كانت فرحة زوجين من منطقة القدس تعانق السماء على مشارف ولادة ابنهما البكر ، لكن هذه الفرحة تبددت وزالت حيث قررت طبيبة في مستشفى "هداسا عبن كارم" بأنه لا حاجة لإجراء عملية قيصرية للسيدة الحامل ، فوضعت مولودا مصابا بالشلل الدماغي ، وعندما بلغ من العمر عامين ونصف – فارق الحياة ، ومؤخرا وافقت ادارة المستشفى على تعويض الزوجين بمبلغ (1.9) مليون شيكل  (نصف مليون دولار) ، وذلك في اطار تسوية قضائية .

وذكر الزوجان بواسطة محاميها انه على الرغم من ان الطبيبة المذكورة (وهي مديرة قسم الولادة) ، قد أخذت على نفسها ، فورا ، المسؤولية عن الاهمال الحاصل – فقد رفعا دعوى الى المحكمة بهذا الخصوص ، ومع ذلك ، ففي اطار التسوية بين الأطراف ، لم تعترف ادارة المستشفى بالمسؤولية عن ذلك .

وفي التفاصيل ، ان أم الطفل المتوفي ، قد حملت بعد علاجات متعددة ، وكأن حملها سليما ، لكن في الاسبوع الحادي والاربعين من الحمل ، قررت طبيبتها العاملة في صندوق المرضى الذي ينتمي إليه توجيهها الى مستشفى "هداسا عبن كارم" على خلفية "الحمل الزائد"
وهنا قررت الأطباء تعجيل الولادة ، لكن الطبيبة (المسؤولة) لم تأخذ في حساباتها اجراء عملية قيصرية للسيدة ، بل قررت توليدها بواسطة " الفاكوم" لمن هذه الطريقة فشلت .

اعاقة كاملة ودائمة .....

وجاء في الدعوى أن والدة السيدة الحامل طلبت عدة مرات من الأطباء ان يجروا لابنتها عملية قيصرية ، ولم يستجب لها إلا بعد مدة طويلة ، وبعد ان فشلت كافة المحاولات السابقة . وولد المولود بدون نبض ، وكان يعاني من أضرار بالغة في الجهاز العصبي ومن تلبّك في الدماغ ، وفي وقت لاحق حددت حالته بأنه يعاني من اعاقة كاملة ، ودائمة !

واللافت ان السجلات الطبية لم تتضمن أية اشارة الى محاولات توليد السيدة بطريقة "الفاكوم" .  وقد أرفق الزوجان بالدعوى التي قدماها تسجيلا لمحادثة بينهما وبين مديرة قسم الولادة (المتهمة) حيث قالت فيها ان عملية الولادة لم تكن سليمة وان ضميرها يؤنبها بسبب فشلها وفشل القسم الذي تديره ، وقالت بصراحة ووضوح : "بودي ان يكون واضحا لكما ، اننا مذنبون في ما وقع الثمن" .....وسيدفع مستشفى "هداسا" الثمن – كما قالت .

المستشفى : "متألمون " !
وتجدر الاشارة الى ان الطفل قد توفي بسبب التلوث ، أثناء المداولات القضائية بشأنه .  وتعقيبا على هذه القضية ، أصدر مستشفى هداسا عين كارم بيانا وصفت فيه ما جرى بأنه أمر بالغ القسوة ، وبأن نتائجه المأساوية خلقت حزنا وأسى بالغ لدى الزوجين والأطباء على حد سواء .
وأضاف البيان : فور علمنا بالمأساه ، تصرّفنا بجرأة وشفافية وبدون مواربة ، حيث اخذنا على عاتقنا مسؤولية ما جرى ، وحرصنا على تقديم الدعم الممكن للأسر المنكوبة ، ماديا ومعنويا . 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]