أظهر تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية ، أن واحداً من كل عشرة أشخاص (بالغين) في العالم – يعاني الاكتئاب أو من الخوف الشديد والوساوس والفزع .
ويشار في هذا السياق إلى ان الخبراء والباحثين يصفون الاكتئاب بأنه "وباء القرن الحادي والعشرين" ، ويحذرون من انه قد يتحول إلى القضية الصحية الأولى للمجتمع البشري .
ووفقاً للمعطيات الواردة في التقرير . ففي العام 1990 سُجّل (416) مليون انسان ، في أنحاء العالم ، على انهم يعانون الاكتئاب والهلع والوساوس ، بينما ازداد هذا العدد ليصبح الأن (615) مليون انسان – أي بزيادة تقارب نسبتها 50% .
وزيادة على ذلك ، يشير التقرير إلى ان نسبة الناس الذين يعانون الاكتئاب والفزع والوساوس في الأزمة الطارئة ، تقترب من 20% من مجمل سكان العالم .
الاكتئاب لدى النساء الاسرائيليات – أوسع !
وفيما يتعلق بإسرائيل – يستفاد من معطيات دائرة الإحصاء المركزية ، وهي معطيات محصورة باليهود فقط ، وتنطبق على العام 2013 ، فإن 34% ممن يبلغون من العمر عشرين عاماً فما فوق ، أفادوا بأنهم يشعروا بالاكتئاب بين الحين والأخر ، بينما أفاد 9% بأنهم يشعروا بذلك على فترات متقاربة .
وإستناداً إلى المعطيات – فان الاكتئاب اكثر انتشاراً بين النساء في إسرائيل ، حيث أفادت 40% منهن بأنهن شعرن بذلك في فترات متقاربة ، أو بين الحين والأخر ، بينما بلغت النسبة لدى الرجال 27% .
وعن ذلك قال الدكتور "أساف كاسبي" ، وهو خبير نفسي كبير في مركز "تل هشومير" الطبي (قرب تل ابيب) ان الاكتئاب لا يتسبب بالضرورة من الأوضاع الأمنية والتوترات الناجمة عنها "فأوضاعنا ، في إسرائيل ، لا تختلف عن أوضاع الأخرين في العالم ، لكننا مجتمع صامد ويتحلى بالمناعة والثبات" – على حدّ تعبيره .
مجتمع تنافسي
واكثر من ذلك ، قال الدكتور "كاسبي" ان للانعكاسات والتأثيرات الأمنية (التوترات) – جوانب إيجابية ، لأن التوتر يدفع الناس الى التكاتف والتكتل والتضامن ، وبذلك يصبحون أقل توتراً وفزعاً .
وبالإضافة إلى ذلك ، أشار الدكتور "كاسبي" الى ان هنالك علاقة بين الشبكات الاجتماعية ونمط الحياة العصرية (من جهة) والزيادة في عدد الذين يعانون من الفزع والهلع والاكتئاب "فنحن نعيش في مجتمع اكثر ميلاً الى التنافس والسرعة ، ونتيجة لذلك فاننا نطّلع على كم هائل من المعلومات ، ونتعرض للكمّ الهائل من المعلومات أيضاً ، وهذا ليس حتماً مفيداً للصحة النفسية وللنفس البشرية" – على حد تعبيره .
[email protected]
أضف تعليق