في كلمة بركة أمام مؤتمر القدرات البشرية: الأحزاب والعمل الحزبي الحقيقي هي أرقي اشكال العمل السياسي والتنظيم المجتمعي، واستعادة مكانة الأحزاب في الحياة العامة، يعزز حصانة المجتمع وشكل أساسي لخلق بدائل للتسيب والعدمية والعنف.
حذر رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، في كلمته التي افتتحت مؤتمر القدرات البشرية الذي عقد اليوم السبت في مدينة الطيبة، بمبادرة لجنة المتابعة للسنة الثالثة على التوالي، من محاولات ضرب الأحزاب والتقليل من شأنها، لأن الأحزاب والعمل الحزب الحقيقي، يساههم في تحصين المجتمع أمام التحديات، ومؤكدا أن فكرة "المستقلين" و"اللا حزبية" هي شكل من أشكال الإيهام بان ثمة حياد في جهنم.
وقال بركة في سياق كلمته، التي ركز فيها على أهمية مؤتمر القدرات البشرية، وصدرت في خبر آخر، أن أحد النصوص المؤسِّسة لسياسة إسرائيل العنصرية ضد المواطنين العرب قد جرى صياغتها في وثيقة كينيغ سيئة وسيء الصيت، على اسم كاتبها الذي كان متصرفا للواء الشمال في وزارة الداخلية.
انتشار العنف في المجتمع العربي ليس خللا في سياسة المؤسسة
فقد جرت صياغة الجزء الأول من الوثيقة قبيل يوم الأرض 1976، وصياغة الجزء الثاني بعد يوم الأرض وشملت دروس المؤسسة الإسرائيلية من انتفاضة يوم الأرض البطولية الخالدة، وشملت الوثيقة توصيات امتدت من التضييق في الأرض وفي التعليم وفي العمل الى التشكيك والطعن في القيادة، ونشر اشاعات قتل الشخصية واذكاء الفتن.
وتابع بركة قائلا، ان انتشار العنف في المجتمع العربي ليس خللا في سياسة المؤسسة انما هو جزء عضوي فيها، وكذلك التشكيك في ضرورة وجود قيادة وطنية وسياسية واجتماعية لمجتمعنا، وكذلك الطعن في الوسائل الكفاحية كي لا يبقى امام شعبنا الا اليأس او الارتزاق على فتات الموائد الصهيونية والعمالة.
وقال بركة، إنه الى جانب العمل المهني والعلمي والأكاديمي الذي يقع في صلب فكرة هذا المؤتمر فأن الأداة الأساسية للكفاح السياسي ولصياغة رؤى شمولية لمسيرة وقامة شعبنا، تكمن في التنظيم السياسي وفي انتاج حياة حزبية نشطة ومتفاعلة، وتثري التداول في الهم العام، الى جانب صيانة مساحات واسعة للعمل المشترك والوحدوي من خلال اطرنا التمثيلية.
وشدد بركة على أن الأحزاب والعمل الحزبي الحقيقي هي أرقي اشكال العمل السياسي والاجتماعي والتنظيم المجتمعي، ولا شك ان استعادة مكانة الأحزاب في الحياة العامة هي شكل من اشكال التحصين، وشكل أساسي لخلق بدائل للتسيب والعدمية والعنف.
وقال، ان التداول الحاصل في حياتنا السياسية حول ما يسمى بفكرة المستقلين او فكرة اللا حزبية هو شكل من اشكال الايهام بأن ثمة حياد في جهنم.. هذه أوهام قاتلة فمثلما لا يمكن انتاج حياة اكاديمية وبحث علمي دون الأكاديميين وأصحاب الاختصاص، لا يمكن انتاج حياة سياسية وثراء فكريا وكفاحا شعبيا بدون الأحزاب السياسية.
لا شك فيه ان إسرائيل تصرف مبالغ طائلة وتكرس مقومات كبيرة لكيّ الوعي العام لمجتمعنا
وقال بركة، لذلك تعمل السلطة الإسرائيلية بوسائل مختلفة بما في ذلك المراهنة والاستفادة من تناقضات داخلية في مجتمعنا، لتقويض المرجعيات السياسية هكذا كان في انتخابات بلدية شفاعمرو في العام 1998 لإسقاط رئيس اللجنة القطرية ورئيس لجنة المتابعة العم إبراهيم نمر حسين، وفي انتخابات بلدية الناصرة في العام 2013 لإسقاط الجبهة ورئيس اللجنة القطرية رامز جرايسي، وهكذا كان في اخراج الحركة الإسلامية الشمالية خارج القانون في أواخر 2015، وفي الحملة على حزب التجمع في العام 2016 والتحقيقات مع قياداته، وهكذا هي اليوم في التحريض على لجنة المتابعة العليا كاطار جامع يوفر مساحات العمل المشترك لكل مكونات مجتمعنا.
وتابع بركة، أنه مما لا شك فيه ان إسرائيل تصرف مبالغ طائلة وتكرس مقومات كبيرة لكيّ الوعي العام لمجتمعنا وابناءه وتحويل التناقض الاساسي من تناقض بين شعبنا بكل مركباته وبين المؤسسة العنصرية، الى تناقض بيننا وبيننا والى تناقض بين ضحية العنصرية العربية وضحية العنصرية العربية.
هذا لا يعني بايّ حال اغتيال الاجتهاد والاختلاف الطبيعي، لا بل الضروري في مجتمعنا ولكن انفراط الضوابط بحيث يصبح الهامشي هو الأساسي فهذا امر لا يمكننا قبوله.
وختم بركة قائلا، وهنا من الأهمية بمكان ان نؤكد ان باب النقد والتصويب مفتوح دائما وباب المشاركة في حمل أعباء الهم العام مفتوحة دائما وان باب المساهمة في عملية البناء مفتوحة دائما لكن تشتيت الطاقات وتثبيط العزائم وإشاعة التشكيك والتدليس الظاهر والمستتر للمؤسسة الإسرائيلية، والجنوح الى مرض العصبيات والفردانية انما تصبّ في مشروع المؤسسة العنصرية.
[email protected]
أضف تعليق