تألقت مساء امس الاحد فرقة "شمس الأصيل" الفنية على خشبة مسرح مركز محمود درويش الثقافي في عرابة لتقطف أولى ثمار النجاح من خلال أدائها الكبير الذي ابهر الحضور فيما قدمت من مقاطع موسيقية وغناء اصيل قد غاب عن مسارحنا العربية تقريبا.
وعرضت فرقة " شمس الأصيل " بقيادة الفنان المربي حسام دراوشة ، مساء امس أولى إنجازاتها الفنية امام حضور واسع، حيث قدموا باقة من الأغاني الطربية من الفن الأصيل بأداء مواهب صاعدة وفنانين صغار السن وكبار في الأداء، برفقة عازفين كبار قادهم الفنان المربي حسام دراوشة.
فرقة " شمس الأصيل " التي ولدت فكرتها من حلم استيقظ على تحقيقه الأستاذ حسام دراوشة الذي حمل على عاتقه مسؤولية اخراج هذا الحلم الى النور ، حيث قام بدعوة كبار العازفين على الات موسيقية مختلفة وساهم ببناء الفرقة التي تحمل في طياتها معان وأفكار اكبر بكثير من اتكون الغاية فن وموسيقى، فقد أنشأت الفرقة من عمق المآسي الاجتماعية التي تعيشها بلداتنا العربية من مظاهر عنف الى خناق سياسي يكاد ان يغيب عنّا ان في مجتمعنا ثقافة لها تاريخ من الزمن الأصيل.
وفي حديثٍ مع المربي حسام دراوشة لمراسلنا قال:" الفكرة انطلقت قبل 3 شهور ، حيث تزاحمت على بلدنا ومجتمعنا آفات العنف التي تسرق شبابنا وتلقيهم بالهاوية، منهم من يعود مقتولا او مصابا او اسيرا في السجون ، فاردنا من خلال المشروع هو تبني وضم المواهب الشبابية وصقل مواهبهم وطموحاتهم واكسابهم من خبرتنا حب الفن الأصيل واحترام الفن الذي كبرنا وتربينا عليه واخراجهم من تلك الدوامة.
وقال دراوشة :" لن نستطيع ان نغير الكون في لحظة، ولكن الايمان بالوصول الى الغاية يبدأ بخطوة ، وخطوتنا الأولى هي ان نصلى الى اكبر عدد من المستمعين من الداعمين ومن هنا ننتقل الى أماكن أوسع وشريحة اكبر من الشباب . وكما بدانا المشوار بخطوة سنكمل الخطوة بالسير قدما لدعوة الشباب الذين لا يجدون أطر تحتضنهم فنعلمهم فن العزف والغناء ونربيهم على ثقافة بعيدة كليا عن تلك الثقافات السلبية التي يكتسبونها نتاج الضغوطات اليومية.
وأضاف دراوشة :" بالأمس قطفنا أولى ثمرات جهدنا من خلال عرض قدمناه لمئات الحضور على خشبة مركز محمود درويش الثقافي والذي هو منبع الثقافة في بلدنا وله تاريخا يشهد له بذلك ، وفاجأنا تفاعل الحضور مع ما قدمنا من غناء بأصوات واعدة وصغارا بالسن الا انهم اثبتوا انهم عمالقة في أدائهم ، حتى التهب المسرح من التفاعل ليثبت مدى تعطشنا الى سماع الموسيقى الاصيلة والاغاني التي تكاد تغيب عن مسمعنا ، وهذا ما سيزيدنا إصرارا وقوة على اكمال الطريق بخطى ثابتة الى النجاح القادم ، ولنقدم رسالتنا الفنية الى العالم اننا مجتمع يحب السلام يحب الحياة يحب ان يكون كباقي الشعوب ينعم بالحضارة وله ثقافة عريقة.
وتابع دراوشة :" انا من بلد تحمل كل معاني الفكر والثقافة والعلم ، فعرابة يشهد لها العالم بعلمها واطبائها ومثقفيها ، وليس غريب عليها ان تجد فيها أناس يعشقون الفن والطرب ، ويحبون الخير ويبادرون الى بناء مشاريع تحوي أبنائنا وشبابنا ، ومركز محمود درويش الثقافي في عرابة هو القلب النابض لهذه الشباب والذي تشجعنا بان نكون جزءّ من أهدافه .
[email protected]
أضف تعليق