تحت شعار "التّسامح والتّعدّد الثقافي - من الرؤية إلى الواقع العمليّ"، افتتحت الكليّة الأكاديميّة أحفا عامها الدّراسيّ الجديد 2015- 2016 بحضور رئيس الدولة السيّد رؤفين روبي ريفلين. كان ذلك يوم الأحد الموافق 25.10.2015، حيث شارك في هذا الاحتفال المهيب المئات من طلاب الكلية عربًا ويهودًا ومحاضرين. كما شارك فيه العديد من الشّخصيات القياديّة البارزة في المجتمع العربيّ في الجنوب ورؤساء بلديات وسلطات محليّة عربية ويهودية، كان على رأسهم رئيس بلدية مدينة رهط السيّد طلال القريناوي. كما حضر الاحتفال أيضًا قيادة شرطة لواء الجنوب برئاسة قائد اللواء إفرايم هليفي.
رئيس الدولة السيّد رؤفين روبي ريفلين، بدأ زيارته هذه وافتتاح العام الدّراسيّ في الكليّة بلقاء تعارفيّ خاص مع رئيس الكليّة البروفسور عليّان القريناوي وأعضاء إدارته ورؤساء الأقسام والتخصّصات وممثلين عن طلاب الكلية من العرب واليهود.
في هذا اللقاء استمع رئيس الدولة إلى عرض شامل عن الكلية وخدماتها الأكاديمية والاجتماعية التي تقدّمها للطلاب وللمجتمع من البروفسور عليّان القريناوي، الذي أكّد على أنّ الكليّة الأكاديميّة أحفا تتمسّك بمبدأ التعدّدية الثقافيّة وتطبّقه على أرض الواقع في المجتمع الإسرائيلي بشكل متساوٍ مع الجميع. كما استمع رئيس الدولة إلى شرح وافٍ من ممثلي الطلاب والمسؤولين في الكلية لنماذج من المشاريع الأكاديمية والاجتماعية التي تقدّمها الكليّة لفئات مختلفة من المجتمع الإسرائيلي. في نهاية هذا اللقاء تحدث رئيس الدولة ملخّصًا لكل ما سمعه من الحضور بقوله: لقد سمعتُ الكثير عن كليّة أحفا وما تقوم به من نشاطات أكاديمية وعلميّة واجتماعيّة، كما قرأت الكثير عنها قُبيل زيارتي إليكم اليوم. والآن، وبعد أن استمعتُ منكم مباشرة، يمكنني القول بأنكم في هذه الكليّة تمثّلون المجتمع الإسرائيلي كافة وتجسّدون التعايش السلمي الحقيقي الذي نسعى إلى تحقيقه بين كافة فئات المجتمع وخاصّة بين المواطنين العرب واليهود.
وفي كلمته الرئيسية أمام المئات من الحضور والمشاركين، أشاد رئيس الدولة السيّد رؤفين روبي ريفلين بدور الكليّة الأكاديميّة أحفا ورئيسها البروفسور عليّان القريناوي، وما تقدّمه من خدمة جليلة للمجتمع الإسرائيلي بكافة أطيافه وفئاته على المستوى الأكاديمي وتأهيل المربيات والمعلمين. كما أشاد رئيس الدولة بالدور الرياديّ للكلية ومحاضريها وإدارتها في تجسيد التعايش والحياة المشتركة داخل حرم الكليّة وخارجها. وأضاف قائلاً: أشدّ على أياديكم وسأكون سندًا لكم بكل ما أتيتُ من قوة في سبيل بسط العيش بأمن وأمان ونبذ العُنف بين اليهود والعرب، خاصّة في هذه الأيام العصيبة التي نعيشها جميعًا ونشهد أحداثها المؤسفة. واختتم رئيس الدولة كلمته بقوله: سننتصر على التّطرف والمتطرّفين وسنعيش في هذه البلاد سويًا وإلى الأبد، عربًا ويهودًا بمحبة وسلام.
أمّا البروفسور عليّان القريناوي، وفي كلمته الترحيبية برئيس الدولة، فقد أكّد على أنّ الكليّة الأكاديميّة أحفا ستظل شعلة تُنير الطريق لكل من يرغب في طلب العِلم من المجتمع الإسرائيلي، كما أنّها ستبقى كما كانت، سبّاقة في خدمة المجتمع وقدوة له في إرساء قواعد الحريّة والمساواة ونبذ التّطرف والعيش المشترك بين العرب واليهود في هذه البلاد. وأضاف: كما أنّنا سنبقى الصوت العقلانيّ الذي طالما نادينا به ونادينا بإسماعه وإيصاله للآخرين الذين يدعون إلى العُنف والتّطرف والكراهيّة، التي تؤدي بدورها إلى تفكّك عُرى المجتمعات وتجهيلها. وفي ختام كلمته، دعا البروفسور عليّان جميع فئات المجتمع، وخاصّة الأكاديميين والقياديين في الوسطَيْن العربي واليهوديّ إلى تغليب الصوت العقلاني والواقعي على أصوات التّطرّف والمتطرّفين.
هذا، وقد اختتم رئيس الدولة زيارته للكليّة الأكاديميّة أحفا بمشاركة في حوار مفتوح شارك فيه طلاب ومحاضرون، تناول الوضع الراهن والمقلق الذي تعيشه البلاد. كما تناول العلاقات بين المواطنين العرب واليهود على خلفيّة الأحداث الأخيرة ودور الكلية الأكاديمية أحفا والمؤسسات الأكاديميّة الأخرى في البلاد في تجاوز هذه المرحلة الحسّاسة، وإرساء قواعد المساواة والحريّة واحترام الرأي والرأي الآخر، دون المساس بحرية الإنسان وكرامته.
[email protected]
أضف تعليق