استطاعت خريجة جامعة بيرزيت داليا طه، أن تحمل اسم فلسطين لأحد أكبر المسارح العالمية، مجسدة من خلال عملها المسرحي الذي كتبته الأحداث التي تعرضت لها غزة في الآونة الأخيرة، مركزة على أثر الحرب على الأطفال، ومقدمة نموذجًا إنسانيا لما يتعرض له المواطن الغزي من ظلم ومعاناة على يد الاحتلال الإسرائيلي.
المسرحية التي حملت عنوان "ألعاب نارية"، بدأ عرضها في المسرح الملكي في لندن "رويال كورت"، الذي يعد واحداً من المسارح الرائدة في أوروبا، وسيستمر العرض حتى الرابع عشر من الشهر الحالي، وأخرج المسرحية ريتشارد تويمان، ويشارك في التمثيل صالح بكري ونبيل الوهابي وسيرين سابا وشيرين مارتن، وغيرهم.
من الهندسة المعمارية إلى الفن
داليا طه خريجة هندسة معمارية من جامعة بيرزيت عام 2009، وهي شاعرة وكاتبة مسرحية فلسطينية، ولدت في برلين عام 1986، ونشأت في رام الله. وتعد "ألعاب نارية" العمل الثاني لها، حيث سبق أن قدمت مسرحية "كوفيّة- صُنع في الصين"، وهي إنتاج مشترك للمسرح الملكي الفلمنكي ومؤسسة عبد المحسن القطان، حيث يعتمد العرض المسرحيّ على نصوص داليا طه ويوريس فان دن براند ومن إخراج بارت دانكر. وتناولت المسرحية الصور النمطيّة المتحيّزة التي يحملها البلجيكيّون عن الفلسطينيّين وبالعكس، ويحاول أيضًا البحث عمّا وراء هذه الصور، واستعادة الحس الإنساني، بالإضافة إلى الفجوات والجراح التي يخلّفها الاحتلال في حياة الناس.
وحول شخصية داليا أثناء دراستها الهندسة المعمارية في جامعة بيرزيت، يقول أستاذ عمارة المشهد د. يزيد عناني: "لقد كانت داليا طه من أكثر الطلبة نقداً وتميزاً، لا ترضى بما هو مقرر، وإنما تبحث وتستفسر، ولا حدود لتساؤلاتها، وقد قامت من خلال مادة "عمارة المشهد" بمشروع نقدي أثار ضجة في أوساط الجامعة، خاصة مع مجلس الطلبة آنذاك، حيث صممت مجسمًا كبيرًا لكلمة "تل أبيب" بأحرف عبرية، ووضعتها في منطقة حيوية بالجامعة، هادفة من خلال مشروعها إلى نقد العقل الفلسطيني، الذي لا يمانع أن يرى كلمات عبرية على المنتجات التي يستهلكها، لكنه يرفض أن يراها بشكل كبير ضمن حيزه الخاص، وبالنسبة لداليا، فكلاهما مرفوض".
[email protected]
أضف تعليق