كتبت سينتيا عواد في "الجمهورية": يتوافر الشاي في أنواع وألوان ونكهات عدة، تتمتّع كل منها بمزاياها الصحّية والغذائية الخاصة. وفي حين أنه غالباً ما يتمّ إعطاء الأولوية للشاي الأخضر والأسود، ولكن من المهمّ التنويع دائماً في مختلف أشكاله لاستمداد أكبر مجموعة ممكنة من الخصائص. وفي ظلّ الحديث المُكثّف أخيراً عن شاي الكومبوشا (Kombucha Tea)، إليكم أبرز ما توصّلت إليه الأبحاث العلمية.
وُجد شاي الكومبوشا منذ نحو 2000 سنة، حيث كان يُخمّر أولاً في الصين، تليها كل من اليابان وروسيا. وأصبح شعبياً في أوروبا أوائل القرن العشرين، وها هي مبيعاته في الولايات المتحدة إلى ارتفاع مستمرّ باعتباره مشروباً صحّياً.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت إختصاصية التغذية، عبير أبو رجيلي، لـ»الجمهورية»، إنّ «الكومبوشا عبارة عن شاي مخمّر مصنوع من الشاي الأسود أو الأخضر، والسكّر، والبكتيريا، والخميرة. إنّه سهل التحضير في المنزل، بحيث يتطلّب الأمر أولاً تخمير ¾ غالون من الشاي الأسود أو الأخضر، وإضافة كوب من السكّر، ثمّ تبريد المزيج على حرارة الغرفة وسكبه في وعاء ووضع كوب أو كوبين من الـ"Scoby"، وهو عبارة عن مكان عيش البكتيريا والخميرة الذي يحوّل الشاي الحلو إلى كومبوشا. بعدها تتمّ تغطية الوعاء بقطعة قماش، والانتظار 5 إلى 7 أيام، حيث يتمّ سكبه في زجاجة والانتظار بضعة أيام قبل الاستمتاع به".
قيمة غذائية وصحّية ثمينة
وكشفت ابو رجيلي أنّ "الكومبوشا يملك قيمة غذائية عالية تشمل البوليفينول، والأحماض الأمينية، والفيتامينات B خصوصاً B1، وB2، وB3، وB6، وB9، وB12، جنباً إلى الفيتامين C، وكيماويات عدة مفيدة. وبالنسبة إلى وحداته الحرارية، فإنّ كوباً من الكومبوشا الذي يساوي 240 غ أو 8 أونصات يحتوي على 34 كالوري تكون غالبيتها من الكربوهيدرات. وهو يُعتبر نوعاً من الـ»Detox» بما أنّه يستطيع مساعدة الجسم في إزالة السموم وطردها، وتخفيف العبء على البنكرياس، والحفاظ على صحّة الكبد، والتصدّي للآثار الضارة الناتجة من التلوّث بمختلف أشكاله. فضلاً عن أنّه يحمي الجسم من الجذور الحرّة الضارّة لغناه بمضادات الأكسدة، فيحصّنه ضدّ مشكلات صحّية كثيرة أبرزها السرطان، خصوصاً الذي يُصيب البنكرياس والثدي، والأمراض المُزمنة والمرتبطة بالالتهاب".
وأضافت: "يمكن لشاي الكومبوشا أن يساعد الأشخاص الذين يشكون من ارتفاع السكر في الدم فيردعه، ولكن على هؤلاء المرضى الذين يأخذون أدوية السكري استشارة الطبيب أولاً قبل إدخال هذا المشروب إلى نظامهم الغذائي. كذلك تبيّن أنّه يحارب إلتهاب المفاصل ويحافظ على مرونتها وعلى بُنية الغضروف، ويحدّ من امتصاص الكولسترول السيئ (LDL) والتريغليسريد، وفي المقابل يرفع الكولسترول الجيّد (HDL)، ويلعب دوراً ملحوظاً في الحفاظ على وزن جيّد من خلال تنظيم الشهيّة، ويساهم في القضاء على أنواع من البكتيريا ومكافحة إلتهاب المعدة والفطريات. ناهيك عن أنّ الكومبوشا يقوّي الجهاز المناعي، ويخفف من أعراض انقطاع الطمث وإلتهابات المسالك البولية، ويدعم عملية الهضم ويُهدّئ النفخة بفضل احتوائه على بكتيريا بروبيوتك الغنيّة بالمضادات الحيوية القيّمة. لذلك يُنصح باستهلاكه الأشخاص الذين يشكون من الإمساك واضطرابات المصران والمعدة. من دون نسيان أهمّيته في تعزيز الذاكرة ومقاومة الشيخوخة وعلامات التقدّم في السنّ المُبكرة".
مقارنة بين أنواع الشاي الأخرى
لفتت أبو رجيلي إلى أنّ «النقطة السلبية في الكومبوشا ترجع تحديداً إلى احتوائه على السكّر الذي لا يكون موجوداً إطلاقاً في أنواع الشاي الأخرى. وباستثناء ذلك، فهو النوع الوحيد المليء ببكتيريا البروبيوتك، التي ثبُت ارتباطها بخفض الكآبة وتعزيز الصحّة النفسية. وبما أنّ تحضيره يستدعي وضع الشاي الأخضر أو الأسود، يعني إذاً أنّه يتمتّع أيضاً بفوائد صحّية مُماثلة. على سبيل المِثال، فإنّ استخدام الشاي الأخضر في تحضير الكومبوشا يجعله بدوره غنياً بمواد بوليفينول المضادة للأكسدة التي تقوّي الجسم وتحارب الجذور الحرّة. جنباً إلى مزايا صحّية أخرى تشمل زيادة في حرق السعرات الحرارية، وتخفيض الدهون المتكدّسة في منطقة البطن، وتحسين مستوى الكولسترول، والسيطرة على معدل السكر في الدم، وخفض الإصابة بالأمراض السرطانية».
مخاطر جدّية
وأخيراً، حذّرت خبيرة التغذية من أنّ "تحضير الكومبوشا بشكل غير صحيح قد يدفع إلى نمو بكتيريا ضارّة فيه. ومنذ منتصف التسعينات، تمّ الإبلاغ عن حالات مرضية عدة ووفاة واحدة على الأقل عند الأشخاص الذين شربوا الكومبوشا. وتشمل الأمراض مشكلات في الكبد، وتراكم حامض «Lactic» في الجسم، وردود فعل تحسسية، وغثيان. غير أنّ إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) صرّحت أنّ شرب الكومبوشا يكون آمناً عند شرائه من المتجر أو تحضيره في المنزل بشكل سليم والحفاظ على نظافة اليدين والأدوات المُستخدمة".
[email protected]
أضف تعليق