يحرص معظم الأشخاص على وضع الأطعمة في الثلّاجة لحفظها وحمايتها من البكتيريا والأمراض المنقولة عن طريق الأغذية، كالـ«Listeria» أو الـ«E.Coli»، وكذلك الأمر بالنسبة إلى إعادة تسخينها مراراً وتكراراً. لكن هل فكّرتم يوماً في أنّ هذا التصرّف الذي تعتبرونه «آمناً» قد يكون في الواقع محفوفاً بالمخاطر؟
قالت إختصاصية التغذية عبير أبو رجيلي في مقابلة لها إنّ معظم الأشخاص يميلون إلى تجميد المأكولات حفاظاً على جودتها لفترة زمنية أطول، غير أنّ هذه التقنية قد تؤثر في بعض الأصناف بطريقة سلبية تضرّ مكوّناتها وتُفقدها قيمتها الغذائية وشكلها الخارجي عند تعرّضها لدرجة حرارة متدنّية جداً».
عرضت أهمّ أنواع هذه الأطعمة:
الخضار النيّئة
وضع البطاطا النيّئة في الثلّاجة يغيّر ملمسها ولونها، في حين أنّ تجميد الأنواع المطبوخة يفكّك المياه الموجودة فيها. اللافت أنّ هناك أيضاً مجموعة أخرى من الخضار والفاكهة تحتوي نسبة مهمّة من المياه وبالتالي يُفضّل عدم وضعها في الثلّاجة كي لا تفقد شكلها الخارجي وقيمتها الغذائية، كالبطيخ، والتفاح.
الألبان والأجبان والكريما المخفوقة
تصبح هذه المواد سائلة أكثر بعد تجميدها، لذلك يُفضّل عدم القيام بذلك.
البيض
تجميده بقشرته يؤدي إلى كسره بعد إزالته من الثلّاجة، فيصدر بكتيريا سامّة وضارّة جداً. في حال الإضطرار إلى تجميد البيض، يُستحسن أولاً إزالة القشرة عنه.
القهوة المعلّبة
لا مانع من وضعها في الثلّاجة لمدّة شهر إذا كانت لا تزال محفوظة في علبتها. لكن عند فتحها، يجب عدم إعادتها إلى الثلّاجة لأنّ تجميد حبوب القهوة مجدداً قد يولّد الرطوبة في البنّ، فيصبح فاسداً ورائحته كريهة.
المعكرونة المطبوخة
تحتوي نسبة عالية من المياه، وعند تجميدها يتعدّل شكلها ونكهتها نتيجة تغيّر الأنسجة الموجودة فيها.
الخبز
كثيرون يضعونه في الثلّاجة حفاظاً عليه لفترة زمنية أطول، لكن يُنصح دائماً بتركه على حرارة الغرفة ليومين تقريباً. أمّا في حال تبقّت منه أرغفة عديدة، فلا مانع من وضعها في الثلّاجة وبالتالي إزالة الحصّة المطلوبة وتسخينها قبل تناولها. يُذكر أنه من المحبّذ وضع الخبز في كيس بلاستيك أو وعاء مُحكم الإغلاق.
وسلّطت أبو رجيلي الضوء على خطأ شائع يقع فيه عدد كبير من الأشخاص يتمثّل بـ«إعادة تجميد اللحوم المحفوظة في الثلّاجة. فعند إزالة اللحوم المجمّدة من الثلّاجة، تتعرّض لدرجة حرارة مرتفعة بغية تذويبها، ما يجعلها بيئة خصبة لتراكم الجراثيم. لذلك فإنّ إعادة تجميدها وتناولها يشكّلان خطراً كبيراً على صحّة أفراد العائلة وسلامتهم».
تجنّبوا تسخينها مجدداً
الخطأ في التعامل مع المأكولات لا يقتصر فقط على تجميدها، إذ أشارت خبيرة التغذية إلى «وجود عادات غذائية أخرى سيّئة يتمّ غالباً اللجوء إليها. ففي عصر تجتاحه الضغوط والإنشغالات، كان لا بدّ من البحث عن السُبل التي تُسهّل نمط العيش وتوفّر الوقت، فكثُرت عادة تحضير الطعام مسبقاً وإعادة تسخينه عند الحاجة.
لكن تبيّن أنّ هذه الطريقة قد تسبب مشكلات ضارّة في الجسم عموماً والجهاز الهضمي خصوصاً، والأخطر أنها قد رُبطت ببعض أنواع السرطان. عند إعادة تسخين مأكولات معيّنة لا يجب تسخينها مجدداً، تتحوّل إلى مواد ضارّة جداً قد تسبب أمراضاً نحن بغنى عنها».
وتحدّثت عن أبرز الأصناف التي يُنصح بعدم تسخينها مراراً وتكراراً:
الفطر
يُفضّل تناوله مباشرةً بعد إعداده أو استهلاكه بارداً. إنّ إعادة تسخين الفطر قد تسبّب مشكلات صحّية عديدة تُطاول خصوصاً الهضم، فضلاً عن خسارة منافعه الغذائية.
السبانخ، والكرفس، والشمندر
تحتوي هذه الأطعمة نسبة مرتفعة من مادة النيترات التي عندما يُعاد تسخينها يزداد خطر التعرّض لأضرار هذه المادة السامة، جنباً إلى خسارة قيمتها الغذائية. لذلك يُستحسن تناول السبانخ، والكرفس، والشمندر باردة أو طازجة وتجنّب إعادة تسخينها.
البيض
يجب عدم إعادة تسخينه لأنّ تعرّضه لدرجة حرارة عالية يحوّله إلى طعام خطر جداً. الأفضل تناوله بارداً أو مباشرة بعد تحضيره.
الدجاج
من الشائع جداً إعادة تسخين ما تبقى منه على الغداء أو العشاء، لكنّ ذلك قد يضرّ بالصحّة. يُعتبر الدجاج من المصادر الغنيّة بالبروتينات، وبالتالي فإنّ تسخينه مجدداً يسبب مشكلات في الهضم.
البطاطا
لا شكّ في أنّ البطاطا المشويّة أو المسلوقة مليئة بالفوائد الغذائية، لكنّ إعادة تسخينها يقضي على منافعها لا بل يحوّلها إلى سموم. الأفضل إذاً تناولها مباشرةً بعد طبخها وتجنّب إعادة تسخينها.
كذلك أوصَت أبو رجيلي بـ»الانتباه إلى عدم تسخين كلّ وعاء الطعام الذي سبق له أن طُبخ، إنما الحرص على سكب الكمية المطلوبة تحديداً ووضعها على النار لأنّ تسخين كمية كبيرة من الطعام لا حاجة إليها يزيد تراكم البكتيريا فيها».
وعلّقت أخيراً: «كثيرون يقعون ضحيّة تجميد المأكولات الخاطئة أو تسخينها ويعتبرون أنّ ذلك لا يُعرّض صحّتهم للخطر. لكن تبيّن أنّ تجميد بعض المأكولات وتسخينه يكون ضارّاً جداً، لذلك يجب عدم غضّ النظر عن هذا الموضوع، إنما الإستفسار أكثر واستشارة الخبراء للسير في الطريق الصحيح والابتعاد من المشكلات الصحّية التي قد تتعرّضون لها في أي لحظة من دون علمكم بها».
[email protected]
أضف تعليق