الغذاء الذي يصنعه النحل لإطعام اليرقات في أيامها الأولى هو الذي تتغذى به ملكات النحل طوال حياتها وتنال به عمرا استثنائيا، ولكن هل يمكن أن يكون لهذا الغذاء نفس الفائدة بالنسبة للبشر؟
في مقال بصحيفة لوفيغارو الفرنسية قال الكاتب سيسيل تيبير إن الإغريق في العصور القديمة كانوا يعتقدون أن غذاء الملكات جزء من تكوين رحيق الآلهة الذي منح الخلود لسكان أوليمبوس.
ويوجد غذاء الملكات كمكملات في الصيدليات والمتاجر، ويحظى هذا المكمل الغذائي المعروف بخصائصه المفترضة كمضاد للبكتيريا ومكافح للشيخوخة ومقو لجهاز المناعة بنجاح متزايد، فهل هذا النجاح مبرر؟ تتساءل الصحيفة.
تقول الصحيفة إنه نجاح مبرر بالنسبة للنحل دون شك، فهو رحيق قادر على رفع يرقات بسيطة إلى رتبة الملكة، وبالتالي يقدم لها عمرا من خمس سنوات بدلا من 45 يوما التي هي عمر النحلة "البسيطة".
ورغم هذه الأهمية الكبير والنجاح الباهر فإن الدراسات تحاول جاهدة إيجاد الآثار الرائعة لهذا الإكسير على البشر، مع أن رئيس الجمعية الفرنسية للعلاج بالنحل الدكتور ألبرت بيكر المتحمس للنتائج الإيجابية التي تم الحصول عليها في الحيوانات والخلايا البشرية يعترف -رغم محدودية الدراسات في الوقت الحالي- بأن "الوعود بإعادة الشباب وإطالة العمر خاطئة تماما".
لا تأثير فوق العادة
وبالتالي لا ينبغي -حسب بيكر- أن نتوقع من العلاج بالنحل -ولا سيما غذاء الملكات- أي تأثير فوق العادة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هيئة سلامة الأغذية الأوروبية حظرت هذه المادة في عام 2011 بسبب غضبها من المزاعم المغرية التي تظهر على أغلفة عبواتها، ولم يعد مسموحا كتابة عبارات مثل "بشرة صحية"، و"منبه المناعة"، و"الحيوية الجسدية والفكرية"، أو حتى "يساعد في صحة القلب والحفاظ على الكوليسترول" على صناديق هذا المعجون اللزج الأصفر، لأنه حسب الهيئة "لا تمكن إقامة علاقة السبب والنتيجة بين استهلاك غذاء ملكات النحل والآثار المطلوبة".
ومع أن بعض الدراسات أعطت نتائج إيجابية فإن الباحثين يرون أن نتائجها ما زالت تحتاج إلى تأكيد، كالدراسة الإيرانية المعزولة التي قارنت تأثير ثمانية أيام من استعمال غذاء الملكات مقابل لا شيء بالنسبة لمئتي امرأة بعد انقطاع الطمث، حيث أظهرت أن اللائي تلقين الغذاء تحسنت لديهن أعراض انقطاع الطمث.
ولا يبدو أن هذه النتائج شاذة مع ذلك، إذ ثبت أن غذاء ملكات النحل يحتوي على مادة "روياليسين" (royalisin) القادرة على الارتباط بمستقبلات الهرمونات الأنثوية وتقليد عملها، لكنها لا تمثل سوى 2% من وزنه.
أما باقي مكونات غذاء الملكات فيشكل الماء معظمها بحوالي 60% والسكر 16% والبروتين 12% والدهون 5%، إضافة إلى كمية صغيرة من الفيتامينات والمعادن.
ويحذر بيكر من أن "معظم غذاء الملكات المستخدم في المكملات الغذائية يستورد في صورة مجمدة أو مجففة بالتبريد، مما يغير هيكل مكوناته وبالتالي آثاره المحتملة، كما أنه يجب تناول كميات كبيرة جدا منه أملا في الحصول على نتائج مفيدة".
[email protected]
أضف تعليق