كتبت سينتيا عواد في "الجمهورية": قبل حصولكم على حصة ثانية من الحلويات أو السناكات المالحة المفضلة لكم، قد يكون من المفيد أن تتعرّفوا أكثر على إنعكاسات المبالغة في الأطعمة المصنّعة على صحّتكم. بدءاً من ارتفاع احتمال تعرّضكم لزيادة الوزن وصولاً إلى أمراض القلب، فإنّ ملء نظامكم الغذائي بالوجبات المصنّعة قد لا يستحق لحظة المتعة والراحة التي تعيشونها أثناء التلذّذ بها.
مخاطر الأغذية المصنعة أسوأ مما تتخيلون.. إليكم الدليل
بينها الكاتشاب.. تعرّفوا إلى المواد "العدوّة" للقلب!
أوضحت إختصاصية التغذية، ليندسي بفو، من الولايات المتحدة الأميركية أنّ "أيّ شيء لا يأتي مباشرةً من الأرض أو الشجرة يكون مصنّعاً تقنياً. هذه الأطعمة تحتوي على إضافات ومكوّنات كيماوية تُستخدم لتعزيز النكهة واللون وإطالة مدة الصلاحية. إنها لا تتضمّن الكيماويات فحسب، إنما أيضاً مستويات عالية من الصوديوم، والدهون المشبعة والمهدرجة، وكربوهيدرات مصنّعة تملك القليل أو حتى لا شيء من الألياف الصحّية للقلب".
وعرضت في ما يلي المخاطر الصحّية المُحتملة المرتبطة بالغذاء المليء بالأطعمة المصنّعة غير الصحّية:
زيادة الوزن والبدانة
أظهر تحليل نُشر عام 2017 في "Current Obesity Reports" أنّ 4 من بين 5 دراسات خلُصت إلى أنّ استهلاك المأكولات المصنّعة قد يرتبط بزيادة خطر البدانة، ومتلازمة الأيض، وارتفاع ضغط الدم والكولسترول السيّئ (LDL). لم يتمكن الباحثون من تحديد ما إذا كان خطر البدانة يرتفع نتيجة تعرّض الأطعمة للتصنيع أو بسبب محتواها الغذائي. عندما يتعلق الأمر بالبدانة، فإنّ الكمية التي يتم استهلاكها وتوازن ما تبقى من الحمية يؤدّيان دوراً مهمّاً. ولا شكّ في أنّ الغذاء العالي بالكربوهيدرات الغنية بالألياف بدلاً من الكربوهيدرات المكرَّرة يساعد على محاربة زيادة الوزن.
السرطان
اللحوم المصنّعة، كالهوت دوغ والنقانق، قد رُبطت بارتفاع خطر سرطان القولون والمستقيم، ما دفع "International Agency of Cancer Research» إلى تصنيفها بالمُسرطنة. هذه اللحوم قد تمّ تمليحها، أو معالجتها، أو تخميرها، أو تدخينها بهدف إطالة مدة صلاحيتها أو تعزيز نكهتها. إستناداً إلى جمعية السرطان الأميركية، فإنّ البيانات التي جُمعت من أكثر من 800 دراسة أظهرت أنّ تناول 50 غ من اللحوم المصنّعة يومياً يرفع خطر سرطان القولون والمستقيم بنسبة 18 في المئة. كذلك بيّنت دراسة صدرت عام 2018 في "British Medical Journal" أنّ استهلاك الأطعمة المصنّعة بانتظام مرتبط بارتفاع السرطان عموماً وأيضاً سرطان الثدي.
السكتات الدماغية
اقترحت دراسة نُشرت عام 2015 في مجلّة "Stroke" وجود رابط بين الأطعمة المصنّعة، خصوصاً اللحوم، وارتفاع خطر السكتات الدماغية. الغذاء الغنيّ بالمأكولات المصنّعة يكون غالباً مشبّعاً بالصوديوم الذي رُبط بزيادة خطر السكتات. وعند التركيز على المأكولات المصنّعة، لا تكون هناك مساحة كافية للخضار والفاكهة الطازجة المليئة بالبوتاسيوم. الصوديوم والبوتاسيوم يتحكمان في معدل ضغط الدم، بحيث إنّ الأول يرفعه في حين أنّ الثاني يخفضه.
عندما يكون ضغط الدم عالياً، يتمّ تقييد تدفق الدم عبر الشرايين، وعندما يُمنع الدم من التدفق إلى الدماغ، يمكن لذلك أن يسبّب السكتة. فضلاً عن أنّ مستويات الكولسترول العالية قد تسبّب تجلّط الدم الذي يمنع بدوره تدفق الدم إلى الدماغ. كذلك فإنّ الأطعمة المصنّعة قد تكون عالية بالدهون المهدرجة، ما يساهم في ارتفاع الكولسترول، والنوبة القلبية، والسكتة الدماغية.
أمراض القلب
الضغط المرتفع والسكتة الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية ترتبط كلها ببعضها. على غرار الرابط بين الصوديوم والسكتة، فإنّ تناول الكثير من الصوديوم قد يسبب أيضاً مشكلات في القلب. ناهيك عن أنّ الأطعمة المصنّعة المحتوية على الدهون المهدرجة قد ترفع أيضاً الخطر. وجدت دراسة نُشرت عام 2019 في "British Medical Journal" أنّ كثرة استهلاك الأطعمة المصنّعة ترتبط بارتفاع خطر أمراض القلب.
الموت المُبكر
أظهر بحث صدر عام 2019 في "JAMA Internal Medicine" رابطاً بين ارتفاع استهلاك الأطعمة المصنّعة وزيادة خطر الموت. لا بل أكثر من ذلك، بيّنت دراسة نُشرت أيار الماضي في "British Medical Journal" أنّ أعلى استهلاك للأطعمة المصنّعة، أي تناول أكثر من 4 حصص في اليوم، ارتبط بارتفاع خطر الوفاة بنسبة 62 في المئة.
كيف يمكن تفاديها؟
المطلوب أولاً البدء بالتخلص من كل اللحوم المصنّعة، والسناكات والحلويات المعلّبة الموجودة في المنزل، واستبدالها بالمأكولات الكاملة كالخضار، والفاكهة، والسمك، واللحوم المنزوعة الدهون، والمكسرات، والحبوب الكاملة. كذلك لا بدّ من الابتعاد عن كيس التشيبس والساندويش الذي يحتوي على اللحوم الباردة، وتناول بدلاً منهما الدجاج المشويّ والبطاطا الحلوة المشويّة. وبدلاً من إنهاء الوجبة الغذائية بقطعة "Brownie"، يُستحسن اختيار حصّة من الفاكهة الطبيعية.
[email protected]
أضف تعليق