانية الدولة تشكل ركيزة أساسية للكثير من القطاعات الاقتصادية، وبسبب عدم إقرارها للعام 2020 هذا سيعني نشاط محدود في صرف الميزانيات، وعدم إتاحة مشاريع اقتصادية جديدة برعاية حكومية، وتجميد أي رفع لمخصصات تقدمها الدولة للمواطنين، مما يعني أن قدراتهم الشرائية ستكون محدودة مما سيؤثر على الأسواق بشكل سلبي جدا.
أموال الانتخابات الإسرائيلية من جيب المواطن الى السياسي الانتهازي
ونوه مشيرا: الصرف على الانتخابات في اسرائيل هو أمر مستهجن، وكله يأتي من جيب المواطن العادي الذي يحمل على كاهله كل ألاعيب القادة السياسيين، الذين ينشغلون بصرف هذه الأموال لتحسين صورتهم وإمدادهم بالأموال الجمة لكي يضيعوا الكثير من طاقاتهم على مسرحيات خطابيه وفذلكات إعلامية شاهدها المواطن حتى أصابه منها الملل. لم تستخدم هذه الأموا بإعادة صياغة برامج سياسية، أو تحديث في الشخصيات، أو تثقيف جماهيري حقيقي، بل تذهب كلها هباء منثورا.
وأضاف دراوشة ل "بكرا": المواطن الإسرائيلي والرأي العام الإسرائيلي يريد حلولا حقيقية لمشاكل الفقر التي تتعمق في الكثير من القطاعات، لمشاكل العنف الذي يستشري في الكثير من البلدات، لمشاكل التعليم التي يهبط بشكل متزايد كما تظهر نتائج الامتحانات، للجم أسعار السكن والبناء، وكذلك أسعار السلع الاستهلاكية والبنزين، وتخفيض الضرائب الكبيرة التي تثقل على كاهله. إذا لم يتم حسم الانتخابات بعد ثلاثة أسابيع، وفي حال إجراء انتخابات رابعه فأنا أتوقع حدوث انشقاقات كبيره في الأحزاب القادمة، أطر سياسية جديده تضع القضايا الحياتية للمواطن في رأس سلم أولوياتها، وقد تحث هزه أرضيه في السياسة الإسرائيلية تذهب ضحيتها الكثير من القوى الفاعلة حاليا، والتي أصبحت هي المشكلة، ولن تكون جزءا من الحل.
على المشتركة تغيير الخطاب
د. ثابت أبو راس قيادي ومدير صندوق إبراهيم قال: لا شك ان الجمود السياسي وعدم وجود حكومة فاعلة مع إقرار ميزانية عادية للدولة كما يحدث كل عام في ظل ثلاثة معارك انتخابية خلال عام واحد يلقي بظله على مرافق الحياة المختلفة في المجتمع الإسرائيلي حيث تم إيقاف او تأجيل مشاريع كاملة لان الحكومة الانتقالية لا تستطيع تمرير قوانين وتعمل وفق معايير عمل معينة كحكومة انتقالية، الازمة الكبيرة اليوم تؤثر بالأساس على المستشفيات وعلى النشاطات في الحقل مثل التربية والتعليم والبيئة ومشاريع البنية التحتية وحتى في تصنيع مواد غذائية أولية وتزويدها للسوق، الامر الغريب ان معارك الانتخابات تكلف مبالغ باهظة حيث يدور الحديث حول اكثر من نصف مليار شيكل في كل الانتخابات ولهذا الامر يتجند الأحزاب المختلفة والحكومة لتبرير أي قرار او أي اتفاق بين الأحزاب ورصدها لأي مبلغ لهذا الامر.
وتابع: التذمر في المجتمع الإسرائيلي كبير وشديد لكنه لا يصل الى وسائل الاعلام حيث نجح رئيس الحكومة نتنياهو بعرض وفرض خطاب سياسي وليس اجتماعي اقتصادي، يتحدث عن قضايا السلام والشعب اليهودي وليست قضايا يومية مطلبية وليست اجتماعية اقتصادية في ظل هذه الانتخابات، هذا الخطاب يصب في مصلحته الشخصية، فبدل من الانشغال بقضايا الرشوة والفساد وحصانته الشخصية او في القضية الاجتماعية والاقتصادية التي ممكن ان تؤثر عليه سلبيا وتسبب بخسارته بسبب الازمات المختلفة في المجتمع الإسرائيلي مثل العنف والبنية التحتية وانهيار الخدمات الصحية والاستعداد لوباء الكورونا، عمل نتنياهو من خلال الساحة الدولية في الشهر الأخير سواء في مؤتمر المحرقة النازية في القدس او صفقة القرن او زيارة اوغندا ولقاء الرئيس السوداني استطاع ان يحرف النقاش عن القضايا الملحة المطلبية التي تواجه المجتمع الإسرائيلي وبهذا هناك يجب ان يكون حراك لدى أحزاب المعارضة مثل القائمة المشتركة والجبهة خصوصا حتى كحول لافان بهدف ارجاع الخطاب الاجتماعي الاقتصادي الذي يهم المجتمع الإسرائيلي أولا وأخيرا.
[email protected]
أضف تعليق