قال برنامج العون والأمل لرعاية مرضى السرطان في قطاع غزة إن نسبة مرضى السرطان المسجلين في البرنامج شهدت ارتفاعًا ملحوظًا منذ بداية العام 2016، حيث يسجل في البرنامج أسبوعيًا 12حالة سرطان جديدة على الأقل.
وأوضح البرنامج في تقرير وصل وكالة "صفا" بمناسبة اليوم العالمي لمرضى السرطان أن حالات السرطان الجديدة المبلغ عنها في العام 2016 سجلت زيادة قدرها 30% عن عدد الحالات الجديدة المبلغ عنها في العام 2015م، وشهدت الأعوام الأخيرة ارتفاعات متتالية في نسب وفيات الفلسطينيين نتيجة السرطان.
وذكر أن عدد مرضى السرطان بلغ (7069) مريضًا مسجلين ضمن مركز رصد الأورام في قطاع غزة بواقع 130 حالة سرطان شهريًا.
وأشار إلى أنه بحسب التقرير الصادر عن وزارة الصحة في ديسمبر 2015، فإن أكثر أنواع السرطان شيوعًا في القطاع هو سرطان الثدي، مشيرًا إلى أن هذا الرقم في ازدياد مستمر.
وبحسب تقرير برنامج العون، فإن السرطان يصيب كلا الجنسين في فلسطين، وقد توزعت حالات السرطان الجديدة المّبلغ عنها في العام 2016 حسب الجنس بواقع 51% من الإناث و49% من الذكور، أما الوفيات الناتجة عن الإصابة بالسرطان فتوزعت بواقع 54.2% من الإناث و45.8% من الذكور.
سبب ثاني للوفاة في فلسطين
ولفت إلى أن السرطان هو السبب الثاني للوفاة في فلسطين، بعد أمراض القلب والأوعية الدموية، بعدما ظل السرطان لسنوات طويلة السبب الثالث للوفيات.
وأعرب البرنامج عن قلقه الشديد إزاء تزايد أعداد المرضى، لافتًا إلى أن معظم الحالات الجديدة المسجلة تتوزع بين سرطان الثدي لدى الإناث وسرطان الدم لدى الأطفال، وسرطان القولون لدى الذكور.
وأوضح أن الفلسطينيين المصابين بالسرطان يواجهون عدة مشاكل، منها منع السفر للعلاج عبر معبر بيت حانون، ورفض 62% من الطلبات المقدمة إما لدواعي أمنية أو ما زالت قيد الدراسة والفحص، وتأخر المرضى عن بروتوكلات العلاج، وتغيير وتعطل برنامج العلاج وإعادة خطة العلاج مما يؤثر سلبًا على حياتهم.
وأشار إلى أنه من يتم الموافقة لهم يتم تأخير مرورهم لساعات طويله، ويتعرضون للمقابلات الأمنية، وقد يفقد المريض سريره في المشفى، وموعد الطبيب ويفقد دوره في العلاج بالمتابعة اليومية أو العيادات الخارجية، بالإضافة إلى عدم توفر الأدوية بشكل دائم وبكميات كافية.
وأضاف أن من هذه المشاكل أيضًا العجز المستمر في العديد من الأدوية المساعدة لهو الحكم بالموت عليهم مع سبق الإصرار والترصد ويترتب عليه، وكذلك تأخر الكثير من المرضى في تلقي جرعاتهم العلاجية في الوقت المناسب، وإيقاف العديد من البروتوكولات العلاجية لفترات طويلة.
وطالب برنامج العون وزارة الشؤون المدنية بضع قضية تصاريح المرضى على رأس سلم أولوياتها بصفتها الجهة المخولة بضمان هذا الحق لهم، والضغط على الاحتلال في هذا الاتجاه، ووقف العمل معه في حال لم يستجب لمطالبهم بتسهيل سفر المرضى للعلاج، وخاصةً أن معظمهم سافر على الأقل 5 مرات عبر معبر بيت حانون.
ودعا وزارة الصحة إلى أنه في حال الرفض للعلاج داخل مشافي الأراضي المحتلة، والسفر إلى الأردن، فإن الحل الوحيد لإنقاذ الحياة، عمل خطة طوارئ بديلة لحل هذه المشكلة الدائمة لإنقاذ حياة المرضى، وتوفير الأدوية والجرعات داخل غزة، وتخفيف معاناة المرضى الممنوعين من السفر وإنقاذ حياتهم، وأن يتم وضع أولويات مرضي السرطان الممنوعين على قائمه اهتمام الوزارة.
التحرك الدولي وفتح معبر رفح
وناشد المؤسسات الدولية الإنسانية وتحديدًا منظمة الصحة العالمية عليها مواصلة التحرك الفوري والعاجل لإنقاذ حياة مرضى السرطان في غزة، واتخاذ كافة التدابير اللازمة لحل الأزمة القائمة، ووضع سلسلة من الإجراءات التي تضمن استمرارية تقديم الخدمة الصحية المناسبة لمرضى السرطان في غزة.
ودعا إلى فتح معبر رفح للحد من معاناة المرضى وإعطاء الأولوية لهم بالسفر أو فتح المعبر أيام محددة لمرضى السرطان، ومتابعة مواعيدهم في المشافي المصرية من قبل وزارة الصحة والسفارة الفلسطينية في القاهرة.
وطالب المجتمع الدولي بمساندة ودعم البرامج التي تُعنى بمرضى السرطان الحكومية وغير الحكومية، نظرًا لأن هناك تجاهلًا ملحوظًا من قبل المؤسسات الدولية بهذا الخصوص.
وشدد برنامج العون على ضرورة استمرار تضامن المجتمع المحلي مع مرضى السرطان، والتضامن معهم ودعمهم نفسيًا ومعنويًا وماديًا.
[email protected]
أضف تعليق