لا زالت تصريحات الممثل النصراوي هشام سليمان، بطل مسلسل "فوضى"، لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، تثير سخط الحيّز العام الإسرائيليّ، علمًا أنها لا تتجاوز "وصف واقع"، فبعد أن بدأ الناقد السينمائي والإعلامي حانوخ دام بالهجوم عليه لينضم إليه لاحقًا عددٌ من الإعلاميين، آخرهم كان دان مرغليت أمس، قام اليوم الضابط زيف شيلون، والذي اصيب بعبوة ناسفة على الحدود مع غزة بصورة حرجة جدًا أدت إلى قطع يده، بفتح هجوم آخر لتبدأ "كرة الثلج" ضد سليمان تكبر أكثر .
تصريحات سليمان ..واعتبارها وقاحة
وكان قد تحدّث سليمان في مقابلة مطولة إلى صحيفة "يديعوت أحرنوت" بعد نجاح مسلسل "فوضى"، المثير للجدل والذي يتناول حياة أفراد وحدة المستعربين وحماس، وقال سليمان ضمن المقابلة على أنه يرفض أي عمليات فدائيّة ضد مواطنين عزّل إلا أنه من حق الفلسطينيين أن يقاموا الإحتلال، فالمس بجندي يتواجد في منطقة الضفة الغربية مبرر، خاصةً وأنه يعمل على تكريس الإحتلال وإنتهاك حقوق الفلسطينيين، مما يؤدي إلى تحويل عملية المس به إلى تحصيل حاصل ونتيجة مباشرة للممارساته القمعيّة.
ورد الناقد السينمائي والإعلامي حانوخ دام على سليمان بالقول "أنت فعلا وقح، تجسد دور بطوليّ في مسلسل إسرائيلي وتشرعن المس بجنودنا وأولادنا"؟! فيما هاجمه أمس الإعلامي المعروف دان مرغليت متهمًا اياه بتزوير الواقع مثله مثل "أيمن عودة الذي أتهم إسرائيل بالأرهاب في الـ 48 عامًا أنها كانت تدافع عن ابنائها".
وإلى سلسلة الإعلاميين الذين قاموا بالهجوم على سليمان، أنضم اليوم الضابط شيلون حاملا يافطة بيده المقطوعة وعليها كتب "انا أحب إسرائيل" مما اثار عاطفة الإسرائيليين بشكل كبير ودفع إلى توسيع دائرة الهجوم على سليمان للتتجاوز بعض الإعلاميين وتصل إلى المجتمع الإسرائيلي عامةً والذي يخدم – كله- في صفوف الجيش مما يجعل تصريحات سليمان هجوم شخصيّ عليهم، حيث طالبوا "YES" بالعمل على وقف المسلسل حالا وطرد سليمان.
الفنان سليمان يضطر إلى التبرير
وفي حديثٍ إلى موقع "بكرا" فضّل سليمان عدم التطرق للموضوع مكتفيًا بالتصريح على أن تصريحاته أخرجت من سياقها وأن الهجوم عليه غير مبرر فتصريحاته تتلائم مع الخطاب السلميّ والإنسانيّ الذي يحمله لكن هنالك من يرفض سماح الآخر وفهم ألمه، وهذا بالضبط ما يقوم مسلسل "فوضى" بعكسه، الواقع المركب جدًا للصراع العربي الإسرائيلي، وأسقاطاته على حياتنا الشخصيّة.
وكتب سليمان اليوم على صفحته على الفيسبوك منشور يوضح حجم الهجوم عليه حيث أضطر للتبرير على أنه غير داعم لأي عمليات مقاومة وأن المحرر في "يديعوت أحرونوت" قام "بالنطق على لسانه" في محاولة منه "لجعل المادة الإعلاميّة جذابة أكثر"- على حد تعبيره.
مؤلف المسلسل: لن أتطرق والمسلسل لا يصور حياة محمد ضيف
وأمام هذا الهجوم على سليمان تحدثنا في "بكرا" مع مؤلف المسلسل الممثل ليئور راز والذي فضّل ايضًا عدم التطرق للموضوع لكنه شدد قائلا: يحق لكل شخص أن يعبر عن أرائه بحرية، فنحن نعمل في الحقل الإعلامي ونقدس حرية التعبير، في ذات الوقت برأيي أن سليمان لم يقصد بتصريحاته شرعنة المس بالجنود.
وردًا على سؤال "بكرا" ان المسلسل بحلقاته الـ 12 يشرعن عملية المس بالجنود الإسرائيليين في المناطق المحتلة، فما الغرابة بالوقوف خلف تصريحات سليمان ودعمه قال راز بالعربية "لن أتطرق للموضوع، لكن أشدد على أن المسلسل سينمائيّ لا يمت للواقع بصلة"!.
وأضاف متطرقًا إلى نجاح المسلسل قائلا : المسلسل نجح بصورة كبيرة، وأكثر مثال الهجوم الحاليّ عليه ونحن بصدد التحضير إلى موسم إضافيّ.
ونفى راز لموقع "بكرا" أن تكون أحداث المسلسل وبطلها "ابو أحمد" تتحدث عن محمد ضيف، القائد العام لكتائب القسام الذراع العسكري لحركة "حماس" وإن كان هنالك بعض التشابه بين الشخصيات.
عن المسلسل: حماس تنظيم مركب وفتح عملية ومتعاونة مع الإحتلال
بقي أن نشير على أن مسلسل "فوضى"، والذي تعرض حلقته الأخيرة اليوم، هو مسلسل – وفق مؤلفيه والجملة التي تظهر بداية كل حلقة- خيالي لا يستند للواقع، وأن الأحداث فيه هي نتاج الخيال، إلا أنّه نجح وبقوّة بجعل المشاهد عاجز عن فصل هذا الخيال عن الواقع الصعب والمركّب في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لتقارب تفاصيل حلقات المسلسل عن واقع الحياة اليومية الصعبة في الضفة الغربية.
المسلسل يصوّر وحدة المستعربين ضمن الجيش الإسرائيلي الذين يتغلغلون في المجتمع الفلسطيني لملاحقة قيادة حركة حماس ونشطائها، حيث أن "توفيق حامد" (ابو أحمد) القياديّ في حركة حماس، مُلاحق من قبل وحدة المستعربين، وينجح بكل مرّة بالإفلات منهم.
المسلسل، بحلقاته الـ 12، يعكس بشكل شبه واقعي حياة أسر أعضاء حركة حماس وحياتهم الشخصية ويرسم الدائرة المعقدة للواقع الذي يعيشونه، كما أنه يتطرق إلى مسألة التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي لحد إتهام أفراد السلطة بالعمل والمساعدة على تصفية قيادات حمساويّة!
كتب وألف المسلسل كل من الصحافي في الشؤون الفلسطينية آفي يسخاروف والممثّل ليئور راز والذين استعرضوا – وفق ما نشر في وسائل الإعلام- تجربتهم الشخصية وأقحموها في سيناريوهات المسلسل، فهم مجنّدون سابقون في الجيش الإسرائيلي. وسمي المسلسل بـ "فوضى"، تفسيرا للحالة التي يعكسها الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأيضًا لأنها كلمة السر الذي يستخدمها المستعربون عندما تنكشف هويتهم في الضفة الغربية.
مثل في المسلسل عدد كبير من الفنانين العرب منهن: هشام سليمان؛ شادي مرعي؛ حنان حلو؛ منى حوا؛ سليم ضو وخولة الحاج دبسي.
[email protected]
أضف تعليق