كتبت سينتيا عواد في "الجمهورية": بالتأكيد تسمعون كثيراً المقولة الشهيرة "تفاحة في اليوم تُغنيكم عن زيارة الطبيب"، لكن هل ينطبق ذلك أيضاً على الليمون؟ في الواقع، تُعتبر الحمضيات، كالحامض والليمون والكلمنتين والـ"Grapefruit"، مصادر جيّدة لمضادات الأكسدة، والفيتامينات، وغيرها من المغذيات الأساسية للجسم التي تملك منافع عظيمة. فكيف إذاً توثر الحمضيات في صحّتكم؟
أظهرت الأبحاث العلمية أنّ العناصر الغذائية، كالفيتامين C والألياف والفولات والبوتاسيوم، المتوافرة في الحمضيات تستطيع الحماية من المشكلات الصحّية المُزمنة بما فيها السرطان وأمراض القلب، كما أنها قد تساعد على دعم صحّة الدماغ وتخفّض من احتمال الإصابة بحصى الكِلى.
إطّلعوا على الفوائد الصحّية التالية للفاكهة التي تنتمي إلى عائلة الحمضيات، إستناداً إلى إختصاصية التغذية والمتحدثة باسم "Academy of Nutrition and Dietetics"، فاندانا شيث:
تعزيز صحّة الدماغ
مواد فلافونويد المضادة للأكسدة الموجودة بوفرة في الحمضيات قد تساهم في تحسين صحّة الدماغ وتقليل خطر الإصابة بالأمراض العصبية مثل الباركنسون والألزهايمر.
في الواقع، وجدت دراسة نُشرت عام 2017 في "British Journal of Nutrition" شملت أكثر من 13 ألف مُسنّ ياباني أنّ الذين تناولوا حصّة يومية من الفاكهة الحمضية كانوا 23 في المئة أقلّ عرضة للتشخيص بالخرف مقارنةً بالذين اكتفوا بتناولها مرّتين أو أقلّ أسبوعياً.
خفض حصى الكِلى
تركيزات المعادن العالية جداً في البول قد تسبّب تشكّل حصى الكِلى. نوع معيّن من هذه المشكلة الصحّية يكون سببه انخفاض مستويات السيترات في البول.
توصلت دراسة صدرت عام 2014 في مجلّة "Urology" أنّ حصى الكِلى شائعة أكثر لدى الأشخاص الذين يستهلكون كميات أقلّ من الحمضيات. في الواقع، تستطيع هذه الأخيرة رفع معدل السيترات في البول، وبالتالي خفص احتمال التعرّض لهذا النوع من حصى الكِلى.
المساعدة على خسارة الوزن
بفضل وجود نحو 4 غ من الألياف في الفاكهة، يساعد الليمون والـ"Grapefruit" على استقرار مستوى السكر في الدم لضمان الشبع لوقت أطول، خصوصاً عند مزجهما مع طعام غنيّ بالبروتينات أو الدهون الصحّية مثل اللبن الكامل الدسم أو البيض المخفوق.
بالتأكيد فإنّ ذلك يعني أنّ عليكم استهلاك ثمرة الليمون بأكملها وليس عصيرها الذي يحتوي على سكر أعلى في الحصّة، والذي يفتقر إلى الألياف التي لا غِنى عنها لخسارة الوزن.
حماية القلب
أظهر بحث صغير نُشر عام 2006 في "Journal of Agricultural and Food Chemistry" أنّ الأشخاص الذين خضعوا للجراحة المجازة التاجية، التي تهدف إلى تحسين تدفق الدم لعضلة القلب، تمتعوا بمستويات أقلّ لكل من الكولسترول السيّئ (LDL)، والتريغليسريد، ومجموع الكولسترول بعد مرور شهر فقط على تناول ثمرة واحدة من الـ"Grapefruit" يومياً.
هناك مركّبات عدة في الفاكهة الحمضية تستطيع تحسين علامات صحّة القلب، بما فيها الألياف والفلافونويد. أكثر من 100 مادة كيماوية نباتية في الفاكهة الحمضية تخفّض الالتهاب المضرّ بالقلب، في حين أنّ أليافها تساعد على تقليل الكولسترول السيّئ. من جهة أخرى، تُعدّ الحمضيات مصدراً جيداً للفولات الذي يقلّل طبيعياً معدل الحامض الأميني "هوموسيستين" الذي رُبط ارتفاعه بزيادة خطر أمراض القلب.
إشارة إلى أنّ الـ"Grapefruit" يتفاعل مع بعض الأدوية كتلك المُستخدمة في حالات الضغط العالي، والكولسترول، والكآبة.
العمل ضدّ سرطانات الجهاز الهضمي
توصلت مراجعة لـ22 دراسة عن الحمضيات صدرت عام 2017 في "Frontiers in Pharmacology" أنّ هذه الفاكهة قد تساعد على محاربة السرطان أكثر من نظيراتها الأخرى، وتحديداً الأنواع التي تُصيب الجهاز الهضمي والتي تشمل الفم، والمريء، والمعدة، والقولون. يرجع الفضل إلى الفيتامين C، والكاروتينات، والفلافونويد الموجودة في الفاكهة والخضار، بما فيها الليمون، والتي تعمل كلها مع بعضها للوقاية من السرطان.
تحسين امتصاص الحديد
المستويات العالية للفيتامين C في ثمرة واحدة من الليمون (68 ملغ)، والـ»Grapefruit" (77 ملغ"، والحامض (18 ملغ) تساعد الجسم على امتصاص الحديد بشكل أفضل.
هذا الأمر مهمّ تحديداً للنباتيين، بما أنّ أجسامهم تعجز عن امتصاص الحديد النباتي بفاعلية كما هو حال نظيره المتوافر في اللحوم وثمار البحر. إذا كنتم تحصلون على معظم الحديد من الأطعمة النباتية، فإنّ مزجه مع الفيتامين C يرفع معدل الامتصاص من 5 إلى 6 مرّات.
الحفاظ على الترطيب
من الشائع طلب المياه فور الشعور بالعطش، لكن لا بدّ من لفت الانتباه إلى أنّ نحو ربع مجموع السوائل المستهلكة يأتي من الأطعمة التي يتمّ تناولها، والليمون يحتوي نحو 90 في المئة من المياه. يعني ذلك أنّ المياه ليست الوسيلة الصحّية الوحيدة للحفاظ على ترطيب الجسم.
دعم الجهاز المناعي
يشتهر الليمون بغناه بالفيتامين C المضاد للأكسدة الذي يساعد على خفض الدمار الذي تسبّبه الجذور الحرّة للحمض النووي. وبعكس المعتقد الشائع، فإنّ الفيتامين C لن يُجنّبكم الإصابة بالمرض، ولكنّ الأبحاث وجدت أنه قد يقلّل من مدّة نزلات البرد وحدّتها.
مكافحة التجاعيد
خلُصت دراسة صدرت عام 2017 في "American Journal of Clinical Nutrition" إلى أنّ النساء اللواتي استهلكن مزيداً من الفيتامين C كنّ أقلّ عرضة لظهور التجاعيد. يرجع السبب إلى أنّ الفيتامين C يدعم إنتاج الجسم لبروتين الكولاجين الذي يساعد على إبقاء البشرة ناعمة ونضرة.
باختصار، فإنّ الفيتامين C يمنع خسارة الكولاجين ويساهم في خفض ملامح الشيخوخة كجزء من النظام الغذائي المليء بالكولاجين.
المصدر: الجمهورية
[email protected]
أضف تعليق