الكلية هي عضو مركزي وأساسي في جسم الانسان, تكمن وظيفتها الاساسية في موازنة السوائل في الجسم وإخراج الفضلات منه.
قد تصاب الكلى بحالات مرضيه او أصابه معينة يمكن أن تؤدي الى فشل جزئي او كامل في عمل الكلى.
الفشل الكلوي يعتبر من الأمراض الشائعة, وله العديد من المسببات, منها الوراثية، التهابات معينة، تغذيه غير سليمة وأمراض مزمنة, وخاصة مرض السكري والذي يعتبر المسبب الاول للفشل الكلوي, او مرض ضغط الدم, ان النسبة أكبر لحدوث المشكلة عند اهمال المرض وعدم اتباع الحمية المطلوبة, فمن الضروري على المريض بأي مرض مزمن, سواء كان السكري او الضغط او اي مرض اخر, ان يكون واع جدا للمشكلة وان لا يهمل صحته أبدا, وأن يكون بتوازن قدر الامكان لكي لا يصل لأي تعقيدات أكبر للمرض, الدواء هو ليس الحل للتوازن, فيجب ان تُتبع حمية متوازنة وصحية.
اضافة الى ذلك, تناول الأدوية بشكل مفرط دون استشارة طبيب يمكن ايضا ان يكون مسبب للفشل الكلوي, فهناك من يستهين في تناول المسكنات مثل "ادفيل" في كل مرة يشعر بها بالتعب او عندما يعاني من اي اوجاع مثل اوجاع الظهر او الرأس مثلا, مهم جدا معرفة ان ذلك يمكن ان يصيب الكلى وان يضر بها جدا, فيتوجب على كل شخص الحذر كثيرا عند تناول الأدوية, وذلك يتم فقط عن طريق استشارة طبيب.
أن الفشل الكلوي يحتاج متابعة خاصة للحالة وعلاجه غير كافي بالأدوية, حيث يتطلب على المريض الخضوع للدياليزا وهي عملية الغسيل الكلوي, الامر الذي يسمح لتنقية الدم عن طريق جهاز, وبحال وجود متبرع بكلية يمكن أن يخضع المريض لعملية زرع الكلى.
التبرّع بالكلى
يفيدنا الطبيب "راوي رمضان"- مدير العيادة لعلاج الفشل الكلوي في مشفى رمبام, بأنه هناك إمكانيتان لتوفير كلية للمحتاج: من متوفين دماغيا او من متبرعين احياء الذين عادة يكونون أقارب أو أصحاب.
زرع الاعضاء من المتوفي دماغيا (موت سريري) يتطلب عدة مراحل مختلفة وصعبة, تبدأ مع الممرضة المسؤولة عن فحص الاشخاص المصابون من حوادث او من امراض معينة على سبيل المثال, ويكونون متوفون دماغيا, هناك لجان خاصة ومراحل كثيرة ودقيقة جدا لكي يُقرر بأن شخص ما توفي دماغيا/ سريريا, فاحتمال الخطأ في تشخيص الموت الدماغي هو صفر! وهنا يكون دور المشفى على عرض على اهل المتوفى بإمكانية تبرع الاعضاء لمرضى محتاجين. من المهم معرفة بأن المتوفى دماغيا يعني بأن قشرة الدماغ قد ماتت, ولا يوجد هناك شيء يحييه, وهذه الحالة تختلف عن الغيبوبة التي يمكن ان يفيق منها المريض.
اما بالنسبة للمتبرّع الحيّ, فيمر بعدة لجان خاصة تشمل اطباء نفسيين وعاملين اجتماعيين والذين يعملون على التأكد من رغبة الشخص واستعداده للتبرع بالكلى وان يكون المريض والمتبرع على دراية كبيرة في الموضوع, وذلك طبعا بعد التأكد بتلائم الانسجة وبعدم وجود اي مانع طبي لذلك.
**من الجدير بالذكر بأن مشفى رمبام أقام مؤتمرًا يتحدث عن أهمية التبرع بالأعضاء بشكل عام بتاريخ 11/2/2015, واستضاف المؤتمر رجال الدين ليتحدثوا عن الموضوع من جهة دينية وفقهية, لسماع ذلك يمكن الدخول للرابط التالي: http://youtu.be/xpFfM9JNPHU
عملية زرع الكلى
تُزرع الكلية في اسفل البطن من الجهة اليمنى او اليسرى وهذا بحسب الحالة, ان صعوبة عملية زرع الكلى لا تكون في العملية ذاتها, حيث ان العملية تعتبر متوسطة الصعوبة ولا تطول زمنيا, انما المشكلة تكمن في كيفية تقبل جسم الانسان لجسم غريب الا وهو الكلية من المتبرع.
يعرب لنا الطبيب راوي رمضان بأن وظيفة العيادة خلال العملية وبعدها هي المحافظة على جسم الانسان سليم ومرحّب بجسم غريب في داخله, وان لا تكون اي مخاطرة بأن تتدهور حالة الشخص ويُصاب بأي ميكروبات او اي التهابات. مشكلة المرضى الذين يمرون بعملية زرع للكلى لا تقتصر فقط على عوارض كهذه, انما نسبة كبيرة جدا منهم يعانون من أمراض مزمنة تتطلب علاج يضمّ أدويّة من الممكن أن تُشكّل خطرًا على المريض بسبب حساسيّة كليته المزروعة, فلذلك تُواكَب حالة المريض بدقّة في الاسابيع الاولى لضمان عمل الكليّة الجديدة بشكل سليم, بعد انتهاء هذه المرحلة يعود المريض لحياته الطبيعية بشكل تدريجي.
بالنسبة للشخص المتبرع الموضوع ليس موضوعًا عابرًا كما يظن البعض,فرغم عدم وجود اي مشاكل صحية لديه ورغم الفحوصات الكثيرة والدقيقة التي تجرى قبل الخضوع للعملية, يبقى المتبرع تحت خطر تلف كليته المتبقيّة مما يلزمه الحذر والمُتابعة والاهتمام بصحته.
مراكز العلاج في البلاد
هناك العديد من المراكز والمستشفيات التي تعالج الفشل الكلوي عن طريق الديالزا, منها اربعة مراكز يمكنها ان تقوم بعملية زرع الكلى. مشفى رمبام هو احد هذه المراكز والوحيد الموجود في شمال البلاد.
تعالج العيادة في رمبام لزراعة الكلى 470 مُتلقيًّا للكلى, أغلبهم خضعوا لعملية الزرع في رمبام وقسم منهم خارج البلاد, تتم 25-30 عملية زرع في السنة. ما يميز رمبام انه هو المكان الوحيد الذي لا ينقل مرضاه من قسم لآخر وجميع مراحل العلاج تكون في قسم الكلى, وذلك لضمان عدم إرهاق المريض وتشكيل الخطر على صحته.
من المهم معرفة حق المريض في حريّة اختياره لمكان خضوعه للعلاج, ليس ثمة إجبار من قبل صناديق المرضى! عزيزي المريض, عليك متابعة علاجك والاهتمام بصحتك وعند اختيارك مكان العلاج اعتمد على مقاييس طبيّة وجغرافيّة.
هذه المادة وصلتنا من مي احمد صباح اغبارية، طالبة صحافة واعلام وتعمل في قسم الناطق بلسان مستشفى رمبام
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
بارك الله فيكي بنت خالي وجزاكي الله كل خير .. موفقه ❤