ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، أن علماء النفس يطلقون على ظاهرة سماع الصوت في الرأس اثناء القراءة "الصوت الداخلي"، ويحاولون دراستها منذ بزوغ علم النفس كتخصص علمي.
تُشير تلك الظاهرة إلى الشعور الذي يجعلك تسمع صوتك بينما تُفكّر، ليُصبح لأفكارك غير المنطوقة صوت داخلي في رأسك، يمكن أن يُطلق عليه "صوت الصمت"، يتحكّم في نشاطاتك يومًا بعد يوم.
وفي إطار تلك الظاهرة، تتخيّل أحاديث تدور بينك وبين آخرين، لتسمع حينها صوت كلامك الذي تنوي أن تقوله لشخص ما وصوته ردّه الذي تتخيّله، يدور في رأسك، تعلم جيدًا أنها ليست أصوات حقيقية فِعلية، وإنما صوت آخر من نوع ما.
رُبما تكون في متجر تسوّق وتُدرك لوهلة أنك نسيت ما كنت تنوي شراءه، لتسمع حينها صوتًا داخليًا يقول "لبن!"- على سبيل المثال- أو قد يكون لديك اجتماعًا هامًا مع ربّ عملك في وقت لاحق، فتسمع - في شكل محاكاة تخيّلية- ما يمكن أن يدور في الاجتماع، حتى أنه من الممكن أن تسمع صوتك وصوت استجابة مديرك أيضًا.
يُماثل هذا الخيال السمعي الصور المرئية قليلًا، الذي تتخيّل في إطاره ما يمكن أن يكون عليه شكل أي شيء، (كأن تتخيّل شكل عين ضفدعة بشكل مُفصّل دون أن تراها في الحقيقة).
على صعيدِ متصل، أشارت الصحيفة إلى ظاهرة أخرى تُدعى "القراءة الصامتة قبل النطق"، وتحدث حينما نسمع صوت ما نقرأه في رأسنا دون أن ننطق به عاليًا.
وأوضحت أن القراءة تُحفّز العضلات في الحنجرة والحبال الصوتية وأحيانًا الشفاه، وحينما نتعلّم كيفية التحدّث فإننا نتعلّم كيف نُصدر الأصوات من أفواهنا.
غالبًا ما ينطوي هذا التعلّم على كيفية القراءة بصوت عالٍ، تلك الحالة التي نسمع فيها أصواتنا، جنبًا إلى جنب مع فِعل القراءة في صمت، الذي لا تكّف فيه العضلات عن التحرّك ولكن بشكل "أخف"، لنسمع حينها ما نقرأه في رأسنا دون النطق به.
وعزى علماء النفس السبب وراء هاتين الظاهرتين إلى حزمة عصبية في الدماغ تسمى "الحزمة المقوّسة"، تصل بين الجزء المسئول عن الحديث في الدماغ (منطقة بروكا)، وبين الجزء المسئول عن فهم الحديث (منطقة فيرنيك)، مُشيرين إلى أن لهذه الحزمة دور في عملية الصوت الداخلي.
[email protected]
أضف تعليق