تشعر السيدات بالخوف والقلق من كل ما يخص مرحلة سن اليأس أو مرحلة انقطاع الطمث، وتزداد السيدة قلقاً كلما اقتربت من هذه المرحلة، كما تجهل معظم السيدات التغيرات التي تحدث في أجسادهن، وينصح خبراء الصحة المرأة بعدم القلق والتوتر بخصوص سن اليأس، فهي مرحله مثل كل مراحل العمر ولها تغيراتها التي يجب أن تعلميها لتستطيعي التعامل معها، وفى هذه المقالة سنتطرق الى أهم ما يجب معرفته عن سن اليأس وتغيراتها.
ما هو سن اليأس؟
سن اليأس مرحله طبيعية تمر بها كل امرأة، وهو سن يحدث فيه انقطاع الطمث، وعدم نزول دم الحيض مرة أخرى وتستمر لنهاية العمر، وتحدث نتيجة لنضوب مخزون البويضات وانتهاء مرحلة الخصوبة والقدرة على الحمل والإنجاب، ويتحضر الجسم لهذه المرحلة فتتغير نسبة هرموني الأستروجين والبروجيسترون قبل فترة من انقطاع الطمث، وتستطيع المرأة التأكد من بلوغ هذه المرحلة عند مرور سنة بدون حيض تماماً، ومعدل العمر الذي يحدث فيه انقطاع للحيض هو 51 عاماً وقد تدخل السيدة في هذه المرحلة قبل أو بعد هذا السن.
وهناك بعض العوامل التي تبكر في بلوغ سن اليأس كالتدخين، وأيضاً العمليات الجراحية التي يضطر فيها الأطباء لاستئصال الرحم، ففي هذه الحالة مهما كان عمر السيدة ستكون في مرحله انقطاع الطمث لإزالة الرحم، وقد لا تصاحب هذه الحالات أعراض انقطاع الطمث إذا لم يتم استئصال المبيضين فتستمر الهرمونات في عملها، أما إذا صاحب استئصال الرحم استئصال للمبيضين أيضا ستعاني السيدة في هذه الحالة من أعراض سن اليأس بغض النظر عن عمرها.
ما هي أعراض وعلامات سن اليأس؟
تحدث أعراض وتغيرات سن اليأس بسبب انخفاض مستوى هرمون الأستروجين، ويتسبب انخفاضه فيما يلي:
1- تغييرات الدورة الشهرية:
وتعتبر تغييرات الدورة الشهرية هي العلامة المبكرة المنذرة بقرب انقطاع الطمث، فتحدث اضطرابات في مواعيد الحيض وربما تقل نسبة النزف أو تزيد، أو تقل أيام الحيض أو تزيد، وتظل هذه الاضطرابات إلى أن تنقطع الدورة الشهرية تماماً.
2- الهبات الساخنة:
الهبات الساخنة عبارة عن إحساس مفاجئ بالحرارة في الجزء الأعلى من الجسم كالوجهة والرقبة، وقد تستمر هذه الحالة لسنوات بعد انقطاع الطمث، وقد تكون هبات خفيفة أو شديدة لدرجة إيقاظك من النوم ويمكن أن يعقبها تعرق شديد ورعشه، وتستمر هذه الهبات من 30 ثانيه إلى 10 دقائق، وقد تظهر بقع حمراء على الصدر والظهر نتيجة لهذه الهبات، وتحدث بسبب تغيير مستوى هرمون الاستروجين.
3- تغييرات في المهبل:
يصبح المهبل أكثر جفافاً وأكثر عرضه للعدوى والالتهابات نتيجة لتغير هرمونات الجسم ويصبح الجماع في هذه الحالة مؤلماً، وينصح الخبراء باستخدام المنتجات التي ترطب المهبل وتقلل الاحتكاك والإحساس بالألم أثناء الجماع.
4- التحكم في المثانة:
تزيد احتماليه فقد التحكم في المثانة وتسرب البول في بعض الحالات مثل العطس أو الضحك أو ممارسة الرياضة، وتسمى تلك الحالة بسلس البول، كما تزيد احتماليه حدوث التهابات في المجرى البولي.
5- اضطرابات النوم:
بعض النساء تبدأ في مواجه مشكلة في الحصول على ليلة نوم جيدة خلال مرحلة سن اليأس، ربما لن يمكنك أن تغفين بسهولة، أو ربما تستيقظين في وقت مبكر جداً حيث أن التعرق الليلي قد يوقظك، قد يكون لديك صعوبة في العودة إلى النوم إذا كنت تستيقظين أثناء الليل.
6- الرغبة الجنسية:
قد تفتر لديك الرغبة في ممارسة الجنس نتيجة لانخفاض مستويات الهرمونات، ولكنك لن تحملي هم استخدام وسائل الحمل مرة أخرى بعد انقطاع الطمث لإستحاله حدوث الحمل ونضوب مخزونك من البويضات، ولكن وكما ذكر من قبل استخدمي مرطبات المهبل كي لا تشعرين بآلام الجماع وتفتر رغبتك في ممارسة الجنس تماماً.
