مع اقتراب شهر رمضان المبارك، ولزيادة الوعي حول مرض السكري وصيام مرضى السكري للشهر الفضيل بسلام، نظمت مؤخرا شركة سانوفي للأدوية مؤتمرا في القدس، للحديث عن آخر العلاجات والتطورات في علاج المرض.
ولزيادة الوعي التقينا د. رائد علمي، اختصاصي أمراض الغدد الصماء والسكري، والذي يعمل في المستشفى الفرنسي في القدس، وفي صندوق المرضى مئوحيدت، ودار معه الحوار التالي...
استهل د. رائد علمي حديثه ردا على سؤال لنا حول أوضاع مرضى السكري في منطقة القدس وضواحيها والإهمال في هذا السياق من قبل المرضى ومن قبل عوامل أخرى وقال: "المشكلة لدى الأغلبية العظمى من المرضى تنبع بسبب العادات والتقاليد ونمط حياتنا، حيث يختلف نمط حياتنا عن نمط الحياة في بلدان أخرى، وبسبب تقاليدنا في الطعام وتقاليدنا في رمضان، نجد الكثير من مرضى السكري ممن لا يتبعون التوصيات التي يقدمها طبيب العائلة أو الاختصاصيون، ومستوى موازنة السكري في منطقتنا منخفض مقارنة بجيراننا، وهذا ينبع من نمط الحياة والوعي لدينا وطريقة تناول الغذاء، فلدى مجتمعنا أنواع معينة من الأكلات غير موجودة في مجتمعات أخرى، وأكلنا في رمضان معروف بأنه دسم كالمناسف ولحم الخروف والحلويات على انواعها، وللأسف الشديد الناس تتحدث في رمضان عن الأكلات أكثر من الاهتمام بالجوانب الدينية مثلا، لذلك مستوى موازنة السكري لدينا منخفض مقارنة بغيرنا وأجريت دراسات كثيرة لزملائي عن وزن مريض السكري العربي في مناطق الـ 48 ووجد ان ما يميز مريض السكري ارتفاع كبير بالوزن، وهذا ينبع من نمط غذائنا ولباسنا وعدم ممارسة الرياضة وامور اخرى تؤدي الى ارتفاع الوزن، وارتفاع الوزن يؤثر سلبا على ميزان السكر وارتفاع النسب"
ومضى د. رائد علمي في حديثه وقال: "المريض لا يتوجه الى الطبيب خلال الفترة الموصى بها والتي تتراوح بين شهرين الى شهر قبل شهر رمضان ليعرف ان كان قادرا على الصيام، ليس مرضى السكري فحسب، انما مرضى القلب والدهنيات، لا يتوجهون إلى الطبيب قبل بداية الشهر الفضيل. لذلك يتوجب على مريض السكري زيارة الطبيب لمعرفة نوع العلاج الذي يجب ان يأخذه، فهنالك مريض سكري من النمط الأول وهنالك مريض سكري من النمط الثاني، وهنالك الحوامل، ومن هذه المجموعات يوجد مرضى لا يجب ان يصوموا في رمضان، مثلا مريض السكري من النوع الأول الذي يأخذ الانسولين لا يجب ان يصوم في رمضان، فلديه درجة خطورة أعلى من غيره، وهنالك مرضى سكري يأتون الينا قبل رمضان ولديهم هبوطات متكرر في السكر ولا يجب ان يصوموا، وكذلك هنالك مرضى لديهم مخزون السكر 9 فما فوق ولا يجب ان يصوموا، كذلك يحضر الي مرضى كبار بالسن لديهم مشاكل في الكلى ويعيشون لوحدهم ويأخذون الانسولين بشكل مكثف، هؤلاء لا نحبذ ان يصوموا لان درجة الخطورة لديهم مرتفعة أكثر من غيرهم، كذلك مرضى السكري الذين دخلوا الى المستشفى بسبب السكري ومضاعفاته ننصحهم بعدم الصيام، وبالمقابل نسمح بصوم المرضى الذين درجة تعرضهم للخطر أقل كالمرضى الذين يتناولون الحبوب فقط، وعادة ننصحهم بالصيام فهو مفيد لهم لان لديهم عادة زيادة بالوزن وسيمتنعون عن تناول الطعام في النهار لكن يجب الانتباه الى تقسيم الوجبات اذ يجب تقليل الدسم ونقدم لهم النصائح عن تقسيم الوجبات وكمية المياه التي يجب ان يشربوها خلال الافطار وقبل بدء الصيام، وهؤلاء المرضى يكون عادة مخزون السكري لديهم بين 6 - 7 - 8، ولا يعانون من هبوط السكر ولا يأخذون الانسولين، أو يأخذون ابرة لانتوس واحدة، وهؤلاء مصنفين ضمن درجات خطورة اقل، اذ توجد 3 درجات خطورة".
