بعد مضي أقل من عام على عمليات الترميم والتجهيز، يفتتح مسرح "خشبة" المستقل في حيفا أبوابه بموسم عرض يبدأ عند الأول من أكتوبر/ تشرين أول 2015.
المسرح، الذي يقع في مبنى عثماني في منطقة وادي الصليب المهجرة، جاء كخطوة استراتيجية وملموسة في المسيرة الفنية التي بدأها "انسمبل خشبة" الذي تأسس عام 2011 بمبادرة مجموعة من المسرحيين الفلسطينيين الشباب في حيفا. جاء ليكون البيت الخاص بالفرقة وبالفنانين الفلسطينيين الذين سيجدون فيه مساحة للتجريب والخلق والبحث، ولعرض أعمالهم بحرية. ساعياً بهذا إلى تشكيل حركة فنية جديدة تتحدى التقاليد السائدة وتعزز انخراط المجتمع المحلي فيها، وإلى أن يكون بيتاً يطور فيه الفنانون الفلسطينيون أشكالا وأساليب جديدة ومغايرة في المسرح والفنون؛ لينتج عن ذلك رؤية فنية حديثة، تعتمد على التعاون والتجريب والدعم المشترك.
يختار مسرح "خشبة" لكل موسم عروض موضوعة عامة، على أن يقوم بتركيز بحثه وإنتاجه فيها. مدينة حيفا هي عنوان موسمه الأول، وذلك انطلاقًا من إيمانه بتلاصق الهوية بالمكان، وتلاحم العمل الثقافي معه ومع المجتمع الذي يسكنه. وبعد البحث الذي أقامه أعضاء "انسمبل خشبة" في "حيفا" وفي ذاكرتها وتاريخها وقصصها، سيخرج المسرح بعملين مسرحيين: "ست بالأفّة" و"سنة الثلجة" ومعرض فني للفنان الصديق هيثم حداد.
إلى جانب هذه الإنتاجات، يعمل المسرح على التبادل الفني مع فرق صديقة، ستدخل بيته لتخرج بإنتاجات جديدة. كما يستضيف موسمه عروضًا في مجالات فنية مختلفة. هذا بالإضافة إلى ورش عمل منتقاة من حقول فنية متنوعة. على أن يتم تكثيف إنتاجاته والعروض التي يستضيفها في موسم من ستة أشهر، يسهم في تحويل الحراك الفني الفردي والتلقائي إلى حراك جماعي مدروس له تأثير أكبر على المجتمع.
خارج دائرة التبعية للمؤسسة والدولة، يتأسس في قلب وادي الصليب مسرح مستقل، بجهود ودعم محليّ وعالميّ، ما يؤسس بالنسبة لطاقم "خشبة" إلى استقلالية فنية وثقافية هي البوصلة الأهم والأجدى في مواجهة الاحتلال الفكري وزعزعة الهوية.
يذكر أن تفاصيل العروض للموسم الأول ستتوفر في كتيب مطبوع، وستكون متاحة على الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.
[email protected]
أضف تعليق