7- التغيرات المزاجية:
وبسبب كل التغييرات السابقة وهبوط نسب الهرمونات، يحدث تغيير في الحالة المزاجية وربما تعانى السيدة من الإحباط الشديد أو الاكتئاب، وتحتاج كل سيدة في هذه الفترة للدعم النفسي ممن حولها والتفهم لما تمر به.
8- تغيرات في شكل الجسم:
قد تلاحظ السيدات اختلاف شكل أجسادهن عند بلوغ سن اليأس، فمن الممكن أن تفقدي شكل عضلات جسدك وتكتسبين بعض الدهون، كما تظهر مشكلات ألم المفاصل والعظام، ولا تكون هذه المشكلات بسبب تغير الهرمونات بسبب انقطاع الطمث ولكنها تغيرات الشيخوخة العادية.
ما تأثير سن اليأس على العظام؟
تتأثر عظام المرأة كثيراً بالدخول في مرحله سن اليأس، وبانخفاض مستوى هرمون الاستروجين الذي يتحكم في نسبه الكالسيوم في العظام ويبقى النسبة متزنة، تحدث هشاشة العظام، ويجب مراجعه الطبيب في هذه المرحلة العمرية لتلقى أفضل الحلول لمعالجه هذه الهشاشة.
ما تأثير سن اليأس على القلب؟
ترتفع احتمالات الإصابة بأمراض القلب في سن اليأس، وذلك نتيجة لزيادة اكتساب الدهون بجوار مشاكل ارتفاع ضغط الدم، ومشاكل الشيخوخة عموماً.
كيف يمكن الحفاظ على الصحة العامة بعد سن اليأس؟
البقاء بصحة جيدة بعد انقطاع الطمث قد يعني إجراء بعض التغييرات في الطريقة التي تعيشين بها وتغيير بعض من عاداتك ومنها:
إتباع نظام غذائي صحي منخفض في الدهون، وغني بنسبة عالية من الألياف، مع الكثير من الفواكه والخضروات، والحبوب الكاملة، وكذلك من المهم احتوائه على جميع الفيتامينات والمعادن الهامة، بالإضافة أن هناك بعض الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من هرمون الاستروجين تسمى (فيتواستروچين) ومنها فول الصويا.
هناك بعض الأعشاب التي تعمل على تغذية الغدد التي تنتج هرمون الاستروجين. ومن الأعشاب التي قد تكون مفيدة بشكل خاص هو تشاستيبيري أو المعروف بكف مريم ويتوافر في العديد من محلات الأغذية والصيدليات، وهذه العشبة قد تكون مفيدة لزيادة الإنتاج الطبيعي لهرمون الاستروجين، ولكن قبل تناول أي عشبة، تأكد من استشارة طبيبك خصوصاً إذا كنت تأخذ أدوية نفسية، أي أدوية لعلاج الشلل الرعاش، حيث أن المادة الفعالة في الأعشاب قد تتفاعل مع بعض الأدوية أو تبطل مفعولها.
تأكد من الحصول على ما يكفي من الكالسيوم وفيتامين د في النظام الغذائي الخاص بك، مع تناول الفيتامينات، وتأكدي من مراجعة طبيبك لإعطائك الكميات المناسبة.
قومي بممارسة الرياضة مثل المشي، الركض على الأقل 3 أيام كل أسبوع لصحة عظامك، ولصحتك العامة وتنشيط الدورة الدموية، وحتى للحفاظ على حالتك النفسية.
احرصي على استشارة الطبيب تلقى العلاج المناسب لأي مشاكل صحية تواجهك مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو هشاشة العظام.
استخدمي مرطبات المهبل كي تتغلبي على الألم الناتج عن جفاف المهبل، مثل المراهم أو التحاميل التي تحتوي على الاستروجين.
احرصي على عمل اختبارات دورية للكشف المبكر عن أورام الثدي أو عنق الرحم، يجب عليك أيضا أن التحقق من القولون وسرطان المستقيم وسرطان الجلد.
كيف يمكنك التخفيف من حدة الهبات الساخنة؟
يمكنك تسجيل متى تنتابك تلك النوبات، وما هي الأسباب المحفزة لها وتجنبها، مع الحرص على لبس الملابس القطنية، وشرب المشروبات الباردة، وإذا أصبحت هذه النوبات مصدر إزعاج لك فيمكنك استشارة الطبيب لإعطائك بعض الأدوية لتخيف حدتها.
هل يفيد العلاج بالهرمونات البديلة في تخفيف أعراض سن اليأس؟
مازال الجدل قائماً حتى اليوم بخصوص العلاج بالهرمونات البديلة، قد ينصح بعض الأطباء بالعلاج بهرمون الاستروجين في سن اليأس لتقليل الهبات الساخنة والتغلب على جفاف المهبل ولكن دائماً ما يوصى جميع الأطباء بأقل جرعه تجنباً للأعراض الجانبية.
في النهاية، يجب عليك عدم القلق من الدخول في مرحله سن اليأس، فهي مرحله عمرية طبيعية وليس مرض، ويجب عليك معرفة تغيراتها لتتعاملي معها بأنسب طريقه.
[email protected]
أضف تعليق