أما عن الحالات التي يجب فيها وقف الصيام فورا، فقال د. رائد علمي: "نطلب من المريض ان يوقف الصيام فورا عندما يكون مستوى السكر في الدم دون السبعين حتى وان كان ذلك قبل دقائق من الإفطار، أو اذا تجاوز الـ 300، ونطلب منهم إفطار شهر رمضان، كذلك نطلب من المريض ان يرفع درجة التأهب لديه وان يرافقه جهاز فحص السكر وان يفحص السكر اكثر من 3 مرات في اليوم، وهنالك مرضى تصل لديهم نسبة السكر إلى 400 ويرفضون الإفطار وهذا خطأ كبير وخطر كبير، إذ هنالك احتمال بارتفاع الحموضة في المعدة وإدخالهم إلى المستشفى، وكذلك إذا حصل هبوط دون السبعين فهنالك خطر إصابة المريض بغيبوبة هبوط السكر وإدخاله إلى المستشفى، وهنا يجب ان يعرف المريض متى عليه كسر الصيام. ومرة أخرى على المريض قياس السكر 3 مرات على الأقل، بعد السحور، وفي وسط النهار، وقبل الإفطار، وكذلك على المريض الافطار عندما يشعر بأنه ليس على ما يرام وعليه مراجعة الطبيب. يجب ان تحتوي وجبة السحور على المياه بكمية كبيرة، وعلى المريض الا يتناول إفطارا دسما ونطلب تقسيم الإفطار على فترات لمنع إصابته بالتخمة ومنع ارتفاع السكر بدرجة حادة".
وعن تناول الانسولين في رمضان، والأدوية الحديثة التي دخلت في العلاج، شدد اختصاصي السكري د. رائد علمي بالقول: "هنالك أنواع من الانسولين تقطع في رمضان، وأخرى تخفف وأخرى تستبدل، لذلك يجب مراجعة الطبيب لترتيب العلاج اللازم. هنالك عدة ادوية قسم منها مناسب لرمضان وقسم آخر قد يسبب هبوط السكر ولا ينصح بتناولها في رمضان. هنالك قسم من الادوية الحديثة تعمل على ادرار البول وتصريف السكر الزائد من خلال البول، وهذه الأدوية المدرة للبول لا ينصح بأخذها في رمضان لان المريض يحتاج إلى شرب المياه بكثرة والتبول بكثرة، وقد يسبب هذا الجفاف. الأدوية الأخرى الحديثة لا تسبب المشاكل ان كانت الكلى تؤدي وظائفها كما يجب، وان كانت الكلى والكبد لاتقوم بالوظائف كما يجب فيمنع هؤلاء المرضى من الصيام لانهم يحتاجون الى أدوية أكثر قد تعطل وظائف الكلى أكثر، ولا ينصح بصيامهم. ويجب ان تكون الفحوصات قبل شهر رمضان وعدم الاعتماد على نتائج الفحوصات القديمة. الانسولين الحديث من سانوفي "توجيو" يمتاز بعدم التسبب بهبوط السكر ويخدم لساعات طويلة ولا يزيد الوزن، وهو انسولين جدا ممتاز خاصة في رمضان لانه يقلل من هبوط السكر وزيادة الوزن".
[email protected]
أضف تعليق