نال د. بشارة بشارات ابن مدينة الناصرة، هذا الاسبوع لقب الأستاذية (بروفيسور) من مجلس التعليم العالي، في البلاد، نظرا لمساهمته الواسعة في صحة الأسرة والمجتمع العربي.
وفي حديث لمراسل موقع "بكرا" مع بروفيسور بشارة بشارات، بعد ان تم ابلاغه بحصوله على اللقب قال انه طبيب من خريجي الجامعة العبرية في القدس، وخريج جامعة "هارفارد" في موضوع صحة المجتمع، والادارة الطبية، متخصص في طب الأسرة او طب العائلة، كما يسميه البعض.
منع الأمراض وليس معالجتها فقط
تولى بروفيسور بشارة بشارات في الماضي ادارة صندوق المرضى العام في لواء الشمال لفترة طويلة، ومدير مستشفى الناصرة (الانجليزي) لفترة طويلة ايضا. وأقام مع مجموعة من الأطباء "جمعية تطوير صحة الجمهور العربي في البلاد"، التي عقدت وما زالت تعقد مؤتمرات دورية حول صحة المجتمع العربي، وانتخب بروفيسور بشارات رئيسا لهذه الجمعية.
ويقول بروفيسور بشارات "شعارنا في جمعية تطوير صحة المجتمع العربي، هو منع الأمراض وليس معالجتها فقط، وعلى كل هذا المجهود تلقيت رسالة من مجلس التعليم العالي حول قرار لجنة الاستاذية، منحي لقب بروفيسور في الطب العام تخصص طب الأسرة والمجتمع".
وحول آخر ابحاثه المتعلقة بمرض السكري، قال د. بروفيسور بشارات لمراسلنا "واضح ان السكري هو وباء العصر، خاصة في مجتمعاتنا العربية والشرقية، فلو نظرنا الى خريطة انتشار السكري في العالم نجد ان من بين أكثر عشر دول يعاني فيها السكان من ارتفاع السكري 7 دول عربية. في مقدمتها السعودية ودول والخليج ومصر والأردن، والأمر ينسحب كذلك على الداخل الفلسطيني ونسب السكري في مجتمعنا مرتفعة جدا".
السكر موجود ليس فقط في ملعقة السكر
وأضاف بروفيسور بشارات، ان السكر موجود ليس فقط في ملعقة السكر، وانما هنالك الكثير من الأطعمة التي تحتوي على كميات من السكر دون ان نعي ذلك كالخبز الأبيض مثلا. وقال "من خلال عملي في جمعية تطوير صحة الجمهور العربي، كنت في زيارة لبعض المخابز في العاصمة الأردنية عمان، وشاهدت ان في كل عجنة واحدة من الخبز الأبيض يضعون ثلاثة أكياس من السكر. ومن خصائص السكر انه يعتبر مادة حافظة فهو موجود في الغذاء المعلب والمغلف، لذلك نجده يستعمل مثلا في عصير البندورة لكي يحافظ عليها. فعلميا استهلاك السكر مرتفع جدا. وعلى سبيل المثال فإن منظمة الصحة العالمية تنصح باستهلاك ما لا يزيد عن 25 غراما من السكر في اليوم للنساء، و35 غراما للرجال. بينما تخيل ان معدل استهلاك السكر للفرد في مجتمعنا يعادل نحو عشرة أضعاف هذه الكمية.
نسبة مرضى السكري حوالي 20% من سكان المدينة البالغين
وحول ابحاثه التي اجراها في الناصرة قال د. بشارات "اول بحث اجريته في الناصرة كان في العام 1983 وكانت نسبة مرضى السكري لا تتجاوز 2% من السكان، أما اليوم فتبلغ نسبة مرضى السكري حوالي 20% من سكان المدينة البالغين، بحيث لا يكاد يخلو أي بيت او عائلة في المدينة من مريض سكري.
ويلاحظ اليوم أيضا ان سكري البالغين في الماضي كان يبدأ من سن 40 - 50 عاما، فما فوق، بينما اليوم اصبح سكر البالغين أصبح يصيب الشباب ايضا، لان نمط الحياة السيء اصبح يبدأ مبكرا، بالإضافة الى الخمول وقلة الحركة، وأذكر قبل مدة ليست ببعيدة اننا قمنا بالكشف عن طفل لا يتجاوز عمره 12 عاما، مريض بسكري البالغين!
وردا على سؤال حول مدى خطورة مرض السكري مقارنة بالأمراض الأخرى قال انه مرض خطير جدا، والمسبب الاول للوفيات في المجتمع العربي، وقال "انا أصف مرض السكري بانه "قاتل صامت حلو المذاق" لأننا لا نشعر به، وهنا تكمن الخطورة، فعندما تكون نسبة السكر عالية في الدم فإن المريض لا يشعر بأي عارض لكن مضاعفات ذلك تجيء في مراحل متقدمة.
[email protected]
أضف تعليق