قدمت فرق فلكلورية روسية، الليلة، عروضا مميزة في قصر رام الله الثقافي، وذلك ضمن فعاليات «الأيام الثقافية الروسية في فلسطين»، والتي تتواصل في كل من رام الله وبيت لحم.
وتعد فرقة «بيرزكا» واحدة من أشهر الفرق الفنية الروسية، وهي الفرقة التي أنشئت في العام 1948 من قبل مصممة الرقص ناديزدا ناديزدانا، حيث باتت منذ ذلك الوقت رمزاً ثقافياً وفنياً بالنسبة لروسيا.
وما يميز الفرقة التي قدمت عروضاً في أكثر من ثمانين دولة، أنها تقدم رقصاتها وفق التقنية الروسية المعروفة باسم «كوروفود»، عبر خطوات انسيابية تظهر للعيان أنهم بالكاد بتحركون، كما أنهم ساكنون بالفعل والمسرح هو من يتحرك أسفلهم.
أما معرض «تشكيلات فسيفساء من روسيا»، فيقدم للجمهور الفلسطيني ستين عملاً لفنان روس بارزين، ومن أجيال مختلفة، تحفظ أعمالهم في البيت الروسي للفن الشعبي، وتتراوح ما بين أعمال تصويرية، وديكورات مجردة وواقعية تشتمل على بطانيات وصور وسجاد ودمى وحقائب وسترات، بما يعكس روح وتاريخ الثقافة الروسية.
وقال اليكساندر روداكوف، ممثل روسيا الاتحادية لدى السلطة الوطنية الفلسطينية،تأتي هذه الأيام الثقافية الروسية، تتويجاً لعمق العلاقات الثقافية بين روسيا وفلسطين، والتي لها تاريخ قديم يعود إلى زيارات الحجاج الروس إلى الأرض المقدسة، والاهتمام الخاص للعملاء المستشرقين الروس بفلسطين، حيث أثرت الحياة الثقافية الفلسطينية بالثقافة الروسية عن طريق النخبة الفلسطينية في روسيا، وخريجي الجامعات السوفييتية والروسية من الفلسطينيين، لافتاً إلى أن التأثير المتبادل للثقافتين الروسية والفلسطينية على بعضهما البعض انعكس في مختلف صنوف الثقافة والفنون، ما يجعلنا نتحدث هنا ليس عن التقارب فحسب بين الثقافتين، بل الانسجام والتداخل فيما بينهما.
وأضاف روداكوف: كان روسيا، ولا تزال، تؤيد فلسطين على الساحة الدولية، فقد دعمت بقوة، بل كان لها دوراً حاسماً في قبول فلسطين كعضو في اليونسكو، كما قدمت النصائح للفلسطينيين في أيلول وتشرين الأول من العام 2011، عندما كانت روسيا الاتحادية، دولة رئيسة لليونسكو، بخصوص قبول فلسطين في هذه المؤسسة، وهو ما تم بالفعل، حيث بذلت روسيا جهوداً كبيرة كي يتم التصويت لصالح قبول كنيسة المهد وطريق الحجاج في بيت لحم إلى قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو.
وأشار روداكوف إلى أن التعاون الرسمي بين روسيا الاتحادية وفلسطين بدأ رسمياً منذ عشرة أعوام فقط، بإبرام اتفاقية حكومية بين البلدين حول التعاون الثقافي والعلمي، مشيراً إلى أنه في حزيران من العام 2011، قام وفد من وزارة الثقافة الفلسطينية بزيارة روسيا، وتم خلال هذه الزيارة التوقيع على مذكرة تفاهم، وإطلاق آلية تنظيم أيام الثقافة الفلسطينية في روسيا، وأيام الثقافة الروسية في فلسطين.
بدوره، قال سيرغي شبلابوف، رئيس المركز الروسي للعلوم والثقافة في بيت لحم: تنتظم أيام الثقافة الروسية في فلسطين على مدار أربعة أيام، حيث يكون الافتتاح بحفل موسيقي لفرقة «روسيا»، يليه في اليوم التالي افتتاح معرض فن الديكور (تشكيلات فيسفساء من روسيا) إضافة إلى استضافة المركز الروسي للعلوم والثقافة في بيت لحم عرضاً ثانياً لفرقة «روسيا»، أما اليوم الثالث للفعاليات، فسيكون جمهور فلسطين، وفي قصر المؤتمرات على موعد مع عرض موسيقي راقص لفرقة «بيرزكا» (فرقة الفلكلور والرقص الروسي)، وهي الفرقة التي تختم الفعاليات في قصر رام الله الثقافي.
[email protected]
أضف تعليق